بحث

أخبار اليوم

جمعة الغضب ... والقرار الفصل

  • 18:16
  • 2017-07-22

إن القدس وما تمثله من مكانة لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاوزها ... باتت منذ أسبوع مضى كتلة من اللهب المتدحرج على طاولة الصراع ، وفرضت ذاتها بقوة الدفع الجماهيرية على سلم الأولويات ، مما أفقد الاحتلال توازنه في اتخـــاذ القرار ...  نجد الإنقسام في الرأي ممثلا في القيادة السياسية والأمــنية لقوة الإحــــــتلال بفرض واقع جديد مخطط  له منذ زمن ...  بإجراءات التقــسيم الزماني والمـكاني للمدينة المقدسة وتنفيذ جزء من هذا المخطط  بالتقسيم الزماني للســــــماح لغلاة الإستيطان المتطرفين بتدنيس الأقصى ومن ثم وضع أجهزة إلكترونية على بواباته وزرع الكاميرات على مداخله وفي باحـــــاته لإجبار المصــــلين بكافة أعمـــــارهم للخضوع لتلك الإجراءات ... إلا أن واقع الحال الفلسطيني  جاء مغايرا ومــــفاجئاً لتوقعات سلطة المحتل الإسرائيلي بالإصرار على عدم الصلاة تحت حراب المراقبة واكتفى المصلون بإقامة صلواتهم خارج أسوار البلدة القديمة في خـــــــطوة منهم لتوسيع محيط المسجد الأقصى وهذا دلالة على وعي الإصرار الفلسطيني الرسمي والشعبي بأن لا سلطة للإحتلال على الأقصى والقدس ، يتـأتى ذلك من الـــــــــحق الفلسطينى والشرعية الدولية والمواثيق ذات الصلة وقرارات الأمم المـــــتحدة بما فيها مـــنظمة اليونسكو مؤخراً ، ونظراً للواقع الملتهب وتوقـعات المحتل بخطورة القرار حـــــولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية مغلقة في جــمعة الغــــــــضب التي أعلنها الفلسطينيون وحدهم ، نشرت جنـــــدها المدججين بـكافة أنــــــــــواع الســـــلاح بين ثنايا وأزقة البلدة القديمة لتضرب حصاراً شاملاً في المـــدينة ومـا حولها للحيلولة دون وصول جموع المصلين الذين تنادوا للصـــــــلاة من كل حدب وصـــــوب نصرة للأقصى ، إلا أن محاولات الإحتلال باءت بالفشل بإحكام قبضتها واستـــطاع المصـــــلون من تنفيذ وعدهم لله بالصلاة خارج أسوار الأقـــصى رغم موانع المحتل في إطار المـــواجهة المتوقعة ليسقط ثلاثة شهداء في جمعة الغضب برصاص الإحتلال وإصابة المئات بإصابات مختلفة من جموع المواطنين ، تنـــادى الجسد الفلسطيني الواحــد بوحدة الدم والمصير فخرجت الجماهير الغاضبة في الضفة وغزة والشــــتات لتلـتحم مع جماهير القدس معبرة عن وحدة المصير وثبات الموقف.

 ثمة ما يظهر إنسجاماً واضحاً للمشككين بأن الشعب الفلسطيني في جانب وقيادته في جانب آخر من الصراع مع الإحتلال ، يقطع الرئيس زيارته للصين ويعود فجراً عائداً لوطنه داعياً القيادة لإجتماع عاجل إثر تداعيات الموقف في القدس يتمخض عنه الخروج بقرارات تعتبر شجاعة من موقع المواجهة مع المحتل ومنسجمة مع تطلعات الجماهير الغاضبة التي جاءت إثر الخطاب الفصل للرئيس محــمود عباس بتجميد كل قنوات الإتصال مع سلطة الإحتلال بما فيها التنسيق الأمني وتـيسير كل سبل الدعم المادي والمعنوي والسياسي للأهل الصامدين كرأس حربة في مواجهة طغاة الإحتلال في القدس ، إضافة لإعتبار القـــيادة في حالة إنعقاد دائم ، إن هــذه القرارات لم تكن إلا  نتاج إجـــــماع فصائلي فلسطيني تتأتى منسجمة مع الإجماع الوطني بدعوة الأخوة في حركة حماس بالعودة إلى الحضن الجــــــامع فلسطينياً والإبتعاد عن مهاترات الإنقسام والتشرذم واللحاق بركب الوحدة وهذه فرصـــــة تاريخية تعيد للوطن لحمته وتنهي فصلاً أسوداً من تاريخه بغية توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الجسام التي تعصف بالقضية الفلسطينية من كل جوانبها .

أما على الصعيد العربى والإسلامى  ورغم حالة التشرذم والتشذي والخـــلاف بما فيها وما بينها ... إلا أن الأقصى وأهله أحوج ما يكون أكثر من أي وقت مـــــضى بالوقوف إلى جانبهم بالدعم والإسناد رسمياً وشعبياً فعلاً لا قولاً ، وبخاصة منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشأت بعيد إحراق المســـــجد الأقصى عام 1969 والـــتي ستعقد إجتماعها قريباً ، إن الأمر جد خطير وكرة اللهب تتدحرج نحو التصعيد أكثر فأكثر في محاولة من قوة الإحتلال لفرض واقع التقسيم للأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل ، إن الأمة العربية والإســلامية مدعوة أكثر من أي وقت مضى لإنقاذ ما تبقى من كرامتهم وقدسهم وأولى قبلتهم ومسرى نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام ، عل هذه الصرخة المدوية في أرجاء القدس من ســدنتها تصل عقول وقلوب أمة العرب والمسلمين ، لطالما شعب فلسطين أدى الرســــالة وحمل الامانة بإقتدار عبر سنين كفاحه .

   عل قادم الأيام ... يحمل في طياته مواقف عربية وإسلامية أكثر جدية وجدوى من ذي قبل لصالح الأقصى وأهله بإفشال مشروع التقسيم قبل فوات الأوان .

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين