بحث

أخبار اليوم

نبض الحياة

إسرائيل وداعش وجهان لعملة واحدة

  • 18:09
  • 2014-10-22

اثارت تصريحات جون كيري، وزير خارجية اميركا، التي ربط فيها بين رفض حكومة نتنياهو لخيار السلام وصعود الجماعات التكفيرية وخاصة تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام "داعش" ردود فعل إسرائيلية من اركان الحكومة الاسرائيلية وبالتحديد من نفتالي بينيت، وزير الاقتصاد، والوزير اردان وغيرهما من المسؤولين الاسرائيليين، تركزت على مهاجمة رئيس الديبلوماسية الاميركية بأشد عبارات الاساءة والتوبيخ، وبعضهم ربط بين تصاعد الحملة على إسرائيل والاتهام الجاهز في جعبة كل صهيوني متطرف ضد الاغيار حتى لو كانوا حلفاء لإسرائيل، وهو "اللاسامية"، الذي بات بضاعة فاسدة ومستهلكة، ولم يعد يخيف احداً. 
وعلى اهمية تصريح الوزير الاميركي في فضح دولة التطهير العرقي الاسرائيلي، وكشف دورها في تبديد آفاق التسوية السياسية وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وانعكاس سياساتها المباشرة في نشوء وانتشار الفكر والجماعات التكفيرية في دول العالم العربي والشرق الأوسط الكبير، وتهيئة المناخات الرمادية والسوداوية المولدة لكل مظاهر العنف والفوضى في عموم المنطقة. غير ان التشخيص العلمي الدقيق، يشير الى ان إسرائيل ومن يقف وراءها كانوا النواة المؤصلة لولادة كل التيارات التكفيرية تاريخيا، وساهموا بشكل مباشر في خلق الارضية الملائمة لتلك الجماعات لتنتشر وتتمدد افقيا وعاموديا. ومع ان جماعة الاخوان المسلمين، تأسست قبل نشوء دولة إسرائيل، إلا ان تأسيسها في العام 1928 وتبنيها ودعمها من قبل بريطانيا العظمى، التي كانت الدولة المنتدبة على فلسطين، كان عميق الصلة بالمشروع التفتيتي للمنطقة العربية اولا لتكريس ما صنعته اتفاقية سايكس بيكو عام 1916؛ وثانيا وايضا لتهيئة الشرط الديني لتحقيق وعد بلفور البريطاني باقامة "الوطن" القومي لليهود؛ ثالثا كي تلعب دورا مساندا ومعززا لولادة الدولة العبرية. لانها (جماعة الاخوان) باعتمادها البعد الديني، ومحاربتها للدولة الوطنية، ورفضها الشراكة مع القوى السياسية الوطنية والقومية والليبرالية واليسارية، وتبنيها خيار دولة الخلافة الاسلامية، تكون ارست المناخ المناسب لاقامة "وطن" لليهود في فلسطين. واعطت قوى الاستعمار الغربي القديم الذريعة لاقامة إسرائيل للحؤول دون ولادة المشروع القومي العربي النهضوي. بحجة الخشية الغربية من "دولة الخلافة الاسلامية"، التي يعتبر مجرد طرحها عنوانا للتخلف والظلامية. وهذا لا يعني موقفا معاديا للدين، بل معاديا للقوى الحاملة للعقيدة الدينية، التي وقفت، وتقف حائلا امام نهضة العرب القومية، وكونها شاءت عودة عقارب التاريخ للوراء بعد ان استطاعت شعوب الارض المتقدمة الفصل بين الدولة والدين. 
هذا التكامل بين الاستعمار الغربي وبين نشوء جماعة الاخوان المسلمين أصل لولادة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية عام 1948 على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني، التي بدورها هيئأت الشروط الموضوعية مع الغرب الداعم لها لنشوء الجماعات التكفيرية، التي كانت جماعة الاخوان المسلمين، ومازالت الوعاء الحامل لتمظهرها في الواقع العربي. و"داعش" وقبلها "القاعدة" وكل الجماعات التكفيرية باسمائها وعناوينها المختلفة، ليست سوى الوجه الاخر لاسرائيل. لانها جميعها عناوين وعوامل لضرب نهضة المشروع القومي العربي، ومن زاوية اخرى، هي عوامل لتفتيت وشرذمة الشعوب العربية على اسس دينية وطائفية ومذهبية، والحؤول دون تحرر فلسطين من نير الاحتلال الاسرائيلي. 
[email protected]
[email protected]

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين