أيام نيويورك الحاسمة: بوتين يدعو لتحالف جديد لمحاربة داعش
تاريخ النشر : 2015-09-28 10:51

اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وإنقاذ حليفه الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك عشية اجتماع حاسم في نيويورك مع نظيره الأميركي باراك اوباما.

وبدأت روسيا هجومًا دبلوماسيًا وعسكريًا على المسار السوري، وهي استراتيجية سيعمل زعيم الكرملين على توضيحها، الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والمبادرات الروسية في الشرق الأوسط، تثير قلق وانزعاج الولايات المتحدة، التي يبدو على نحو متزايد أنها باتت أمام أمر واقع تحدده موسكو خصوصا، بعد تعثر استراتيجيتها بشأن التنظيم المتطرف.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن أمل بلاده، في الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقرة، دون وجود 'قوات أجنبية'.

وقال كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الأحد، في  نيويورك 'سوف يلتقي رؤساء بلدينا غدا الإثنين، وسيكون ذلك بمثابة بداية جهد حقيقي لمعرفة، ليس فقط ما إذا كان هناك طريقة لإنهاء الصراع، ولكن أيضا لإيجاد طريق إلى الأمام، يسمح بفعالية الحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية ومستقرة وسلمية مرة أخرى، دون القوات الأجنبية الموجودة، وهذا هو أملنا'.

وفي مقابلة مع قناة سي بي إس الأميركية، بثت الأحد، لكن تم تسجيلها قبل أيام، قال بوتين 'اقترحنا التعاون مع دول المنطقة، نحاول التوصل إلى نوع من التنسيق'.

وأوضح 'نرغب في أرضية مشتركة لعمل جماعي ضد الإرهابيين'.

وقال بوتين، الذي يستعيد زمام المبادرة في سوريا، إنه 'أبلغ شخصيا' العاهلين السعودي والأردني باقتراحه، وكذلك الولايات المتحدة.

بدوره، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأحد، إنه مستعد لمناقشة 'خطة عمل' حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب، عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف روحاني، في مقابلة مع إذاعة إن بي آر 'إن البدء في إجراء مناقشات وفتح حوارات للتوصل إلى خطة العمل التالية، بعد إخراج الإرهابيين من تلك المنطقة، لا يمثل مشكلة لنا في الوقت الحالي'.

وقد شكلت واشنطن وستون دولة عربية وأوروبية، منذ أكثر من سنة ائتلافا عسكريا لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. كما أن فرنسا أيضًا قامت للتو بأول ضربة في سوريا، بعد أسبوعين من تحليق طائراتها الاستطلاعية.

من جهتها، زادت روسيا، بشكل ملحوظ، من وجودها العسكري في شمال غربي سوريا، ونشرت قوات وطائرات في أحد معاقل النظام، كما سرعت أيضًا إمدادات الاسلحة إلى حليفها السوري.

واعتبر بوتين، خلال المقابلة ـن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الـزمة في سوريا هو دعم رئيسها بشار الأسد.

وسيلقي الرئيس الروسي كلمة، الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعد أن قاطع أعمالها لسنوات. ومن المتوقع أن يستعرض خطته لسوريا، ولا سيما بناء تحالف أوسع يشارك فيه الجيش السوري.

كما سيجتمع في اليوم ذاته بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، في أول لقاء منذ صيف 2013. وتشهد العلاقات بينهما فتورا منذ الأزمة الأوكرانية وحرب سوريا التي أوقعت أكثر من 240 ألف قتيل في أربع سنوات ونصف.

وتحضيرا لهذا اللقاء الحاسم، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري، الأحد في نيويورك ودعا الاثنان إلى 'تنسيق الجهود' ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وواشنطن، التي تطالب برحيل الأسد ضمن إطار حل سياسي، اعتمدت الليونة في مواقفها، فاعترف كيري، قبل أسبوع أن مسالة بقاء الرئيس الأسد قابلة للتفاوض.

لكن الدبلوماسية الأميركية نددت، مرة أخرى، بـ 'الديكتاتور' الأسد. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، لقناة إيه بي سي الأميركية التلفزيونية 'بالإضافة إلى حقيقة أنه يقصف شعبه بالغاز ويستخدم البراميل المتفجرة، لم يكن فعالا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية'.

لكن الرئيس الروسي انتقد في المقابلة فشل الاستراتيجية الأميركية، بما في ذلك الفشل الذريع لتدريب البنتاغون متمردين سوريين معتدلين.

وقال في هذا السياق 'فقط 60 من هؤلاء المقاتلين تم تدريبهم بشكل صحيح، لكن أربعة أو خمسة منهم في الواقع مسلحون، والبعض الآخر فر بالأسلحة الأميركية للانضمام إلى الدولة الاسلامية'.

وبالنسبة لسيد الكرملين، لا يوجد في سوريا الا 'الجيش الشرعي النظامي' لمحاربة التنظيم المتطرف بشكل فعال.

وبالإضافة إلى ذلك، قرر العراق الذي يحارب أيضا الجهاديين تعزيز التنسيق الاستخباراتي مع روسيا وسوريا وإيران، وفقا لمتحدث باسم حكومة بغداد.

من ناحيته قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في مقابلة، الأحد، إنه مستعد لمناقشة 'خطة عمل' حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف في مقابلة مع إذاعة إن بي آر 'إن البدء في إجراء مناقشات وفتح حوارات للتوصل إلى خطة العمل التالية بعد إخراج الإرهابيين من تلك المنطقة لا يمثل مشكلة لنا في الوقت الحالي'. وأضاف 'لكن علينا جميعا أن نتصرف بشكل موحد وأن تكون لدينا الصيغة المطلوبة لإخراج الإرهابيين فورا'.