هآرتس: وساطة أمريكا فشلت منذ 2001 وليس الأسبوع الماضي
تاريخ النشر : 2014-04-13 11:53

صوت الحرية - كتب المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" في نيويورك، بيتر فاينرت ان الوساطة الأمريكية بين اسرائيل والفلسطينيين فشلت منذ عام 2001 وليس في الأسبوع الماضي، كما يمكن الفهم مما نشرته الصحف.

واوضح الكاتب انه في عام 2001، سعى اوباما متحمسا لإفشال طموح الرئيس محمود عباس للحصول على مكانة دولة في الأمم المتحدة. وفي حينه عرض المبادئ التي اعتقد انه يمكنه الاستعانة بها لاستئناف المفاوضات، واعلن ان "الدولة الفلسطينية يجب ان تقوم على أساس حدود 67، مع تبادل للأراضي".

ودعا الى "الانسحاب الكامل والتدريجي للجيش الاسرائيلي"، مقابل "قيام الفلسطينيين باتخاذ تدابير امنية مسؤولة تتناسب مع دولة سيادية ومنزوعة السلاح". وفي حينه وصف الرئيس عباس تصريحات اوباما بأنها يمكن أن تشكل أساسا لمفاوضات ايجابية. لكن نتنياهو لم ينتظر وقتا طويلا حتى خرب مبادرة اوباما، عندما أعلن امام اوباما ان "اسرائيل لا يمكنها العودة الى حدود 67" دون أن يذكر مسألة تبادل الأراضي، معتبرا انه "لا يمكن الدفاع عن تلك الحدود"، كما قال انه "يجب الاحتفاظ بالتواجد العسكري الاسرائيلي على امتداد نهر الأردن لسنوات طويلة".

وقال احد المسؤولين الأمريكيين في حينه ان "اوباما شعر بإهانة نتنياهو للرئاسة وكرامتها". وقال مسؤول آخر انه يؤمن بأن ديوان نتنياهو اتصل في حينه بحلفائه في الكونغرس وحثهم على مهاجمة مقترحات اوباما. ولم يكن اولئك الحلفاء بحاجة الى تشجيع كبير. فقد اعلنت عضو الكونغرس، ميشيل باكمان ان اوباما "خان" اسرائيل، واتهم ميت روماني البيت الأبيض "بإلقاء اسرائيل تحت عجلات الحافلة"، واعلن الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ، هاري ريد، امام الجمهور الصاخب في "ايباك" انه "يجب ان لا يستبق احد الزمن ويطرح معايير الحدود والبناء او أي أمر آخر". وتلقى احد موظفي البيت الأبيض رسائل الكترونية ساخرة ومحرجة من مسؤولين يهود كبار في الولايات المتحدة، والذين سألوا اذا كان اوباما نادما على الاشارة الى حدود 67 في خطابه.

وقال فاينرت ان تصريح اوباما اعتبر بمثابة "مذبحة" من ناحية سياسية، وبعدها استسلم البيت الأبيض. وعندما القى اوباما خطابا في الأمم المتحدة بعد أربعة أشهر، قال: " لقد عرضت في أيار هذه السنة قاعدة جديدة للمفاوضات"، لكنه لم يفصل ماهيتها. ويضيف فاينرت انه بدون فهم هذه الحقيقة التاريخية لا يمكن فهم سبب وصول جهود الوساطة الأمريكية الحالية الى الانهيار تقريبا. فالمبدأ الذي يقول ان الاتفاق الدائم يتطلب اقامة دولة فلسطينية على حدود 67، كان اساسا لكل المفاوضات الجدية التي جرت سابقا، حتى بين ايهود براك وياسر عرفات في 2000-2001، وبين ايهود اولمرت ومحمود عباس في 2007-2008. فالتفكير بتوصل الطرفين الى اتفاق دون اخذ هذه القاعدة في الاعتبار لا يعتبر واقعيا. ومع ذلك فقد تخلي اوباما عن خطوطه عندما رفضها نتنياهو، وعندما رفع جون كيري الشعلة الدبلوماسية في عام 2013، لم يطلب هو أيضا من اسرائيل الموافقة على خطوط اوباما.

ويرى الكاتب ان السبب الوحيد للغموض الذي يكتنف السؤال حول من هو المذنب في الأزمة الدبلوماسية الحالية، هو ان ادارة اوباما ترفض القيام بدور الحكم، ورغم ان اوباما وجه خطوط اللعبة في عام 2011. فانه لا يشير الى الأمر الصحيح والمفهوم ضمنا، وهو ان احد الطرفين في المفاوضات الحالية يتقبل خطوط 67 كقاعدة للمفاوضات، والثاني يرفض ذلك. وهذا يلائم جدا المؤسسة اليهودية الأمريكية التي تعتبر الحل العادل للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني هو أي حل تقترحه الحكومة الاسرائيلية.

وحسب فاينرت فان الولايات المتحدة ليس فقط لا تريد الضغط على اسرائيل كي تفعل المطلوب، وانما لا تقوم بفحص الواقع، والواقع يقول انه منذ تولي نتنياهو لرئاسة الحكومة قبل خمس سنوات، لا يوجد أي دليل علني يثبت انه يدعم قيام دولة فلسطينية قابلة للوجود. ويخلص الى القول: ربما يدير اوباما ظهره الى العملية السلمية، لكنه لا يزال بإمكانه عرض مرآة على الاسرائيليين وتركهم يقررون ما اذا كانوا سيستحسنون ما ستعكسه المرآة.