بحث

أخبار اليوم

في ذكرى إنطلاقتها .......

صوت فلسـطين (من الثورة .. إلى الدولة)

  • 23:19
  • 2017-07-02

 

إنطلاقا من الوعي بمتطلبات الإعلام الجديد والتطور المعرفي والتقني ، فإن الإذاعة الفلسطينية تقدم نفسها كوسيلة إعلام للوطن والمجتمع، تطرح القضايا المختلفة بمسؤولية وشفافية وتستجيب لحقيقة الانتقال من طور الثورة الى الدولة، ملتزمة بالتعدد الثقافي والسياسي وحرية التعبير والإنفتاح،إنسجاما مع البرنامج السياسي والنظام الاساسي وتراث الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية، صوت فلسطين يعنى بالشؤون الفلسطينية في الداخل والخارج يطرح قضايا المجتمع بموازاة الهم الوطني، وإستحقاقات التغيير والتحولات كما تولي الإذاعةأهمية لإحترام القانون والنظام،واضعة في مركز إهتمامهاإكتساب المصداقية لدى الفئات الأوسع في المجتمع، من خلال تقديم المعلومة تحت شعار(السرعه ، الدقة ،الموضوعية ، المهنية)أثناء نقل الوقائع ومعالجتها، إن إجتراح الإذاعة لفلسفتها تكون رافعة عملها الكبرى بالمستوى الثقافي الذي يضم أبرز النخب من مبدعين ومفكرين وفنانين، لمساهمتهم الفعالة بوضع البرامج وإطلاق الحوار بمشاركة ألوان الطيف السياسي والمجتمع المدني في أداء رسالتها الإعلامية، كونها وسيلة إعلام وطني ومجتمعي لا تتغير بتغير الإتجاه.

صوت فلسطين .. يقوم بدوره الطليعى في إبراز المعالم الثقافية والحضارية والانسانية لمساهمته الفاعلة في نشر الوعي على نطاق أوسع بين الثقافات الاخرى، مواكبة للتطور في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية،منسجما مع محيطه وعمقه العربي بما يخدم تواصل نمو هذه المناحي، وثبات مراكزها بين شعوب الأمه العربية، كما ترتكز الإذاعه في نهجها على الإهتمامات الإنسانية كمبادئ الأديان السمحه والديمقراطية عنوانا للتعبير وحماية للمواطن وحقوقه الطبيعية، مع حرصها الدائم على التمسك الثابت بتقاليد الشعب الفلسطيني بما ينسجم مع حرية الرأي والتعبير في النشر والبث ممارسة للحقوق المقرة للمواثيق العربية والدولية ذات الشأن .

ضمن هذه الركائز بدأت الإذاعهالفلسطينة بث رسالتها الإعلامية ... من واقع (وفي البدء كانت الكلمة) لما لهذه الكلمة المسموعه، من سحر يقع على المتلقي متسللة بين ثنايا شرائح المجتمع بكل فئاته المختلفة، محدثة نوعا كبيرا من نشر ثقافة التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية المستمدة من سياسة الدولة،الحريصه على ترسيخ ونشر تلك الثوابت، كون الشعب الفلسطيني ما زال يعيش حالة إستثنائية مختلفة عن الشعوب الأخرى لرزوحه تحت وطأةالإحتلال، وأن عمقه العربي هو بمثابة شريان الحياة بالإستمرار والبقاء .

من هنا ... بدأ الصوت الفلسطيني باكرا من عواصم الشتات والمنافي يصدح على موجات الأثير منذأواخرعام 1964 بإسم(صوت منظمة التحرير الفلسطينية) على ترددات الموجة المتوسطة لإذاعة القاهرة ، وفي شهر مايو من عام 1968 من نفس المكان في (4شارع الشريفين)بالقاهرة ، صدح الصوت مختلفا يحمل رسالة واضحه للهم الفلسطيني والوجع العربي بعد النكسة بإسم( صوت العاصفة ، صوت فتح ، صوت الثورة الفلسطينية ) ليستمر البث لساعات محددة على موجات إذاعة الشرق الأوسط ، بعدها إتحدت الإذاعتان بإسم ( صوت فلسطين ، صوت الثورة الفلسطينية) حتى تاريخ إغلاقها في سبعينيات القرن الماضى، ليبدأ الصوت من عاصمة عربية أخرى في الجزائر في الوقتنفسه حاملاً هم القضية الفلسطينية بعد تخصيص جميع الموجات العاملة للإذاعه الجزائرية لمصلحه بث (صوت الثورة) لمدة ساعه يوميا توسعت فيمابعد ، وكذا العراق في سبعينيات القرن الماضى ،عبر موجات إذاعة صوت الجماهير من بغداد ببث برامج ونداءات ( صوت الثورة ) بعد أن سبقتها محطة إذاعية أخرى من الاردنوالتي عرفت في حينه بإسم(إذاعه زمزم) منذ عام 1969 كانت تبث لساعات محددة لم تستمر طويلا ، لتنطلق بعدها إذاعه الثورة من (درعا)بسوريا  في عام 1971 ولغاية اكتوبر من عام 1973 ، يأتى ذلك بالتزامن مع إنطلاق( صوت فلسطين، صوت الثورة الفلسطينية ) من (صنعاء ) فيأواخرعام 1973  لتلحق بها إذاعة الثورةمن (عدن) في إبريل من عام 1978 ولغاية 1990 تاريخ الوحدة بين شطرىاليمن ليتوحد الصوت بإسم (صوت فلسطين، صوت الثورة الفلسطينية) ينقله الأثير عبر ترددات الاذاعة اليمنية الموجهة لمنطقة الخليج العربى، فيما بدأت إذاعة ( صوت فلسطين ، صوت الثورة ) بث برامجها الوطنية منلبنانفى منطقة ( برج رحال ) شمال صور ،وشرق( صيدا)،و( البابلية ) في الجنوب ، منذ عام 1974 ولغاية عام 1982 حتى تاريخالإجتياحالإسرائيلى وحصار بيروت ، في الوقت الذى إنطلقت فيه الإذاعهمن منطقة جبل دربل شمال (طرابلس) حتى عام 1983 ، كما هو الحال من  تونس  بدأ بث إذاعة الثورة أواخر عام 1982 ولغاية عام 1985 من خلال مرسلاتها التى وضعت في جبل (بوقرنين) في منطقة الحمامات ، وكذا الحال في السودانبإنطلاق بث (إذاعة الثورة) على ترددات إذاعة الخرطوم المتوسطة والطويلة لساعات محددة منذ عام 1984 ولغاية عام 1992 ، لم يقتصر بث إذاعات الثورة من خلال العواصم العربية ، بل تعداه ذلك الى الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية ( سان فرانسيسكو ) في ثمانينيات القرن الماضى .

جل تلك الإذاعات محدودة البث لساعات قصيرة على ترددات الإذاعات العربية الشقيقة ببرامجها الموجهة لجماهيرالأرض المحتلة في فلـسطين ، حيث كانت تفتتح بــشارة موحدة لكل إذاعة على حــدة بهذا صوت فلسطين ، صوت الثورة الفلسطينية ، يحيكم ويلتقى بكم ، مؤكدا عهده معكم ، على مواصلة مسيرة النضال ، بالكلمة الأمينة، المعبرة عن الطلقةالشجاعة، من أجل تحرير كامل الوطن المحتل ، بالجماهير العربية معبأة ، ومنظمة ، ومسلحة، وبالحرب الثورية طويلة الأمد أسلوبا ، وبالكفاح المسلح وسيلة ، حتى تحرير فلسطين ، كل فلسطين.

إستمرت تلك الاذاعات بأداء رسالتها الاعلامية والوطنية بإذاعة برامجها الموجهة حتى تاريخ توقيع إتفاقية(أوسلو) من عام 1993 ، ليبدأ البث الرسمى لإذاعة (صوت فلسطين) من أرض الوطن في (أريحا) بتاريخ 2 / 7 / 1994 بعد تجواله في عواصم الشتات بالبث على الموجة المتوسطة 675am  بواقع (4) ساعات يوميا ومن ثم ( 8 ) ساعات ، ليتطور البث فيمابعد بمختلف أنواع برامجه خلال فترة ( 6 ) شهور تقريبا ليصل إلى (18) ساعة يوميا ، منذ ذلك التاريخ أغلقت جميع إذاعات المنافىوكان أخرها إذاعة الثورة من بغداد لحظة إنطلاقإذاعة) صوت فلسطين) من أرض الوطن ، وبتاريخ 13 / 3 / 1996 بدأت الاذاعة بث برامجها الموجهة باللغات الإنجليزية والفرنسية والعبرية ، وفى تاريــــخ30/ 3 / 2000 إنطلق رافد أخر من روافد الإذاعة بإسم ( صوت فلسطين ، البرنامج الثانى ) بمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالد من غزة .

