بحث

أخبار اليوم

الوقود الإسرائيلي يحرق تجارة السيارات في غزة

  • 17:37
  • 2014-07-13

 رام الله -صوت الحرية -تشهد أسواق بيع السيارات في قطاع غزة حالة غير مسبوقة من الركود والانخفاض في الأسعار؛ نظرا لإقدام عدد من مالكي السيارات على بيعها بأسعار متدنية لارتفاع أسعار المواد البترولية التي يستوردها القطاع من إسرائيل عقب إغلاق الأنفاق.
وبعد إغلاق الأنفاق على الحدود مع مصر، ومنع تهريب الوقود المصري \\\"منخفض التكلفة\\\" لقطاع غزة، اتجه مئات المواطنين إلى بيع سياراتهم لعدم قدرتهم على دفع ثمن الوقود المرتفع، حيث يصل سعر اللتر منه إلى 7 شواقل.
ويبلغ عدد السيارات في قطاع غزة حسب الاحصائيات 80114 مركبة مسجلة، عدا الآف غير المسجلة، فيما تبلغ عدد السيارات القديمة التي يعود تاريخ إنتاجها إلى ما قبل عام 1990 نحو 19874 مركبة، وعدد \\\"التكاتك\\\" والدراجات النارية 16805.
وشهدت أسعار الدراجات النارية ارتفاعا كبيرا في الأسعار، نتيجة لمنع وزارة النقل والمواصلات بحكومة حماس ادخالها عبر المعابر الرسمية، بينما تم تهريب الأعداد الكبيرة الموجودة من الدراجات النارية في قطاع غزة عبر الأنفاق.

خسائر كبيرة
ويؤكد عدد من المواطنين تعرضهم لخسائر تصل لـ10000 دولار عندما قاموا ببيع سياراتهم التي اشتروها بقروض من البنوك أو بالتقسيط من خلال التجار نتيجة حالة الركود التي تعاني منها أسواق السيارات.
ويقول المواطن علي مصطفى من خان يونس: \\\"لقد اشتريت سيارة صينية من نوع جيلي بـ 18 ألف دولار رغم أن سعرها 12 ألف دولار وتبقى من ثمنها 10000 دولار لصاحب الشركة الذي أضاف 6000 آلاف دولار فوائد، وقمت بكتابة كمبيالات له، ولكنه لم يحتمل تأخري عن دفع القسط الشهري مما اضطرني لبيعها بعشرة آلاف دولار بخسارة ثمانية آلاف دولار\\\".
ويشير المواطن إيهاب يوسف من رفح إلى أنه اشترى سيارة سكودا بقرض بنكي بقيمة 33 ألف دولار قبل ستة شهور، مضيفا \\\"بعتها بـ22 ألف دولار بخسارة 11 ألف دولار\\\"، مؤكدا أن سوق السيارات في قطاع غزة يرثى له في ظل تذبذب الأسعار واستغلال التجار وتردي الوضع الاقتصادي.

ركود 
ويشتكي التجار من قلة الإقبال على شراء السيارات وتكدسها لدى المعارض ومستوردي السيارات، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.
ويقول التاجر نائل حسن من رفح \\\"لقد أصبح المواطنون يبحثون عن السيارات الصغيرة التي لا تستهلك كميات كبيرة من الوقود، خاصة بعد الاعتماد على الوقود الاسرائيلي غالي الثمن مقارنة بأسعار الوقود المصري الذي كان يهرب عبر الانفاق والذي كانت أسعاره تتراوح ما بين 2 الى 3 شواقل\\\"، مشيرا إلى وجود اكتفاء من السيارات اضطر مستوردوها لعدم جلب مركبات جديدة.
ويوضح التاجر بسام راضي أن عددا كبيرا من التجار سيتعرضون لخسائر كبيرة بعد حكومة الوفاق؛ لأن المواطنين يميلون إلى الشراء بعد اتضاح الأمور الضريبية، كما أن مواصفات السيارات التي يطلبونها اختلفت، وباتوا يبحثون عن السيارات الاقتصادية في استهلاك السولار والبنزين.

سيارات الأجرة
وبعد ارتفاع أسعار المواد البترولية، بات عدد كبير من المواطنين ممن يملكون سيارات خاصة ويقطنون في أماكن بعيدة عن أماكن عملهم يستقلون سيارات الأجرة بحثا عن التوفير.
ويقول الموظف في الجامعة الإسلامية إبراهيم عبد الفتاح من رفح إنه \\\"منذ ارتفاع أسعار الوقود أصبحت أذهب لعملي بسيارة الأجرة، لأن تكاليفها ذهابا وايابا 19 شيقلا بينما تستهلك سيارتي في نفس المسافة نحو 70 شيقلا\\\".

سيارات للبيع
ويعرض عدد كبير من مالكي السيارات مركباتهم للبيع بحثا عن مشترين \\\"نادرين\\\" نظرا لحالة الترقب التي باتت تشهدها أسواق السيارات بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، فيما توقع المواطنون توحيد الجمارك والضرائب، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعار السيارات.
وكانت الحكومة المقالة في قطاع غزة تجبي نحو 40% ضرائب على السيارات المستوردة عبر معبر كرم أبو سالم و14,5% ضريبة القيمة المضافة، إضافة لضرائب الدخل والرسوم الأخرى وجمارك بقيمة 25 %، و75 % ضريبة للسلطة الوطنية.
ويتوقع المواطنون توحيد الجمارك والضرائب على السيارات لتصبح 75 % فقط تدفع لحكومة الوفاق.

انخفاض أعداد السيارات المستوردة
ويقول رئيس جمعية مستوردي السيارات إسماعيل النخالة: \\\"انخفضت أعداد السيارات المستوردة من أوروبا وآسيا عبر معبر كرم أبو سالم من 70 سيارة أسبوعيا إلى ما بين 20 إلى 40 سيارة اسبوعيا نظرا لركود سوق السيارات وقلة الطلب\\\".
ويضيف النخالة أن السوق في حالة ركود كبيرة، وهناك أعداد كبيرة من التجار أوقفت عملها نتيجة تعرضهم لخسائر كبيرة.
ويشير إلى أن \\\"التجار ومستوردي السيارات في وضع صعب، وباتوا يعملون لدى الحكومات عمالا لجباية الضرائب\\\"، مشددا على ضرورة إنهاء كافة مشاكل مستوردي السيارات وقطع الغيار. ودعا وزارة النقل والمواصلات للتخفيف من \\\"الإجراءات والتعقيدات التي يضعونها أمام مستوردي السيارات المستخدمة\\\".
وأشار النخالة: \\\"قمنا بإدخال 7500 سيارة منذ أيلول 2010 لغزة، وتم تحصيل جمارك عليها للضفة الغربية حوالي 60 مليون دولار، بينما دفعنا جمارك على نحو 3000 سيارة للحكومة السابقة في غزة بحوالي 15 مليون دولار\\\".
ويدعو النخالة إلى شطب نحو 20 ألف سيارة قديمة لتخفيف الازدحام في الطرق، مضيفا \\\"نحن نتعرض لخسائر كبيرة في سوق السيارات، ولا بد من وقف استيراد السيارات المستخدمة حتى يتم تغيير سياسة الحكومة في التعامل مع مستوردي السيارات\\\".

 

T.M

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين