باعة فقراء ومتعطلون يفترشون الأرصفة والمفترقات بغزة
تاريخ النشر : 2014-02-10 10:44

غزة - صوت الحرية -

دفع اكتظاظ الأسواق في مدينة غزة بالمحال والبسطات التجارية الطارئة للفقراء المئات من المتعطلين عن العمل إلى إفتراش الأرصفة والمفترقات لوضع بسطاتهم غير آبهين بمعاناة المارة والسيارات، دون أن يجدوا رادعا لهم.

ولم يخل مفترق طرق رئيسي أو فرعي في المدينة وضواحيها من البسطات المتنوعة التي لجأ إليها المتعطلون عن العمل هرباً من جحيم الفقر، الذي يتسع نطاقه بسرعة، وأثارت البسطات التي تتنوع معروضاتها بين الفواكه والخضراوات والحلوى والأدوات المنزلية استياء أصحاب المحال التجارية والسكان، الذين يجدون صعوبة في التحرك في أحيان كثيرة، عدا عما تسببه البسطات من اختناقات مرورية، كما بدا الحال، أمس، في تقاطع شارع النصر مع شارع عمر بن الخطاب.

لم يأبه الشاب منذر زايد بوجود العديد من أفراد الشرطة حكومة حماس بالقرب من المفترق، ووضع في منتصفه عددا من الصناديق الملأى بالتوت الأرضي والبازيلاء، لضمان ترويجها وبيعها بسرعة.

وبرر منذر سلوكه بانعدام أي خيار أمامه، في ظل اكتظاظ المساحات الفارغة والجانبية في الأسواق بالعربات والبسطات، التي ارتفع عددها بشكل كبير خلال الأشهر الستة الأخيرة، غير أنه أقر بخطئه، مشيرا إلى أنه يستند في مواصلة تصرفه إلى أن أفراد الشرطة والبلدية يتفهمون ظروفه وظروف الكثير من نظرائه الذين فقدوا عملهم في قطاع البناء عقب تدمير أنفاق التهريب، ومنع إسرائيل إدخال مواد البناء من خلال المعابر الرسمية.

الحال نفسه يتكرر مع مجدي سالم، الذي احتل نحو 20 مترا مربعا من رصيف شارع الجسر في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة لعرض كمية من الأدوات المنزلية، دون أن يبالي بمعاناة المارة الذين يضطرون إلى السير في وسط الشارع بسبب امتلاء الرصيف ببضاعته وبضائع العديد من الباعة الجدد.

ولا يرى سالم بأن الوقت مناسب للحديث عن نظام وقانون في ظل حالة الفقر الشديدة التي يتعرض لها عشرات الآلاف من العمال المتعطلين عن العمل، وقلل من أهمية عقاب الشرطة أو أي جهة كانت، معلناً أنه يتحدى أي شخص ينوي طرده من المكان.

وقال سالم في بداية الأربعينيات من عمره، إن توفير لقمة عيش لأسرته أولى من أي شأن آخر، حتى لو كان تطبيق النظام والقانون.

أما تحسين العاصي الذي يقف أمام بسطة لبيع الفواكه بالقرب من مستشفى العيون في مدينة غزة فقد اشترط توفير فرصة عمل له كي يترك مكانه.

وقال العاصي الذي فقد عمله في الأنفاق، إن امتهانه البيع من خلال بسطة لم يأت لرغبته في التشويش على حركة السير أو المارة أو المظهر العام للمدينة، وإنما لحماية نفسه وعائلته من الفقر والضياع، بعد تعطله وتعطل والده عن العمل منذ أشهر طويلة.

وأشار إلى أنه بالرغم من تلقيه أكثر من إخطار وإنذار بإزالة بسطته من المكان لم يستجب ولا ينوي الاستجابة مهما كانت العواقب، لعدم وجود بديل أمامه.

وقال العاصي (37 عاماً)، إنه تشاجر مع العديد من التجار والباعة لدى محاولته البيع في سوق الشيخ رضوان القريب من المكان، ما دفعه إلى البحث عن مكان أقل مشاكل وشجارات، ويوفر له الحد الأدنى من الراحة في البيع.

وبرر أحد أفراد الشرطة المقالة المتواجدين على أحد المفترقات بمدينة غزة تساهلهم مع أصحاب البسطات رغم مخالفتهم القانون بقسوة ظروفهم الحياتية.

وقال الشرطي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لصحيفة الأيام المحلية، إنه يعرف مدى الضرر الذي يتسبب فيه الباعة للمارة وحركة السير، لكنه لا يجرؤ على مطالبتهم بمغادرة المكان رأفة بحالهم، منوها إلى أنه يحاول العمل قدر الإمكان على تنظيم أوضاعهم.