حرائق (إسرائيل) ... الوجه الأخر للشماتة
تاريخ النشر : 2016-11-25 19:46

 

أظهرت الحرائق المشتعلة في دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) مدى ضعف البُنية التحتية في الكيان الصهيوني المتعلقة بمواجهة الكوارث الطبيعية، ومقدار هشاشة الدولة العبرية في احتمال مثل هذه الكوارث، وهذا ينطبق على تحملها المحدود للحروب لاسيما اذا كانت طويلة الأمد وعلى أكثر من جبهة، فهي أوهن من بيت العنكبوت خاصة إذا ما تعلق الأمر بالجبهة الداخلية ... ولكن هذه الحرائق أظهرت أيضاً حجم الكراهية الهائل الذي يختزنه العرب تجاه الكيان الصهيوني رغم كل محاولات التطبيع و التسويق الذي يمارسه بعض أبناء جلدتنا للكيان، ومن أهم أشكال هذه الكراهية إظهار الشماتة بالكيان على خلفية الحرائق المشتعلة فيه بغض النظر عن أسبابها الطبيعية أو البشرية كالجفاف والرياح و الإهمال و التعمد.

والشماتة التي تعني أن يُسر المرء بما يصيب عدوه من المصائب وأن يُسعد بما يبتلي الله عدوه من البلايا والكوارث، وهي من الأمور التي تشف الصدور وتُذهب الغيظ وتُزيل الغم نتيجة للفرح بما يُصيب العدو من خسائر وأحزان، وهي أمرغريزي في النفس الانسانية نابعة من الكراهية و الغضب والإحباط و العجز فكراهية العدو وتمنى له الشر والغضب من تكرار أعماله الشريرة ألإجرامية والإحباط من عدم القدرة على رد العدوان، والعجز نتيجة للضعف وعدم القدرة على هزيمة العدو.

والمبالغة في الشماتة بالعدو خاصة بسبب الأضرار التي تسببها الكوارث الطبيعية له وجه أخر يختلف عن المشاعر الطبيعية النابعة من كراهية العدو والغضب عليه، هو العجز الذي يهيمن على العرب في تعاملهم مع الكيان الصهيوني وعدم قدرتهم على هزيمته وفرض ارادة العرب عليه أو إزالته من الوجود وهو نوع من الهروب من الواقع إلى الوهم ومن الحقيقة الى السراب، ومن العلم إلى الخرافة ....و الأصل أن نلتمس أسباب النصر الحقيقية و سُنن التقدم العلمية، وسُبل القوة الفعلية.

وفي هذا المعنى الرافض للمبالغة في إظهار الشماتة بالعدو يقول الدكتور عبدالله النجار – عضو مجمع البحوث العلمية – "أن المفروض من الشخص أن يرى ما يفعله خصمه ويرد عليه بنفس المنطق وبنفس القوة التي يحارب بها حتى لا تغيب العقول". ويضيف أنه لا ينبغي أن نعتقد أن السماء تدافع عنا ونحن نيام ولا نملك من أمر أنفسنا شيئاً ولا نملك ما ندافع به عن أنفسنا ...فهذا تفسير خاطئ وتغييب للعقل الانساني ، فنحن نؤمن بقدر الله وقدرته على تعديل كفتي الميزان لصالح المظلوم ولكن هذا لا ينبغي أن يشغلنا عن  التماس الأسباب و أن نعد لكل أمر عدته.