الغارديان: حماس جادة في المصالحة لأنها ستخرج من عزلتها
تاريخ النشر : 2014-04-26 14:35

رام الله - صوت الحرية 

تحت عنوان \\\"غزة تريد مخرجا من الظلام نتيجة شعور حماس بالعزلة\\\" كتبت صحيفة الغارديان البريطانية الجمعة ان حركة حماس وبعد سبع سنوات من انفرادها في الحكم في قطاع غزة قد تكون جادة هذه المرة بشأن إنهاء الانقسام الذي أضر بالشعب الفلسطيني. 

ورغم المصير المجهول الذي ينتظر اتفاق المصالحة وخصوصا أن اتفاقات مشابهة فشلت في السابق، إلاّ أن الواقع يقول إن ما شهدته المنطقة من أحداث منذ اندلاع ثورات الربيع العربي \\\"ترك حماس في عزلة نظرا لأن أنصارها السابقون تورطوا في الحروب مثل سوريا وإيران أو أوصدوا الباب أمام الحركة كما حدث مع مصر\\\" وترتب على هذا كله تبعات اقتصادية وسياسية.

تضيف الغارديان في تحليلها أن الضرائب التي كانت تجنيها حماس من الأنفاق كانت تكفي لدفع الرواتب لقرابة 47,000 شخص يعملون لدى الحركة بصورة مباشرة، والذين تقاضوا نصف رواتبهم في الفترة الأخيرة، على حد قول الصحيفة البريطانية. 

وتتابع الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية الحالية في قطاع غزة تختلف عن سابقاتها لأنه عند بداية الحصار سنة 2007 رغم أن السلع والبضائع كانت غالية الثمن نتيجة صعوبة دخولها إلاّ أن الناس كانوا يملكون المال، أما الآن فالبضائع غالية والناس لا يملكون المال لشرائها أساسا.

وتنقل الغارديان عن الخبير الاقتصاد عمر شعبان من مؤسسة \\\"بال ثينك للدراسات الاستراتيجية\\\" في غزة قوله إن حماس تلقت ضربة قاصمة نتيجة انهيار عمل الأنفاق التي \\\"كانت مصدرا هائلا للدخل (بالنسبة لحماس) والتي كانوا يعتقدون أنها ستستمر للأبد.\\\" ويوضح شعبان أن قوة الصدمة الناجمة عن انهيار تجارة الأنفاق تكمن في أنها كانت مفاجأة غير متوقعة.

\\\"يكمن التأثير الكبير لهذا في أنهم لا يستطيعون دفع الرواتب لمن يعملون لدى الحركة مباشرة، وهذا يتضمن قسما كبيرا من موظفي المؤسسة الأمنية بما في ذلك كتائب القسام والأمن الداخلي.\\\" 

أما على الصعيد السياسي فقد تأثرت حركة حماس كثيرا \\\"واضمحل نفوذها\\\" حيث انخفضت شعبيتها إلى النصف في قطاع غزة منذ فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006 وهو ما يدركه قادة الحركة، وحسب استطلاعات الرأي فإن نسبة المؤيدين لحماس من الفلسطينيين بشكل عام أقل بكثير من الثلث.

كما تلقت حماس من وراء الكواليس \\\"ضربة مقلقة لمكانتها ونفوذها\\\"، حسب التقرير البريطاني، حيث لم تعد السلطات المصرية وخصوصا جهاز المخابرات بحاجة إلى وساطة من حماس للتواصل مع الفصائل الفلسطينية العاملة في غزة وخصوصا الجهاد الإسلامي. \\\"فحين أطلقت حركة الجهاد الإسلامي حوالي 70 صاروخا باتجاه إسرائيل الشهر الماضي تواصلت السلطات المصرية مع حركة الجهاد مباشرة وطلبت منها التوقف عن إطلاق الصواريخ دونما حاجة إلى التواصل مع حماس.\\\" 

وفي موقفها الرسمي المعلن تقول مصر إن الإجراءات التي تقوم بها ومن ضمنها تدمير الأنفاق الحدودية تأتي لحماية الأمن القومي المصري من خلال منع تدفق الأسلحة والإمدادات إلى المسلحين في شبه جزيرة سيناء والذي نفذوا، حسب مصادر أمنية مصرية، أكثر من 300 هجوم ضد قوى الأمن منذ شهر تموز الماضي. بمعنى آخر لا تصرح مصر رسميا بأن سياستها المشددة حول الحدود مع غزة يهدف منها تضييق الخناق على حركة حماس داخل القطاع. 

ورغم ذلك اتهمت السلطات المصرية حركة حماس بمساعدة الإخوان المسلمين في مصر بما في ذلك مساعدة الرئيس المخلوع محمد مرسي على الهروب من السجن خلال انتفاضة عام 2011 ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك