صوت الحرية- رام الله

ستكون فلسطين يوم غد الاثنين على موعد مع استضافة حدث رياضي دولي جديد، من خلال استضافة جامعة بيرزيت منافسات بطولة فلسطين الدولية الأولى للعبة التايكواندوG1))، بمشاركة 13 دولة.

البطولة ستكون الحدث الرياضي الأبرز الذي تستضيفه فلسطين، بمشاركة جميع الفرق المصنفة دوليا تحت راية الاتحاد الدولي للعبةWTF) ) بعد اعتماده من الاتحاد الدولي وسيستمر حتى 20 الجاري يوم اختتام البطولة.

وهذا الحدث الدولي سيراكم من انجازاتنا الوطنية في وضع فلسطين على الخارطة الرياضية وفي مصافي دول العالم التي تستضيف مثل هذه البطولات، ويؤكد أن فلسطين حاضرة وبقوة في النظام العالمي بمختلف مكوناته، ويكرس من حقنا في الحصول على دولة كاملة السيادة وفق الشرعية الدولية.

ولا تعد هذه البطولة الدولية الأولى التي تجري على أرض فلسطين، ولكنها الأولى في لعبة فردية، وسبق أن استضفنا التصفيات الآسيوية للشباب وللسيدات في منافسات كرة القدم، وبالتأكيد لن تكون المرة الأخيرة، حيث ستفتح البطولة الطريق لاستضافة بطولات ومباريات أكثر.

والحدث يكتسب بعدين مهمين على الصعيدين الرياضي والوطني، يتمثل رياضيا في استطاعة وقدرة فلسطين على اثبات نفسها للعالم كله على أنها قادرة على احتضان واستضافة مختلف البطولة الفردية أو الجماعية، رغم شح الامكانات والملاعب والصالات الرياضية، بسبب الاحتلال الاسرائيلي وممارساته على الأرض، من خلال منع وصول الأدوات والتجهيزات الرياضية المختلفة.

أما على الصعيد الوطني، فتشكل البطولة فرصة مهمة في كيفية نقل المعاناة الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من 68 عاما بسبب الاحتلال الاسرائيلي، وممارساته على الأرض من قتل وتهجير واستيطان وجدار فصل عنصري سيراه المشاركون عن قرب، إضافة إلى أهمية الحدث في ربط جسور التواصل مع الشعوب الأخرى من خلال الرياضة التي باتت جزءا أصيلا في لغة الحوار العالمي بين كافة دول العالم.

وأعرب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب عن سعادته بالجهود التي تبذلها كافة أطر العمل الرياضي من لجنة أولمبية واتحاد التايكواندو والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، في سبيل انجاح بطولة فلسطين الدولية الأولى بالتايكواندو.

وحث القائمين على البطولة ضرورة استثمار هذا الحدث الهام، في كيفية تقديم صورة مشرقة عن الرياضة الفلسطينية، وإيصال رسالتها السامية المتمثلة بإصرار اللاعب الفلسطيني على ممارسة الرياضة على أرضه، وتحقيق الإنجازات، رغم كل المعاناة والمعوقات التي يواجهها.

وشدد الرجوب خلال مؤتمر صحفي، على أهمية إيلاء الاهتمام المناسب لضيوف فلسطين المشاركين في البطولة من خلال الترتيبات المتعلقة باستقبال الوفود وإقامتهم وحتى وداعهم، وتوفير كل سبل الراحة والأمن والأمان لهم، من مواصلات وإمكانية إقامة حفل استقبال ترفيهي، وتنسيق جولات ميدانية لهم للتعرف على فلسطين على أرض الواقع، والعمل كخلية نحل أساسها المحبة والمودة والتعاون بين الجميع، لضمان الوصول بالبطولة إلى برّ الأمان.

ودعا أسرة اتحاد التايكواندو إلى ضرورة الاستفادة من الضيوف بكوادرها الفنية والإدارية الدولية المشاركة، من خلال الاحتكاك معهم وعقد ورشات عمل خاصة في الجوانب الفنية والإدارية والتحكيمية، وذلك لتطوير مستوى اللعبة على الصعيد المحلي.

وأشار إلى أن هذا الحدث لا بد وأن ينعكس بشكل إيجابي على مستقبل اللعبة التي بدأت تبرز على الساحة المحلية في السنوات الأخيرة، وترجمة ذلك من خلال الانجازات التي تحققت على الصعيد الدولي والآسيوي والعربي.

وشدد الرجوب على أهمية دور الإعلام بكل وسائله وأشكاله، لتقديم رسالة إعلامية غنية ومفيدة وواضحة، مشيرا إلى ضرورة التنسيق مع مختلف الوسائل المحلية والأجنبية، لضمان حصول البطولة على أكبر تغطية إعلامية ممكنة.

وأشار إلى أنّ أهمية البطولة لا تكمن بتحقيق الميدالية بقدر النجاح في تنظيمها، بل إنها تحمل رسالة رياضية وطنية سامية، نسعى إلى البناء عليها واسقاط تجربة اتحاد التايكواندو على غيره من الاتحادات الرياضية، على أمل النجاح في استضافة بطولات أخرى لمختلف الألعاب الفردية والجماعية.

بدوره، قال بطل فلسطين في اللعبة مالك أبو الرب، إنه خاض معسكرا تدريبيا خاصا استعدادا للبطولة، مؤكدا رغبته الجامحة في حصد ذهبية تخصصه وزن 58 كغم.

وبين اللاعب أبو الرب أنه يخوض تدريبات يومية من ساعتين إلى 3 ساعات، ويبذل كل جهوده في سبيل ذلك، تحت إشراف المدرب بشار عبد الجواد المدير الفني للمنتخب الوطني للتايكواندو.

وعبّر عن فخره واعتزازه، كون فلسطين ستستضيف بطولة بهذا الحجم من الأهمية، والتي نادرا ما تحصل دولة ما على الموافقة من الاتحاد الدولي من أجل تنظيمها، متمنيا النجاح والتميّز للبطولة من مختلف النواحي.

من جهته، بين رئيس الاتحاد الفلسطيني للتايكواندو عمر كبها، أن البطولة الأولى من نوعها وهي تحتاج إلى وقفة من الجميع، خاصة الإطار السياسي والاقتصادي ودعم وتبني هذه البطولة من قبل الشركات ورجال الأعمال.

وقال إن البطولة ستشهد مشاركة لاعبين مميزين من مختلف دول العالم سبق لهم أن أحرزوا المراكز الاولى في البطولات الدولية، آملا أن يحقق ممثلو فلسطين في البطولة الميداليات الملونة، لعكس التطور الكبير في اللعبة.

بدوره، أوضح الناطق الاعلامي باسم البطولة أحمد العلي، أنه تم استكمال كافة الاجراءات لاستضافة هذه البطولة الدولية على أرض جامعة بيرزيت بدءا من صباح الغد، حيث تبدأ المنافسات والنزالات منذ الساعة التاسعة صباحا.

وأوضح أن معظم الوفود المشاركة قد وصلت إلى فلسطين بانتظار وصول باقي المشاركين من 13 دولة من مختلف القارات، لافتا إلى ان هناك مشاركين عالميين سيشاركون في البولة وأبرزهم لاعب من تركيا سبق أن يوج ببطولة العالم للتايكواندو ثلاث مرات من قبل.

وقال العلي إن فلسطين ستشارك بعدد كبير من اللاعبين واللاعبات يصل عددهم إلى 100 استعدوا بصورة جيدة للمنافسة على المراكز الأولى وكسب الخبرة، من خلال الاحتكاك مع لاعبين عالميين مصنفين في اللعبة، آملا أن تعكس هذه المشاركة التطور الكبير في الرياضة الفلسطينية.

 ووصل عدد اللاعبين المشاركين في البطولة إلى أكثر من 350 لاعبا ولاعبة سيمثلون 13 دولة هي: روسيا، والولايات المتحدة الأميركية، والسويد، ونيجيريا، واسبانيا، والأردن، وتركيا، والعراق، وقيرغيزستان، والنمسا، والمغرب، وكرواتيا، وفلسطين البلد المستضيف.

وستحظى البطولة بحضور شخصيات دولية رسمية يتقدمهم نائب رئيس الاتحاد الدولي للتايكواندو اللواء أحمد فولي، ورئيس الاتحاد العربي للتايكواندو ادريس الهلال، ورئيس الجامعة الملكية المغربية، إضافة إلى 35 حكما دوليا سيمثلون عدة دول منها اسبانيا، والجزائر، وتونس، وبلجيكا، كما ستحظى فلسطين على هامش البطولة بعقد اجتماع الاتحاد العربي للتايكواندو، ممثلا بدول مصر، والبحرين، والأردن، وليبيا، وتونس، والمغرب.