بحث

أخبار اليوم

شرق أوسط قديم

شرق أوسط قديم

  • 20:13
  • 2016-05-10

صوت الحرية-رام الله

في نهاية الفيلم الدستوري كازبلانكا يقول بطل الفيلم: "دوما ستكون لنا باريس". والان هذا صحيح بالنسبة لمسيرة الدولتين الضرورية جدا. فالمبادرة الفرنسية لجمع 20 وزير خارجية للدول الرباعية، الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية، ستعطي دفعة دبلوماسية دولية لحل الدولتين على اساس خطوط 1967. ما يصرخ الى السماء هو عدم مشاركة الدولتين للحل– اسرائيل وفلسطين. هذا مؤتمر سلام دولي أول حول منطقتنا لا تكون اسرائيل مدعوة اليه لان الفرنسيين  وشركاؤهم يريدون منع رفض اسرائيلي علني. الولايات المتحدة ليست شريكة في المبادرة، ولكنها ايضا لم تمنعها وستكون ممثلة.

الرئيس اوباما لا يزال يفكر اي خطوات يتخذ كي يخلف وراءه بنية تحتية سياسية لحل الدولتين. الادارة تتردد بين عدم استخدام الفيتو على المشروع الفرنسي في مجلس الامن في هذا الشأن وبين اعلان رئاسي، لن يكون في جوهره مختلفا جدا عن المواقف التي سيتفق عليها في مؤتمر باريس.

تعبر المبادرة الفرنسية عن واقع دولي جديد؛ حل النزاعات بمساعدة الساحة الدولية لم يعد احتكارا امريكيا، انظر حل مسألة السلاح الكيميائي السوري والنووي الايراني. وفي منطقتنا ايضا نحن بانتظار دبلوماسية جماعية في ظل مشاركة امريكية، اوروبية وروسية. العالم متحد اليوم حول مواقف اساسية من  حل الدولتين: انسحاب اسرائيلي الى حدود على اساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه؛ في القدس عاصمتان في مدينة موحدة؛ ترتيبات امنية مع تواجد دولي على طول الحدود؛ حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بالتوافق مع اسرائيل؛ اقامة علاقات دبلوماسية من معظم الدول العربية مع اسرائيل وانهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. لا توجد في الدولة في العالم تتحفظ من هذه الاسس. هذا سيكون في المستقبل اساس دولي للمفاوضات والمبادرة الفرنسية هي مجرد المؤشر الاول. نتنياهو يستخف بالفرنسيين ويرفض تماما كل مبادرة لمؤتمر دولي. وهو يفضل مؤتمرا وطنيا مع البيت اليهودي ومسيرة توسيع للمستوطنات بدلا من مسيرة سلمية.   

ابو مازن يقبل المبادرة الفرنسية ومبادئها. اسرائيل هي اليوم، في نظر العالم، هي الرافضة. الـ "اللاشريك". ان المبادرة الفرنسية جيدة لاسرائيل من عدة اسباب: فهي اساس لحل الدولتين الذي ينقذ هويتنا كديمقراطية يهودية، هي مدخل للتعاون مع الجامعة العربية في شؤون الامن الاقليمي، وهي ستؤدي الى دعم دولي لترتيبات امنية ضرورية، وفوق كل شيء تشكل فتح باب لاعادة ربط اسرائيل مع أسرة الشعوب المتنورة والاقتصادات المتطورة.

اسرائيل ملزمة بان تفهم بان ما يحرك الفرنسيين ليس طموحا فرنسيا ليكونوا على الخريطة الدولية، بل مصالح غربية من خلال دمج حل الدولتين في استراتيجية مناهضة للاصولية اوسع بكثير. كما أنها مبنية على اجماع عربي غربي، بموجبه الاحتلال مرفوض والاستيطان هو تعبير عن الاستعمار الجديد. 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين