بحث

أخبار اليوم

مؤتمر 'فتح' بلا مبالغة

  • 11:27
  • 2016-12-01

 

منذ أن تقرر عقد مؤتمر «فتح» الى أن عقد بالأمس، كُتبت مئات المقالات، وأقيمت عشرات الندوات، وإستحدثت برامج إذاعية وتلفزيونية، وبلغت الكثافة الإعلامية حول المؤتمر وحول فتح، ما لم يبلغه أي حدث فلسطيني وعربي، حتى لو كان في غاية السخونة. ولقد دققت فيما قرأت وسمعت ورأيت، وخرجت بالخلاصات التالية ...

أولاً: إن هنالك مبالغة في تعليق الامال على المؤتمر كمنقذ للمشروع الوطني، وكمحطة يمكن ان تنتج فعلا سحرياً يعيد الحركة الى اوج قوتها ونفوذها، وكأن ثلاثة او أربعة أيام تكفي لكل هذا.

ثانيا: إن نسبة استحضار الماضي في المعالجات التي كلها إعلامي، أعلى بكثير من ملامسة قضايا الواقع الراهن ، والاجتهاد بوضع حلول لها ، وكأن الماضي مستودع أمل لا ينضب يغرف منه المتكلمون ما يشاؤون

ثالثاً: لقد غابت لغة المساءلة الموضوعية فإما الهجوم الكاسح وبلا ضوابط أخلاقية وإما ترويج منافق لانجازات وهمية يعرف الجميع أنها لا تكفي لتغطية العجز والتراجع والتقصير.

هذا ليس كل شيء في ما قيل وكتب ، فمن لديه الوقت لقراءة الاف الصفحات وانفاق الاف الساعات تحت مطر المعالجات الإعلامية ليس الا؟!

في أول يوم عمل من أيام المؤتمر الأربعة او الخمسة ، يجدر ولو من قبيل التذكير الذهاب الى معالجة واقعية تقوم على مبدأ "ما نستطيع فعله وليس ما يجب فقط"، وأول ما نستطيع فعله وان كان بصعوبة ، هو التخلص من المباغتة في الكلام والتخلص من قلة الفعل على الأرض ، ذلك ان فتح التي كلفتها الاقدار بأن تقود مشروعا عادلا، الا انه مكتظ بالتعقيدات والتحديات، فتح والحالة هذه مطالبة بالقيام بأوسع عملية نقد ذاتي كما فعلت وخصوصاً في مرحلة تأسيسها للسلطة وضياع السلطة منها ، وهذا ليس فعل مؤتمر مدته أربعة او خمسة أيام، بقدر ما هو مهمة يؤديها خبراء ومختصون لا يهمهم الا ان يكونوا موضوعيين في المعالجة. وبلغة رؤوس الأقلام او العناوين.

ينبغي ان تتوقف فتح وتتأمل ملياً جهدها الضائع على مدى سنوات إنهاء الانقسام واستعادة وحدة الوطن ، وان تتأمل ملياً في فشل المسيرة التفاوضية التي أسستها ورعتها، ودخلت الى قوالبها الصارمة دون ان تعرف كيف تتقدم او كيف تتراجع، وأن تتأمل مليا في وضعها الداخلي الذي هو أساس نفوذها على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، وأن تتأمل ملياً في المتغيرات المتسارعة التي تحدث في المحيط الأقرب والاوسع، وأن تعرف كيف تضع نفسها على خريطة هذه المتغيرات وما سينجم عنها.

هذا كله ليس فعل أربعة أيام من مؤتمر ينهمك كل الذين يشاركون فيه في لعبة الانتخابات والتنافس المحموم على المواقع.

انعقد المؤتمر بعد ان هيمنت علينا الشكوك بعقده وحضر الأعضاء من كل انحاء الكون وحضر كل من دعي من الاشقاء والأصدقاء ، وبدأت الإجراءات التنظيمية بالعمل ، وهذا أمر لا يستهان به، وبعد أيام قليلة ستعلن أكثر نتائجه إثارة وجاذبية ، وهي أسماء الفائزين في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وستقام حفلة تهاني للفائزين، سيسعد من يسعد ويبتئس من يبتئس، الا ان كل شيء ستذروه الرياح لو لم يتبعه فعل أكثر جدية من كل ما فُعل فيما مضى.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين