بحث

أخبار اليوم

عمالنا / نبض البناء وشريان العطاء المتدفق بالخير الدائم .

  • 13:30
  • 2015-04-29


وفاءاً وتقديراً لكم عمالنا ...      بقلم / عبد العزيز الحيلة - أبو جهاد ... 

 " الأول من مايو/ أيار" يوم العمال العالمي ...  

 عمالنا / نبض البناء وشريان العطاء المتدفق بالخير الدائم .

قبل قرن وستة عقود من هذا الزمان وتقريبا عام 1856 م ، لاح طيف هذه الفكرة وتكونت هناك في بلاد الجنوب المجهولة " أستراليا "، ثم رحلت هذه الفكرة جنيناً وطارت إلى بلاد ما وراء المحيطات وولدت ورأت النور في بلاد العم سام " أمريكا " وبمدينة شيكاغو تحديدا ، حيث قام خلاف بين العمال وأصحاب العمل لتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات يوميا ، وامتدت هذا المطالب المشروعة وتعاظمت في أغلب المدن الأمريكية وما رافقها من أحداث وإضرابات عامة ، وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الشرطة  خلال هذه الإضرابات والتظاهرات المتعددة  قرر الرئيس الأمريكي "كليفلاند" إجراء مصالحة واسعة مع نقابات العمال في البلاد خوفاً من استمرار وأتساع رقعة الصراعات والأحداث، وتم تشريع عيد العمال والمصادقة عليه وجعله عطلة وطنية ، ومع انتشار هذه الفكرة في جميع أنحاء العالم، وفي عام 1958م ، تم اختيار "الأول من مايو/ أيار" من كل عام ليصبح ذكرى للأحتفال بعيد العمال العالمي تقديراً للإنجازات والأعمال  الاقتصادية والاجتماعية للحركة العمالية .

العمل هو أساس البناء والبقاء على هذه الأرض ،ولن يتحقق أي انجاز أو طموح للأمم والشعوب إلا بالعمل ، والعمل يحتاج إلى عقول وسواعد، والعمال هم  أساس كل ما تقدم ، ونحن نؤمن تماماً بقيمة ودور وأهمية العمال  في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار للأوطان، وبالتحديد إيماننا الراسخ وقناعتنا بالعامل الفلسطيني المكافح ، وبمهاراته وخبراته وإتقانه ولمساته الرائعة التي تبنى صروحاً إنتاجية عظيمة ، وفي هذا السياق نستذكر عمالنا الفلسطينيين ومسيرة كفاحهم الطويلة والقاسية من اجل لقمة العيش الكريمة المغمسة بالدماء والشقاء ، وندين لهم بالفضل والامتنان ، تقديرا وعرفانا منا للجهود المخلصة التي يبذلونها في شتى مجالات الحياة ، عمالنا الشرفاء أصحاب اليد النظيفة والنفس العفيفة أنتم إرادة الحياة ورمز النهضة والتقدم  في المجتمعات البشرية وركن الأساس في بناء وازدهار ونمو الحضارات المختلفة على مر العصور .

 في هذا اليوم المجيد الذي يحتفل فيه كافة عمال العالم بذكرى نضالاتهم وتضحياتهم  الكبيرة ضد الظلم والاستغلال ، نتوجه بالتحية والتقدير لكل عمال العالم في كل القطاعات المختلفة ، وبالتحديد لعمالنا الفلسطينيين الذين يستحقون أن نكرمهم ونحتفي بهم ، لعمالنا المكافحين الأبطال ، لمن كانوا شرارة وشعلة انتفاضة الحجارة الأولي عام  1987 ،

كما وتحل علينا هذه الذكرى الخالدة والعامل الفلسطيني يرزخ تحت وطأة الحصار الغاشم والتضييق ويعاني من ويلات لا متناهية من الظلم والاستبداد الإسرائيلي ، حيث منع الاحتلال عشرات الآلاف من عمالنا من التوجه لأعمالهم داخل فلسطين التاريخية ، بالإضافة إلى تدمير وحرق المصانع والمنشآت التجارية والأراضي الزراعية والمشاريع الاقتصادية المختلفة ، كذلك هناك معاناة متجددة دائما وحرب متواصلة ضد عمالنا البواسل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن شروط وأشكال أمنية مذلة حيث يجبر العامل الفلسطيني على التعري والانتظار لفترات طويلة أمام الحواجز الإسرائيلية ، بالإضافة إلى توجيه الإهانات والسب والشتم والضرب والمعاملة السيئة والقتل في بعض الأحيان تحت ذرائع أمنية كاذبة  في انتهاك واضح وصريح لأبسط حقوق البشر. 

وفي هذه المناسبة المجيدة ننطلق من هنا بأمنيات وتطلعات ومطالب عادلة ومشروعة لعمالنا الصامدين رغم الفقر والمعاناة والألم والتهميش ، كوضع برنامج وطني شامل من قبل كافة الأطراف الدولية والإقليمية والعربية والمحلية كل حسب اختصاصه وإمكانياته، لحماية العمال وأسرهم الكريمة ، من خلال خلق فرص عمل حقيقية لهم وحمايتهم من البطالة ، وتوفير مخصصات شهرية ، ورعايتهم صحياً بالشكل الكامل ، وإعفاء أبنائهم من رسوم التعليم الجامعية ، وتوفير القروض الحسنة لهم من اجل إنشاء مشاريع اقتصادية صغيرة ، ووضع معايير للأجور تناسب مع واقع الحياة ، والعمل على تقديم المساعدات الدائمة والطارئة لهم من قبل الجميع ، كما ونستغل هذه المناسبة وندعو إلى وحدة الحركة النقابية العمالية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام النقابي وتعزيز استقلالية الحركة النقابية بما يخدم كافة العمال بعيداً عن  المصالح الشخصية والحزبية الضيقة .

وأخيراً نعاهدكم عمالنا أن نبقي أوفياء ومخلصين لمسيراتكم النضالية المباركة ، وأمناء على مطالبكم وحقوقكم العادلة ، وان نحافظ على قضيتنا ودماء شهدائنا وأسرانا  وثوابتنا الوطنية  الفلسطينية .

وإنها لثورة حتى النصر ...

 

 

 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين