نوار اللوز .. بهجة الفلسطيني
تاريخ النشر : 2021-03-07 13:07

صوت الحرية - يامن نوباني - عن وفا 

يحمل تفتح نوار اللوز، الذي يبدأ من نهاية كانون الثاني وحتى بداية آذار، للفلسطيني بهجة، وكأنه في كل عام يتفتح لأول مرة، فتزداد مع تفتحه الرحلات إلى الطبيعة، سواء كانت فردية أو جماعية، عبر مسارات بتنا نشهد تفاعلا كبيرا معها في السنوات الأخيرة، خاصة في منطقة الأغوار.

يسرح المسافر في مركبة أجرة، وهي تخترق أي ريف فلسطيني، بنوار اللوز على جنبات الطرق، كاميرات لا تتوقف عن التقاط الصور، فيديوهات قصيرة تبث جمال المشهد، أغنيات وكتب وقصائد ولوحات فنية ومسارات تجوال.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصور نوار اللوز، مع الندى في الصباح، في الظهيرة ومع غروب الشمس، في المطر والبرد، وحين تبزغ الشمس متوهجة، إنه مشهد يُلتقط في كل الأوقات.

"نعود أطفالا حين يتفتح نوار اللوز ونراه"، كتب أحدهم على "تويتر" معلقا على سرب من اللوز المتفتح في بلدة عقابا جنوب جنين.

الفنانة الفلسطينية سناء موسى تساءلت في صورة نشرتها لنوار اللوز على صفحتها على موقع فيسبوك: لماذا لا يستمر نوار زهر اللوز شهرين أو ثلاثة؟، فهو أجمل ما ترتدي فلســــــــــــطين في الربيع، برقته وحضــــوره الطاغي.

الشابة أسيل الخطيب من قرية سرطة، غرب سلفيت، منسقة مسارات في العديد من المحافظات، خاصة سلفيت وبلداتها وقراها، وأحد الذين يستهويهم ويوثقون تفتح نوار اللوز في كل عام، فتقوم بعمل جلسات تصوير في هذا الموسم، قالت لـ"وفا": "حين يقترب شهر شباط من كل عام، يبدأ زهر اللوز بالتفتح، ويمتلئ الوادي الأخضر به، منظرٌ بهيّ للناظر، شهيٌّ للعين والقلب، حيث تستوطن الورود البيضاء المائلة إلى الوردي قلب الوادي، وعندما تمعن نظرك ستبتسم بلا شك".

وأضافت: اشعرُ أنّ هذا الجمال لا يخلقُ عبثًا، فتلتقطه كاميرات المصورين الذوّاقين، الذين يعرفون أن خلفيةً كهذه هي الأجمل بلا شك، خاصةً عندما تتناسق الوان الملابس مع جمالية الاخضرِ والأبيض النقي، أمّا عني فأحبُ كل التقاطة لهذه الجمالية، متواضعةً كانت أم احترافية، رغم أنني اعلم أن لا كاميرات كونيّة ترصد كل هذا الجمال كعينك انت، عليك فقط أن تتأمل.

الرسامة صفاء شقير من بلدة الزاوية غرب سلفيت، تحمل عدتها إلى الطبيعة، وتشرع في تأمل نوار اللوز، وتفريغ جماله في ذهنها، لتبدأ بتحويله إلى لوحة تنتظر معرضا فنيا لعرضها، وقبل أربعة أعوام كانت لوحة لنوار اللوز من أوائل لوحاتها، التي بيعت في معرض لرسوماتها في متحف محمود درويش.

وقالت شقير لـ"وفا": كفنانة، أرى في موسم اللوز ما لا يراه أحد، هذه النوارة الصغيرة المتفتحة بألوان شهية، مصدر إلهام لي، وفكرة ثابتة أجسدها في كل عام بلوحات أبرز من خلالها الجمال الفلسطيني على أرض الواقع، وكيف يحب الفلسطيني الحياة والطبيعة.

وأضافت: يمنحني نوار اللوز طاقة وتغذية بصرية أحتاجها، أترك كاميرتي تدور في أرجاء اللوز، لأحتفظ بهذا التفتح الجميل لشجرة نحبها جميعاً، في صور وذكريات.

"لتفتح نوار اللوز سحر، يدفعك لأن تطلق على كل شجرة اسم، وكأنها تخصك." تقول شقير.

الشاب رامي ريان، من بلدة قراوة بني حسان، قال لـ"وفا": كأحد المهتمين بالطبيعة، منذ الطفولة ونوار اللوز عشقي، وهو بالنسبة لي سرور للنفس، صمت التأمل والتحديق في زهرة تضفي على الطبيعة جمالا أخاذا.

وأضاف: أحب مشهد تطاير النوار مع الرياح، والنظر إليها وهي تغطي جذع اللوزة ومحيطها.

للوز في الأدب الفلسطيني حضوره الكبير، حتى أنه استحوذ على عناوين عديد من الأعمال الأدبية لعمالقة القلم والفكر الفلسطيني، كحسين البرغوثي "سأكون بين اللوز"، ومحمود درويش "كزهر اللوز أو أبعد، و"أخيراً نور اللوز" في سداسية الأيام الستة لإميل حبيبي، وهو وصف سميح القاسم لمعين بسيسو: يا عريس اللوز والليمون.