الوعي.. سلاح الفلسطينيين الأمضى في مواجهة "كورونا"
تاريخ النشر : 2020-03-17 13:46

صوت الحرية -  الحارث الحصني - وفا

تظهر الحاجة للوعي الكافي بين المواطنين هذه الأيام، بشكل كبير، فهو واحد من أقوى الأسلحة والسلاح الأمضى التي يمكن بواسطته محاربة فيروس كوفيد 19- "كورونا"، أو حتى منع تفشيه على أقل تقدير.

حاليا تدور أحاديث متكررة بين المواطنين بضرورة التعامل بوعي مع هذا الفيروس المستجد، ويمكن فعليا ملاحظة بعض العادات التي بدأت تتغير بين الناس لصالح منع انتشاره.

تؤكد الأخصائية النفسية مرام عبد العال، أن تصرفات المواطنين التي بدأت تتغير نابعة عن الوعي بخطورة الأمر، الى جانب كونها مسؤولية فردية وجماعية.

"التعامل مع الموضوع بجدية نابع عن وعي كبير بين المواطنين، فسلوكياتهم بدأت تتغير" أضافت عبد العال، التي أشارت لعدم تسجيل أي حالات بإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، في طوباس، لكنها ترى أن السلوكيات في الحماية من المرض تكون من مدى الوعي المجتمعي حول الاحتراز منه.

بالنسبة لشريحة كبيرة للمواطنين، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وهو مثل دارج يؤكد أن الوقاية من المرض أفضل الطرق للتصدي له.

قبل أيام أعلنت إحدى العائلات في بلدة طمون جنوب طوباس عن إلغاء بيت العزاء لأحد موتاها، تماشيا مع القرارات الحكومية الرامية لمنع التجمعات البشرية، كإجراءات احترازية لتفشي المرض، فيما أعلن مواطنون من المحافظة عن أنهم لن ينخرطوا في أي تجمع بشري مهما كان طبيعته.

يوم أمس أعلن فواز أبو دواس، أنه لن يذهب لأي بيت عزاء بسبب الوضع القائم. وقال: هذا القرار يحمل في ثناياه أكثر من هدف، فهو حماية لنفسي أولا، وللآخرين ثانيا، وهي مسؤولية فردية وجماعية تقع على عاتق الجميع".

يوميا، يستقبل أبو دواس، عشرات المراجعين، بحكم عمله كمدير للجنة زكاة طوباس، ومع ذلك فإن التعامل معهم يتم دون سلام ولا تقبيل حسب وصفه، ويقول: الآن يجب أن يعي الناس كيفية التعامل مع المرحلة الحالية للوقاية من المرض.

"هذا نوع من الوعي في الثقافة الصحية". قال أبو دواس.

ويقول رئيس قسم الطب الوقائي في مديرية صحة طوباس، قدري دراغمة، إن الوعي بين المواطنين يساعد على اتباع سلوكيات تمنع تفشي المرض، وحصره في حالة وجوده في مدة أقل.

وأضاف دراغمة: "يجب التعامل مع الموضوع بجدية، وعدم الاستهتار بكل قرارات الحكومة المتعلقة بفيروس كورونا". وبالنسبة له فإن مدى التعامل مع هذه القرارات بإيجابية يكون بفعل الوعي التام بين المواطنين.

ويرى دراغمة أن الفلسطينيين لديهم وعي لا بأس به حول "كورونا"، لكن يجب مواصلة تعزيز هذا الأمر في نفوسهم. "الوعي هو سلاحنا الأساسي في هذه المعركة". أضاف الطبيب.

قبل أسبوع أعلن مأمون أبو شما، عن إغلاق صالون الحلاقة خاصته، وهو باب رزقه الوحيد، لكن الشاب ظل يجيب حتى اليوم عن سؤاله كيف سيتدبر أمور عائلته، بقوله: "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

منذ سبع سنوات حتى اليوم، أي في الفترة التي افتتح فيها الشاب صالون الحلاقة، صار له زبائن كثر، وحسبما قال لــ"وفا" فإنه لا يدري من أين يأتي الزبائن، ومن منهم يمكن أن يكون "لا قدر الله" مصاب بالفيروس.

فالمكان الذي خصص لانتظار المواطنين حتى يأتي دورهم في الحلاقة، يتسع ل12 شخصا، ويكونون فيه متقاربين بشكل كبير، وهذه بيئة خصبة لانتقال العدوى. قال أبو شما.

على مدار ثلاثة أشهر في حربهم ضد كورونا المستجد، كان الصينيون كأفراد في "ووهان"، عاصمة مقاطعة هوبي، وهي بؤرة ظهور فيروس كورنا، يتعاملون مع المرض بوعي تام، وهو ما ساعد على كبح جماح الفيروس بشكل كبير.

وأكد دراغمة، وعبد العال، وأبو شما، أن الصينيين سيطروا على المرض بالطب والوعي والالتزام معا، وهو الأمر الذي قادهم للحد من تفشي الوباء.

على هذا النحو، سيظل الاهتمام برفع الوعي الصحي في المجتمع الفلسطيني خلال وباء "كورونا" وما بعده، أمر ينطوي على أهميّة كبيرة بالنظر إلى الحالة الفلسطينية.