حمدان : علاقتنا مع مصر دون المستوى وعباس يستخدم المصالحة لارضاء اسرائيل
تاريخ النشر : 2015-12-09 00:37

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء، أن علاقتها مع جمهورية مصر العربية "دون المستوى المطلوب"، في وقت اتهمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتعطيل ملف المصالحة الوطنية بسبب الانتقائية التي يمارسها في بنود الاتفاقيات الموقعة بين كافة الفصائل.

وأكد حمدان ، أن حركة حماس تنظر للعلاقة مع مصر "بجدية بالغة"، مشيراً إلى أن الحركة كانت دوما حريصة على هذه العلاقة.

وأوضح ان حركته حافظت على العلاقة مع مصر التي كان الرابط بينها المؤسسات الرسمية، طيلة عشرين عاماً، مؤكداً ان حماس ما زالت على هذه العلاقة محافظة.

وتابع حديثه قائلاً: "لكن لا زالت هذه العلاقة في هذه المرحة دون المستوى المطلوب، وهو ما نسعى لتصويبه ووضعها في نصابها الصحيح ومستواها الذي يقدم خدمة حقيقية للقضية وللشعب الفلسطيني".

في غضو ذلك، اتهم حمدان الرئيس عباس بتعطيل ملف المصالحة الفلسطينية بسبب انتقائية التنفيذ التي يمارسها في الاتفاقيات الموقعة مع جميع الفصائل الفلسطينية، مضيفاً "إنه (الرئيس عباس) يريد ان يستخدم المصالحة في مسألة أخرى وهي إرضاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".

وقال: "إذا اجرينا مراجعة للخطوات التي وقعنا عليها نكتشف ان هناك انتقائية للتنفيذ يمارسها الرئيس محمود عباس وفريقه"، مشيراً إلى أن هذه الانتقائية لا يمكن أن تؤدي إلى مصالحة حقيقية بين الشعب الفلسطينية وإنما توصل رسائل سلبية للشعب ولكافة الشركاء في الوطن.

وأضاف "الرئيس عباس لا يستطيع أن يلتزم بأمانة اتفاق المصالحة الوطنية (...) و اعتقد أنه لو بذل عُشر الجهد الذي بذله لمصافحة نتنياهو من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية لكنا في موقع أخر فلسطينيا".

وأشار حمدان إلى ان مشكلة ملف المصالحة هي بعدم نزاهة ودقة التطبيق التي يقوم بها الرئيس عباس، وقال: "لو جرى تطبيق الاتفاق وفق البنود والخطوات التي تنص عليها وثيقة المصالحة لكان الوضع مختلفا".

غير أنه –حمدان- أبدى استعداد حركته رغم كل الممارسات السلبة التي تجري على الأراض للمضي قدما إلى الامام وبشكل واضح على آمل تنفذ حكومة التوافق الوطني بنود المصالحة التي لم يتم تنفيذها.

كما اتهم الرئيس عباس بتعطيل عمل حكومة التوافق الوطني، ورفض عقد اجتماع الإطار القيادي (م.ت.ف)، او الدعوة لعقد المجلس الوطني، مشيراً إلى أن الرئيس يريد تقويض الأمور وفق ما يخدم مصالحه والمصالح الإسرائيلية، على حد قوله.

داخليا، أكد حمدان أن انتفاضة القدس التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة "تشكل مخرجاً للازمات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني".

وقال: "الانتفاضة تشكل مخرجا للشعب الفلسطيني وتوصل رسالة للعالم بأن هناك مقاومة شعبية فلسطينية سلمية تناهض هذا المحتل العنصري".

وأشار إلى أن المطلوب في الوقت الحالي ان تكون هذه الانتفاضة محل جهد فلسطيني محترم وتشكيل قيادة لها تضم كافة الفصائل الفلسطينية لإدارة المواجهة مع الاحتلال وأن يجري توافقاً وطنيا على أهداف محددة للانتفاضة لا تحملها فوق طاقتنا ولا تقلل من قدرتها.

وقال: "إن هذا سيكون احد المدخلات المهمة التي ستشكل ضغطا على الاحتلال الذي لم يقدم شيء على صعيد التسوية ولفريق التسوية، وان الحل هو قبول الفلسطينيين بالوضع القائم والعمل على حماية الكيان"، على حد قوله.

وحول أزمة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، أكد أن هناك اتصالات رسمية تجريها الجهات الفلسطينية والسورية الرسمية مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجبهة النصرة بهدف الانسحاب من المخيم، وتحييد قضية اللاجئين عن الصراع الدائر هناك.

وأعرب حمدان عن امله أن يصار إلى إخراج هذه المجموعات المسلحة من مخيم اليرموك وفتح جميع مداخله تمهيداً لعوة اللاجئين الفلسطينيين المشردين إليه مجدداً.

على صعيد أزمة معبر رفح البري، قال حمدان، ان استمرار اغلاق معبر رفح البري وتعطيله "هدفه فرض حصار حقيقي على الشعب الفلسطيني وتقويض المقاومة داخل قطاع غزة.

واعتبر أن حكومة التوافق الوطني سجلت فشلاً في قضية حل أزمة معبر رفح كما في كل القضايا المتعلقة بقطاع غزة.

وأكد حمدان ان المخرج لحل أزمة "معبر رفح" تكمن بتشكيل إدارة وطنية تشارك فيها كل الاطراف الفلسطينية.

وشدد على ضرورة أن تمارس حكومة التوافق الوطني مسؤولياتها بشكل صحيح وكامل وليس بشكل انتقائي، وقال: "ممارسة عملها بشكل كامل من شأنه أن يفتح كل الابواب، ولكن الانتقائية بالممارسة ومحاولة التصرف بطريقة فيها نوع من الإساءة لأهل غزة هو الذي من شأنه أن يعرقل عمل معبر رفح".

كما أكد حمدان أن الإدارة على معبر رفح قائمة بكل واجباتها واعمالها دون تقصير أو أي خلل في الأداء، مشيراً إلى ان تعطيل المعبر هو من الجانب الأخر، في إشارة للجانب المصري.

وأشار المسؤول في حماس إلى قضية معبر بيت حانون/ إيرز، وقال: "إن الأشخاص الذين يديرون معبر بيت حانون يديرون معبر رفح"، متسائلاً: "لماذا يجري الحديث عن معبر رفح وتجري العرقلة على معبر رفح ؟.

وقال: "الإجابة واضحة فمعبر رفح هو الذي يمثل شريان حياة حقيقي لسكان قطاع غزة فيما معبر بيت حانون يمثل معبرا لمن يمكن أن ينسقوا أوضاعهم مع الاحتلال، وبالتالي اغلاق معبر رفح وتعطيله هدفه فرض حصار حقيقي على الشعب الفلسطيني، ليس لان هناك حكومة توافق لم تمارس عملها، وإنما لأنه مطلوب تقويض المقاومة في داخل القطاع"، على حد قوله.

وتابع حمدان حديثه لـ"سما"، "أعتقد أن حكومة التوافق لو قامت بدورها المطلوب لكان معبر رفح معبراً مفتوحاً وسالكاً ولكن يبدو أن بعض الذين أدمنوا التنسيق الأمني في الضفة الغربية يحاولون استخدام كل وسائل الضغط على الشعب الفلسطيني لتمرير التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني في غزة مرة أخرى".

وحول التفاهم الذي توصل إليه مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد مع الجانب المصري لحل أزمة معبر رفح، قال: "إذا كان الاتفاق أبرم مع حركة فتح فهذه مسألة أخرى، عندها يمكن القول أنه من حق أي فصيل أن يبرم أي اتفاقات أو ينظم أي اتفاقات".

وتابع "أما إذا كان التفاهم مع السلطة الفلسطينية، على حكومة التوافق إطلاع الاطراف ذات العلاقة على الاتفاق"، مشيراً إلى أن من يدير معبر رفح هم عناصر وزارة الداخلية الذين يتبعون مباشرة إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية د. رامي الحمد الله.

وختم مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس"، حديثه حول ملف المعبر قائلاً: "هذا الكلام (يقصد تفاهمات الأحمد مع مصر حول المعبر) يقال عنها في الاعلام ولا يوجد أي شيء عملي أو اتفاقات تثبت هذا الكلام، أما إذا كان اتفاقا مع الحكومة فلا بد ان يبلغ هذا الاتفاق لإدارة المعبر كونها تتبع لوزارة الداخلية التي يرأسها رامي الحمد الله".