بحث

أخبار اليوم

أمي لم تلدني حمساويا

  • 16:48
  • 2014-06-28

لا أعتقد أن غلاء الأسعار سيرافق الشهر الفضيل في قطاع غزة هذا العام. والسبب أن جيوب الأسر الغزية صائمة، لم يدخل الراتب جوفها منذ شهور، وهي على هذه الحال حتى يُرفع آذان الصرف.

بالتالي، سيكون الباعة مجبرين على تثبيت الأسعار أو قل خفضها، في سبيل استمالة الناس إلى (الشراء)، المصطلح الذي ربما يكون قد اندثر من لائحة ما يزيد عن 40 ألف موظف تمتنع حكومة التوافق الفلسطيني عن صرف رواتبهم، رغم حلول شهر إقالة العثرات. والحجة أنهم “غير شرعيين”.

إن أردتُ خوض سجال الشرعية، فسأنضم إلى الصف القائل بأنه لا توجد قيادة شرعية في فلسطين؛ لأن الشرعية انتهت بانتهاء المدة القانونية لأي جهة.

الموظف في غزة صار حكاية تقطع نياط القلب، تجوز عليه الشفقة والصدقة في آن واحد. وهو برأي من صمّوا آذانهم لنداءاته، بمنزلة عقاب لعمله مع حكومة حماس.

نعم لقد عمل موظف غزة مع حكومة حماس لكن أمّه لم تلده حمساويا، وضعته طفلا آدميا إنسانا، والإنسانية رابطة لها حقوق وعليها واجبات. أقل تلك الحقوق توفير الحياة الكريمة، فلا تستكثروها عليه بحرمانه من الراتب.

تتحمل حماس مسؤولية “وضع الاستجداء” الذي وصل له موظفو غزة من حكومة التكنوقراط التي تبين أن الكلام هو كل بضاعتها، وهي من عليها أن تناطح بشأن أزمة الرواتب وليس الموظفين أو نقابتهم، لأنه اتفاق وقّع عليه طرفان، تنكر الأول فوجب على الثاني التحرك. ثم إنه ليس من المنطق أن تكون هذه نهاية موظف أشرع لحماس قلبه لتدخله من دون تأشيرة.

متى أيضا يدهم الفصائل الفلسطينية شعور بالإثم لصمتها العجيب بشأن أزمة الرواتب؟، ثم ألا تستحق شؤون الناس تشكيل “غرفة عمليات” لإدارتها وتيسيرها، وتثبيت صمود من احتضن المقاومة ودافع عنها؟. ولماذا لم نسمع عن مبادرة أو وساطة أو حراك حقيقي وجاد من طرفها؟، أم أنه الصمت الذي يبطن التشفي بحماس، خاصة أن ظواهر الأشياء في غزة لا تطابق بواطنها أبدا.

وجب أن تصل الرسالة بأي وسيلة إلى من يملك القرار، وليس غيره الرئيس محمود عباس، أن في غزة أكثر من 40 ألف أسرة فلسطينية لا يريد أربابها أن ينشغلوا عن التفرغ لعبادة الله إلى التفكير في كيفية تأمين وجبات السحور والإفطار، والبُعد عن سؤال الناس وحفظ ماء الوجه. الوضع لا يحتمل مزيدا من الصبر، وفي صدورنا يحتشد كثير من الكلام، وفّروه علينا.

إن لم تحركك إنسانيتك سيدي الرئيس وأحسب ذلك، فليس لدي سوى تعليق لا يزيد عن ثلاثة أحرف وسطها حاء.

واعذروا كاتب هذه السطور فقد بدأ يفقد صوابه.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين