الاستعداد لما هو أكبر !!!
تاريخ النشر : 2014-02-15 12:54

زيارة المشير عبد الفتاح السيسي لموسكو وهو ما يزال يرتدي بزته العسكرية، واستقباله من قبل الرئيس الروسي بوتين بالاضافة الى اللقاء مع وزير الدفاع والخارجية، تعطي الانطباع القوي بان مصر عازمة على استعادة دورها الذي تراجع كثيرا على الاقل في العشر سنوات الاخيرة، وهو دور بحكم تاريخه وحجمه في المنطقة ينقل مصر مباشرة ومعها العالم العربي الى صميم التوازن الدولي في قيادة العالم، في تأكيد ملامح النظام الدولي القائم، وهذا ما فعله الدور المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حين دخلت مصر في منتصف الخمسينات من بوابة صفقة اسلحة شرقية الى دور جديد في العالم العربي باسقاط الاحلاف المعادية، وفي افريقيا باستنهاض حركات التحرر، وفي العالم من خلال حركة عدم الانحياز، لان مصر بحكم حجمها، وعبقرية المكان، ورسوخ فكرة الدولة، لا يمكن الا تكون لاعبا رئيسيا، ولا تليق بها الادوار الثانوية.

 

وبالمناسبة، فإن القوى الدولية التي وضعت نصب أعينها التدخل في الشأن المصري، وخصوصا الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون، وحاولت ان تقيم تحالفا مع الاخوان المسلمين الذين اظهروا استعدادا كبيرا لتقديم ما يطلب منهم مهما كان ضارا بمصالح الامة مقابل الفوز بالحكم والتمكين لهم، هذه القوى الدولية ظلت حذرة على الدوام، وظلت خائفة من مغبة انهيار الدولة المصرية، التي قد يفتح انهيارها ابواب الجحيم على كل المنطقة وعلى المصالح الكبرى فيها، وظل الرأي الغالب في محاولات الآخرين امام اغراءات التمزيق والتفتت ورسم الخرائط المغامرة، ان مصر لكي تقوم بدورها الرئيسي الذي لا بديل له في أمن واستقرار المنطقة بما فيها من مصالح ضخمة، لا بد ان تظل موحدة، ولا بد ان تطل بجيش قوي، وكل كلام عكس ذلك هو كلام الصغار او اللاعبين الثانويين، ولكن الحوار في الدوائر الدولية حول مصر قائما حول قرار مصر، هل يكون في يدها بالكامل، كما فعل عبد الناصر رغم كل ما تعرض له، ان يكون قرارا خاضعا للتأثير من الخارج ولو بنسب متراوحة.

وعندما انطلقت ثورة الخامس والعشرين من يناير قبل أكثر من ثلاث سنوات وكانت عوامل الثورة قد نضجت وتراكمت فقدح زنادها الشباب المصري الذين استنهضوا همة الشعب المصري كله، دخل الجميع دون استثناء، القوى المحلية بكل اطيافها، الحركة الوطنية باضرابها، الاخوان المسلمون بكل تفريعاتهم، السلفيون، كما دخلت القوى الاقليمية والدولية، كل يريد ان يسرق الثورة، يروضها لمصلحته، يركب مطيتها للوصول الى ما يريد، وبما ان ثورة الخامس من يناير كانت بلا قيادة ولم تستطع في حينه الحركة الوطنية المصرية باحزابها ان تقود، فقد وجدت القوى الدولية الحاضرة والمتابعة ان الاخوان المسلمين يصلحون لان يكونوا فرس الرهان، وكان هذا قرارا خاطئا ومستعجلا، لأن القوى الدولية نسيت او تناست عن عمد.