موسم الزيتون في الأغوار.. مثقل بالهموم
تاريخ النشر : 2019-10-01 10:56

صوت الحرية - إسراء غوراني

رغم التوقعات بإنتاج وفير لزيت الزيتون هذا العام، إلا أنه يشكل هاجسا للمزارعين وأصحاب الأراضي في منطقتي بردلة وأم الكبيش في الأغوار الشمالية، بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار عامين باقتلاع مئات أشجار الزيتون المثمرة.

1090 شجرة زيتون قطعت واقتلعت في قرى الأغوار بفعل ممارسات الاحتلال والمستوطنين خلال العامين الأخيرين، حسب الإحصاءات الواردة لدى مديرية زراعة طوباس.

وتشير المعطيات والإحصاءات الواردة في التقرير السنوي لمركز أبحاث الأراضي أن 9200 شجرة زيتون قد تضررت في مختلف محافظات الضفة الغربية خلال العام 2018، منها 8300 شجرة تضررت بشكل مباشر.

المزارع حسين صوافطة من قرية بردلة شمال شرق طوباس استهدفت قوات الاحتلال أشجاره بالقطع والاقتلاع، وهو واحد من خمسة مزارعين في القرية تعرضت أشجارهم للاقتلاع.

ويقول صوافطة لـ"وفا"، إنه ينظر لموسم الزيتون هذا العام بعين من الحسرة والألم، حيث كان انتاج زيت الزيتون يشكل النصيب الأكبر من دخله سنويا، ويعتبر مصدر الرزق الأساسي لعائلته المكونة من ستة أفراد.

وأوضح، أن قوات الاحتلال اقتلعت العام الماضي 300 شجرة زيتون يمتلكها، ولكنه أعاد زراعتها لتعاود اقتلاعها من جديد، إضافة للمزيد من الأشجار، كما يتخوف من قيام سلطات الاحتلال مستقبلا باقتلاع ما تبقى من أشجاره، نظرا لتصاعد سياسة استهداف أشجار الزيتون خلال العامين الأخيرين في قرى الأغوار.

ويتحدث عن حجم الخسائر التي تعرض لها جراء ممارسات الاحتلال، مشيرا إلى أن الشجرة الواحدة كانت تنتج سنويا ما بين 30 إلى 40 كيلو غرام من الزيتون، كما أنه كان ينتج ما لا يقل عن 80 "صفيحة" زيت في الموسم تجلب له ولعائلته مصدر دخل جيد، في حين أصبح انتاجه الحالي 30 صفيحة زيت فقط، ويتوقع أن الانتاج هذا الموسم سيكون شحيحا جدا.

وفي السياق، يقول رئيس مجلس قروي بردلة ضرار صوافطة لمراسلنا، إن قوات الاحتلال استهدفت خلال العامين الأخيرين الأراضي المزروعة بالزيتون بشكل ملحوظ، عبر قطع واقتلاع مئات أشجار الزيتون التي يزيد عمرها عن 20 عاما.

"قوات الاحتلال تذرعت بحجج واهية لاستهداف أشجار الزيتون، منها وقوع الأشجار في مناطق عسكرية، وهذا غير صحيح فهذه الأراضي مملوكة للسكان، وتقع في محيط منازلهم"، كما قال صوافطة.

في منطقة أم الكبيش التابعة لبلدة طمون جنوب شرق طوباس لا تقل معاناة المزارعين عن نظرائهم في قرية بردلة، فخلال العام الجاري اقتلعت قوات الاحتلال ما يزيد عن 400 شجرة زيتون من المنطقة، تتراوح أعمارها من 7 إلى 25 عاما، وتعود ملكيتها للمواطنين جهاد ومرشد بني عودة، حيث تم اقتلاع الأشجار على دفعتين في شهري حزيران وأيلول الماضيين، كما هدمت ست آبار لتجميع المياه يستخدمها المزارعون لري أشجار الزيتون حديثة الزراعة.

وتؤكد بلدية طمون أن الأراضي في منطقة أم الكبيش مملوكة لأهالي البلدة أبّا عن جد، ولكن الاحتلال استهداف المنطقة بشكل ملحوظ مؤخرا؛ بسبب قيام الأهالي بإيصال المياه لأراضيهم واستصلاحها، في مسعى لترحيلهم عن أراضيهم، لتسهيل السيطرة عليها.

من جهته، قال مدير مديرية الزراعة في طوباس عمر بشارات، أن استهداف الاحتلال لأشجار الزيتون في بعض مناطق الأغوار، أهمها قرية بردلة ومنطقة أم الكبيش جزء من سياسات حكومة الاحتلال المتصاعدة مؤخرا بحق الأغوار والرامية إلى السيطرة على مساحات إضافية.

وأشار بشارات إلى أن الاحتلال يستهدف مناطق ذات طابع محدد، فأم الكبيش مثلا التي استهدفت لأول مرة هذا العام تعتبر منطقة مرتفعة جدا ومطلة على غالبية مناطق الأغوار، ما يجعلها مطمعا للاحتلال من أجل إقامة مستوطنات.

 وأهمية الأغوار وتحدي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بضمها وشمال البحر الميت، كان محور الاهتمام وعلى سلم أولويات الحكومة الفلسطينية، إذ  أكدت التزامها بتعليمات الرئيس محمود عباس، بالعمل من أجل تعزيز صمود أهلنا على أرضنا ومن أجل أن تكون منطقة الأغوار الفلسطينية حديقة خضار وفواكه فلسطين، كما كانت عليه في الماضي".

حيث قرر مجلس الوزراء تقديم مزيد من الدعم للإسراع في إعداد خطة تنموية متكاملة لمحافظة أريحا والأغوار استنادا إلى منهجية التخطيط بالعناقيد والتي تشمل العنقود الزراعي والعنقود السياحي في هذه المنطقة الحيوية من فلسطين.

ووفقا لتقرير مركز أبحاث الأراضي، جاءت الأضرار على النحو التالي: 2450 شجرة أغرقت بالمياه العادمة، 2819 شجرة تم قلعها أو تكسير أغصانها، 1359 شجرة تم تجريفها، 1672 شجرة تم حرقها، وتعتبر محافظة نابلس الأكثر تضررا.

وفيما يتعلق بمحافظة طوباس، فقد تضررت 1120 شجرة زيتون نتيجة ممارسات الاحتلال خلال العام الماضي، منها 320 شجرة تعرضت للقطع والقلع المباشر، إضافة إلى وجود 800 شجرة مهددة بالاقتلاع.