استشهاد محمد الفقيه .. تفاصيل الليلة الأخيرة
تاريخ النشر : 2016-08-06 17:38

رام الله _صوت الحرية .

عن موقع واللا العبري/ ترجمة محمد أبو علان

الجيش الإسرائيلي اصطدم بعدو ذهب معه حتى النهاية، والتخوف أن تكون هذه مجرد البداية، القيادات العسكرية لكتائب عزالدين القسام تحث الشباب على تنفيذ عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية، وبعد العملية المركبة التي قتل فيها منفذ العملية الذي قتل الحاخام ميخال مارك، وتعمل قوات الجيش لتلائم نفسها مع الواقع الجديد.

وعن عمليات المقاومة منذ بداية العام 2016 قال موقع واللا العبري:

وقعت 26 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية ، حوالي 35% منها وجهت ضد المستوطنين، ومن الواضح أن عمليات إطلاق النار تحولت لخطر مركزي، وكل جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي على علم بهذا التحدي، والتصرف يتم بناءً على ذلك.

كل قائد في وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه في مفكرته الشخصية التعليمات حول الخطوات التي يجب أن تتحذ فور وقوع كل عملية إطلاق نار، وأهمها العمل والانتشار على وجه السرعة لحصر خطر سير انسحاب منفذي العملية من أجل القبض عليهم بأسرع وقت.

وعن عملية مداهمة مكان وجود الشهيد محمد الفقيه قال موقع واللا العبري:

يوم الثلاثاء الماضي، الساعة التاسعة مساءً معلومات وصلت  جهاز الشاباك الإسرائيلي عن مكان وجود محمد الفقيه منفذ عملية قتل الحاخام ميخال مارك، التعليمات صدرت للقوات وكأنها أول مرة تصل لهم معلومة عن مكان وجوده، مع العلم انه في السابق وصلتهم معلومات عن ثلاثة مواقع انه موجود فيها ليتبين عدم صحة المعلومة.

التعليمات صدرت لفتح غرفة العمليات في منطقة الوسط، لكم أن تتخيلوا، باب سميك من الفولاذ، توصل لمجموعة من الغرف المقسمة بألواح زجاجية شفافة، شاشات على الجدران، وشاشات حواسيب متلاصقة تنقل ببث حي ومباشر ما يجري على الأرض.

إلى غرفة العمليات وصل رئيس جهاز الشاباك نداف أرجمان ونائبه الملقب ب “ر” الذي أشرف على تنفيذ العملية، ومسؤول المنطقة في جهاز الشاباك ومعهم قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي روني نوماه، وجود كل هؤلاء كان دليل واضح على أن الحديث يدور عن عملية مركبة ومهمة، ودليل على مستوى التعاون ما بين الجيش وجهاز الشاباك.

وعن العملية نفسها كتب الموقع العبري :

عملية في قلب قرية فلسطينية يمكن أن يؤدي لتدهور الأوضاع وخروج أعداد كبيرة من الناس قد يؤدي لامتداد المواجهات لكل منطقة الخليل، لهذا كان الأمر يتطلب حكمة في اتخاذ القرارات لكي لا يؤدي لإصابة عدد كبير من المدنين من غير ذوي العلاقة بالأحداث.

الهم الأول والأخير لجهاز الشاباك والجيش كان وضع حد لما أسموه خطر القنبلة الموقوتة، وكان التخوف أن ينسحب منفذي العملية لقلب مدينة الخليل وحينها لن يتم ألقاء القبض عليهم للأبد، في اليوم الثاني لتنفيذ العملية تم القبض على محمد عمايره من سكان دورا، وهو يعمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبعد التحقيق معه اعترف بأنه كان سائق المركبة التي أطلقت منها النار، وأن محمد الفقيه هو منفذ عملية إطلاق النار.

مركزي الشاباك وعاملي تكنولوجيا المعلومات عملوا على مدار الساعة لتركيب الصورة من المعلومات الاستخباراية التي تصلهم، الفقيه كان معروف عنه إنه كان في صفوف الجهاد الإسلامي، وبعد دخوله السجن تأثر من الأفكار المتطرفة (حسب تعبير الموقع العبري) التي يحملها عناصر حماس في السجن، وكان لديه أمل بالانضمام للجهاز العسكري للحركة.

عمايره من جهته كان قد اعترف بأنهم قاموا بإخفاء قطعة الكلاشنكوف التي نفذوا بها العملية، إلا أن الفقيه لديه قطعة أخرى بالإضافة لوسائل قتالية أخرى، حينها فهم جهاز الشاباك والجيش أن الفقيه عبارة عن قنبلة موقوته ويمكن أن يقوم بتنفيذ عملية أخرى، ومع مرور الأيام وعدم العثور على الفقيه كان الضغط يتزايد على الضباط من مختلف الاتجاهات.

المعلومة وصلت للشاباك، الفقيه يختبئ في قرية صوريف، قرية يسكنها 13 ألف فلسطيني،ومعروفة بأنها منطقة تدين بالولاء لحركة حماس، وتقرر أن تقود وحدة البيت التابعة لجهاز الشاباك العملية بعد أن قامت طائرة بدون طيار بجمع معطيات من أرض الواقع.

المبنى المكون من ثلاثة طوابق حوصر، والقناصين اعتلوا المباني وصوبوا مناظير الرؤيا الليلة لمداخل المبنى، وقوات من وحدة كفير انتشرت بالقرية لتشكل درع لمنع المواطنين من الاقتراب لموقع العملية.

في الساعة 22:05 بدأ تنفيذ إجراء “طنجرة الضغط”، ضابط تحدث باللغة العربية مع سكان البيت ومع محمد الفقيه بواسطة سماعة طالباً منهم الخروج ومن محمد تسليم نفسه، المدنيون خرجوا من المبنى رافعين أيدهم بعد أن ودعوه، حينها تبين انه يريد الموت شهيداً، وبدأ بإطلاق النار على الجنود من كلاشنكوف كان بحوزته، وحينها بدأ الحديث بينه وبين الجنود بالرصاص.

اشتباك الشهيد محمد الفقيه مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي استمر حوالي الخمس ساعات ونصف، جيش الاحتلال استخدم كافة أنواع الأسلحة منها صواريخ لاو، وجنود من مختلف الوحدات، وفي نهاية الأمر استخدم جرافة ضخمة في هدم المبنى على الشهيد .