إذاعةصوت فلسطين.. في الوطن، كما إذاعاتصوت الثورة ومن قبل العاصفة.. في المنافىتعرضت للكثير من المضايقات والإستهداف عبر مسيرتها منذ ستينيات القرن الماضى حتى وقتنا الراهن تارة بالتشويش على موجاتها العاملة، وأخرى بالإستهداف المباشر لمبانيها ومرسلاتها من قبل طائرات الإحتلال ،ما أوقع العديد من الشهداء والجرحى في صفوف كادرها عبر مسيرتها في الوطن وخارجه ،وهنا نستذكر من هؤلاء الشهداء المذيعة / نعم فارس لبنانية المولد فلسطينية الانتماء لحظة استهدافها بقذيفة مباشرة اثناء تغطيتها للأحداث عند مدخل مخيم صبرا بتاريخ 20/8/1982 ، و الشهيد مهندس الارسال الاذاعي ايمن في ذات العام ، و الشهيد المهندس / جميل نواوره الذي استشهد برام الله بتاريخ 14/3/2002 ، و الشهيد / عصام التلاوي باستهدافه من قناصة الاحتلال اثناء تغطيته لمسيرة شعبية في رام الله مطالبة  بفك الحصار الاسرائيلي عن الشهيد الرمز ياسر عرفات بتاريخ 22/9/2002 .

  ولم يكتف الاحتلال الاسرائيلي بإستهداف الكادر البشري للاذاعة بل تعداه الى قصف وتدمير معظم مقراتها في الشتات والمنافي ،وهنانشيرلبعضماتعرضتلهالإذاعةعلىأرضالوطن :

 

بتاريخ 12 / 10 / 2000 طائرات الاحتلال تضرب مجمع التغذية لهوائيات الإذاعة في محطة الارسال وتدمره بالكامل في (رام الله) .

- بتاريخ 20 / 11 / 2000 الاحتلال يقصــف بالصواريخ مقر إذاعــــــــــــــــــــــة البرنامج الثانى(بغزة) .

- بتاريخ 19 / 1 / 2001 قوات الاحتلال تفــجر مبنى الإذاعـــــــــــــــــة في (رام الله) وتدمــــــره بالكامل .

- بتاريخ 13 / 12 / 2001 اسرائيل تدمر وتجرف محطة الإرسال وأبراجـــــــــها التاريخـية في (رام الله) .

- بتاريخ 21 / 2 / 2002 قوات الإحتلال تفجر مبنى إذاعة البرنامج الثانى وأبراج إرساله وتدمره تدميرا كاملا في (غزة).

رغم ما تعرض له الصوت الفلسطينى ..إلا .. أنه كان ينهض من بين ثنايا الركام والدمار كطائر الفينيق (العنقاء)،يلملم جراحه ويبدأ من جديد ، منذ تاريخ 2001 بدأ البث الإذاعى يتحول من الموجه المتوسطة الى موجات الfm ، بعد تدمير الاحتلال لمحطة إرساله التاريخية التى انشأت عام 1936 .

لذا بدأت الإذاعة تواجه بعضا من الإشكاليات في التغطية نظرا للطبـيعة الجغرافية في الضـفة الفلســـطينية(جبال ووديان) إضافة للسرطان الإستيطانى المستحوذ على الأرض والفضاء بمحطاته الإذاعية وتردداتها المتعددة، ما أحدث نوعا من التداخل والتشويش في كثير من الأماكن على موجات إذاعة فلسطين ، عندها بادرت الإذاعة بإنشاء محطات إذاعية منفصلة عن الإذاعة الرئيسية لكل محافظة على حدة تحت إسم(شبكة إذاعات صوت فلسطين) التى بدأت باكورة عملها من مدينة ( جنين) بتـــــــــاريخ 6/ 9 / 2016 تلتها محطة إذاعة (بيت لحم)بتاريخ 4 / 10 / 2016 وسيليها محطات أخرى في كل من الخليل ، ونابلس ، وأريحا ، وسلفيت ، وطولكرم ، و غزة ، وخان يونس ، تلك الإذاعات المحلية هى بمثابة رافعة للإذاعة العـامة بغية إيصال رسالتها الإعلامية والوطنية بالقوة والإتجاه لأكبر عدد ممكن من المستمعين على إمتداد الوطن ... فلسـطين .

   رغم كل المعيقات التي كانت تواجهها الاذاعة عبر مسيرتها إلا أنها إستطاعت أن تتخطى الصعاب وتبقى  الصوت الوطني بإمتياز جراء منافستها في معظم المهرجانات العربية في كل من مصر و تونس و الاردن و التي تقام سنويا للمنافسة بين الاذاعات العربية وحصولها على عديد الجوائز سنويا ، اضافة لحصول صوت فلسطين هذا العام على جائزة التميز الاعلامي العربي في مجال الاذاعة المسموعة من جامعة الدول العربية الى جانب زميلتها اذاعة صوت العرب و التي ستكرم لاحقا من قبل معالي السادة وزراء الاعلام العرب .  

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين