تل أبيب: دفع قطر رواتب مُوظفي حماس ستمنع حربًا قريبةً واحتمال كبير هزيمة فتح بالانتخابات
تاريخ النشر : 2016-08-04 14:49

رام الله _صوت الحرية _  رأى محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع “تايمز أوف إسرائيل”، افي يسسخاروف، أنّه من الصعب التحديد في هذه المرحلة ما إذا كان القرار الإسرائيليّ في السماح لقطر بدفع رواتب مستخدمي حماس، في غزة، يقتصر على شهر يوليو فقط، أوْ أنّ الدوحة بموافقةٍ إسرائيليّةٍ ستستمر بالقيام بذلك في الشهرين القادمين.


وشدّدّ على أنّ تغييرًا دراماتيكيًا وجذريًا بهذه الصورة في السياسية الإسرائيلية إزاء حماس يتطلب توضيحات للجمهور.


وتساءل: هل حقًا توافق حكومة إسرائيل، التي عارضت بشدة دفع رواتب مستخدمي حماس في صيف 2014، والتي هدد وزير خارجيتها حينذاك إفيغدور ليبرمان بطرد ممثل الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سري من هنا بسبب محاولته حل مشكلة الرواتب هذه، والتي رفضت اقتراحًا لوقف النار خلال عملية “الجرف الصامد” بالاعتماد على دفع رواتب المستخدمين، على هذا الإجراء؟


وأضاف أنّ وزير الدفاع اليوم، ليبرمان نفسه الذي تعهد قبل حوالي شهرين بالقضاء على إسماعيل هنية إذا لم يتم إعادة جثتي الجنديين لإسرائيل، هل من المعقول أنْ يوافق هو على أن يحصل 40,000 من مستخدمي حماس، من ضمنهم هنية بنفسه، على رواتب في شهر يوليو بفضل حكومة إسرائيل في الوقت الذي يواصل فيه رجال الحركة احتجاز جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين؟


وتابع: ينبغي قول شيئًا واحدًا هنا، إذا دخلت بالفعل هذه الخطوة القطرية-الإسرائيلية حيز التنفيذ واستمرت في المستقبل فمن الممكن بكلّ تأكيد أنْ تمنع حربًا قريبة في غزة.


وأضاف: هناك فرق شاسع بين حماس قادرة على دفع رواتب كاملة لموظفيها وبين حركة تحاول في كل شهر صنع المستحيل لمنع الغليان والإحباط في غزة، وهذا الغليان موجود هناك وبشكل كبير حتى بعد لفتة تركيّا “الدراماتيكية” وإدخال بعض الشاحنات مع مساعدات إنسانية. وقال المُحلل إنّه حتى القيادة العسكرية في حركة حماس، ستجد صعوبة في تفسير الحاجة إلى التصعيد، خصوصًا عندما يتم دفع الرواتب.


وبرأيه، لهذا التطور في مسألة الرواتب ينبغي إضافة اعتبارين آخرين من شأنهما تأخير الحرب القادمة في غزة: انتخابات المجالس المحلية، وبعدها الانتخابات العامة، لافتًا إلى أنّ حماس، التي تحظى بشعبية كبيرة في الضفة وبتأييدٍ كبيرٍ في غزة، قررت في خطوة مفاجئة المشاركة في الانتخابات وتنازلت بذلك عن وضع كل ثقلها لضمان فوزها في البلديات والمجالس المحلية المختلفة. 

ووفقًا له، حرب ضد إسرائيل، لن تعمل على تعطيل العملية الانتخابية فحسب، بل قد تنتهي بهزيمة عسكرية للحركة. بحسب كل التكهنات واستطلاعات الرأي في الجانب الفلسطينيّ، ستعكس الانتخابات المحلية الارتفاع في قوة حماس. بكلمات أخرى، هناك احتمال أكثر من معقول بأنْ تتعرض فتح لهزيمة.


وهنا يُطرح السؤال ما الذي دفع السلطة الفلسطينية وفتح إلى الموافقة على هذه الخطوة. فتح والسلطة لم يقّدروا حماس بصورة صحيحة ولم يفهموا الأجواء في غزة، كما قال خليل الشقاقي، الذي يرأس “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية”.


وفي حديث مع تايمز أوف إسرائيل، قال الشقاقي، الذي يُعتبر واحدًا من أهم منظمي استطلاعات الرأي الفلسطينيين، إنّ التقدير الخاطئ كان أنّ حماس لن ترغب بالمشاركة في الانتخابات المحلية. في السلطة وفتح اعتقدوا أنّ ذلك سيكون مثل عام 2012، أيْ أنّ حماس لن تشارك في الانتخابات المحلية في الضفة ولن ترغب بانتخابات في غزة. وتابع الشقاقي: إذا تمّ بالفعل إجراء هذه الانتخابات بنجاح، ستكون هناك ضغوط كبيرة على حماس وفتح لإجراء انتخابات عامة، للبرلمان والرئاسة. وهناك عنصر آخر، وهو الأكثر أهمية، هو أنّ حماس ستفوز بشرعيةٍ متجددةٍ كلاعبٍ سياسيٍّ في الضفة الغربية.


وهذا لم يحدث منذ يناير 2007. ستكون من جديد عنصرًا سياسيًا رسميًا ومقبولاً، على حدّ تعبير الشقاقي. وأيضًا، لهذا الشأن أهمية كبيرة، بمجرد إجراء انتخابات في الضفة الغربية وغزة في الوضع الحالي، هناك عمليًا شرعية لحكم حماس في غزة، وهذه عواقب حتميّة وهامّة ودراماتيكيّة. الشقاقي الذي أظهر استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه أنّ ثلثي الفلسطينيين يريدون استقالة عبّاس، ليس متفائلاً بشأن فرص فتح في الانتخابات المحلية.

وأردف: في قطاع غزة، ستعمل حماس بشكل منهجي وقوي. يدور الحديث عن 25 مجلس محلي هناك وبالنظر للانقسام في فتح، من المتوقع أنْ تحقق حماس إنجازات كبيرة للغاية. ربما ليس فوزًا ساحقًا في كل المجالس المحلية ولكن بالتأكيد في معظمها. في الضفة الغربية، قال، هناك أكثر من 500 مجلس محلي. هنا أيضا يوجد انقسام في فتح. ولكن القصة هنا مختلفة قليلاً، إذْ أنّ موسى أبو مرزوق أعلن أنّ حماس لن تشارك بشكلٍ رسميٍّ في الانتخابات في الضفة الغربيّة.

 وعمومًا، قال الشقاقي، سيكون لحماس والمرشحين المستقلين فرصة أكبر بحسب تقدير في الانتصار على فتح في المدن الكبرى. وختم المُحلل الإسرائيليّ بسؤالٍ: لماذا يجب أنْ يهم إجراء أو عدم إجراء انتخابات محلية في الأراضي الفلسطينية الرأي العام في إسرائيل؟ وردّ: الإجابة بسيطة للغاية. 

هذه الانتخابات تشكل مؤشرًا جيّدًا على ما سيحدث في الانتخابات العامة بالطبع، قد تكون الحرب في غزة آخذة بالابتعاد، ولكن قوة حماس يُتوقع لها الارتفاع أكثر، على حدّ تعبيره.