شكرا ترامب ..
تاريخ النشر : 2020-12-26 13:01

صوت الحرية - 

منذ ان تم تنصيب ترامب الرئيس ال ٤٥ ل الولايات المتحده الامريكيه بتاريخ ٢٠-١-٢٠١٧ وقد رفع شعارا "امريكيا اولا " وفي الحقيقه كان يقصد "اسرائيل اولا" ومنذ ذلك الوقت شهدت الساحه الدوليه والاقليميه الكثير من المتغيرات والتطورات السياسيه والاقتصاديه المهمه ، الرئيس الامريكي الخاسر في الانتخابات يدرك تماما بانه فشل فشلا ذريعا في تنفيذ مخططاته وبسياسته في الاصلاح الداخلي الامريكي في دعم الحريات والتروييج للديمقراطيه واستنزاف قدرات الجيش الامريكي ويدرك حتما بانه فشل ايضا في جر المنطقه والعالم الى حرب شامله عندما اتخذ قرارا باغتيال قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زاده وضم الجولان لاسرائيل وغيرها من القرارات التي من شانها ان تفرض وقائع جديده وتقلب المعادلات السياسيه وتهدد المنطقه باسرها .

والثابت بان كل رئيس امريكي جديد يتبنى توجهات يسعى الى تحقيقها خلال فتره رئاسته واداره مجموعه من القضايا الدوليه والاقليميه المهمه ومن بين هذه الملفات التي تتعلق بالشرق الاوسط حسب سياستهم ملف الارهاب وملف القضيه الفلسطينيه والملف النووي الايراني وملف الازمه السوريه ، والواضح ان ترامب قد اخطأ بسياسته تجاه الشرق الاوسط في عمليه صناعه القرار وخاصه في السياسه الخارجيه الذي همش الدور التقليدي لها وحصر ذلك في دائره ضيقه حسب رؤيته وعقليته القوميه بخلاف العقليه العالميه وكانت سياسته واضحه ويتحرك من منطلق حسابات الكسب والخساره او ما يمكن وصفه " اداره الدوله كما لو كانت شركه " .

ترامب والقضيه الفلسطينيه .. قد اثارت الكثير من الجرأه والوقاحه والكثير من الجدل بحكم ان القضيه الفلسطينيه هي جوهر الصراع في المنطقه وهي قضيه الشرق الاوسط وبسياسته المتعجرفه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء بدون ادنى اي حساب لاحد بقراره نقل السفاره الامريكيه وقطع المساعدات وشرعنه الاستيطان والاعتراف بالقدس عاصمه لاسرائيل واغلاق مكتب منظمه التحرير وقرارات الضم واعلان صفقه القرن " صفقه العار " كل هذه القرارات كانت قرارات معاديه للشعب الفلسطيني والتي هددت مستقبله وهدفت الى تصفيه القضيه وتمس الحقوق الوطنيه والهويه الفلسطينيه ، الا ان ايماننا المطلق بالله عز وجل وبتضحيات شعبنا بكل مكوناته وشرائحه وارادته وقوته متمثله بالارداه السياسه متسلحين بالقياده الفلسطينيه ودعم ومسانده احرار العالم والمخلصين كل ذلك كانت عوامل واسباب صدت ومنعت تمرير هذه الصفقه ولنا الفخر بان الرئيس محمود عباس هو الوحيد قد تجرأ وواجه الاداره الامريكيه بالرفض رغم اداركه ان تداعيات ذلك ستكون خطيره وصعبه رغم قله الامكانيات وضعف الموقف العربي الا ان موقفه كان نابعا وواثقا من شعب له مخزون ثوري وطني يشهد له الجميع .

شكرا ترامب .. لان سياسته كانت واضحه ومختلفه تماما عن كل الادارات الامريكيه السابقه .. شكرا ترامب لانه وضع القضيه الفلسطينيه مجددا في المقدمه بعدما تراجعت خلال السنوات القليله الماضيه الى المقاعد الخلفيه في الاهتمامات العربيه بفعل الثورات والثورات المضاده والحروب القائمه في المنطقه شكرا ترامب لان بسياسته تم التاكيد على ان فلسطين والقدس لا تزال اولويه للجماهير العربيه والاسلاميه شكرا ترامب لانه اخرج امريكيا من الرعايه للعمليه السلميه لانها لم تكن يوميا وسيطا نزيها او شريفا للصراع القائم . واخيرا وليس اخرا شكرا ترامب لانك كشفت المستور وحقيقه زيف بعض المتباكين على القدس والاقصى ، شكرا لانك اخرجت عار بعض الانظمه العربيه من السر الى العلن والتي كانت بمثابه طعنه في ظهر الشعب الفلسطيني .

ورغم كل هذه التحولات الا ان الثابت والمؤكد والذي لا يقبل الشك ان قرار الحرب والسلم يبدا وينتهي في فلسطين وستبقى القدس هي البوصله وستبقى فلسطين هي القضيه .