هنيئاً للأردن
تاريخ النشر : 2021-04-05 18:50

تعليقاً على ما جرى في الأردن الشقيق، فلا بد من اثبات أن أمن الأردن من أمن فلسطين، وأن الخيار الأردني الذي ما يزال الليكود يتحدث عنه بوقاحة لن ينجح ولن يمر، وان القائد الاسرائيلي الذي صرح سنة 2006 أن الملك عبد الله الثاني هو آخر الملوك الهاشميين انما هو وقح وعنصري ولا يدرك جوهر الأردن ولا أبناء هذه المنطقة.

ان ما جرى في الأردن لا يمكن له أن يكون بعيداً عن رؤية الأردن ممزقاً ومنهكاً وضعيفاً لتمرير كل الصفقات المشبوهة في المنطقة بما فيها فلسطين، فالأردن الذي صمد أمام الضغوطات الاقليمية وصمد أما صفقة القرن وصمد أما الاغراءات للتخلي عن المسجد الأقصى وصمد من أجل أن يعيد حل التسوية القائمة على وجود دولة فلسطينية، والذي صمد أما محاولات استخدامه أو توظيفه ليكون عصا اقليمية أو جزءاً من مخطط اقليمي، فإن ما جرى ليلة أمس لا يمكن أن نفصله عن كل ذلك.

مصلحة من أن يتمزق الأردن أو أن يدخل في حرب أهلية أو أن تدعي بعض الجهات أنها ثورة ولها شعارات ضد الفساد والمحسوبية، وفجأة يتم دعمها بالمال والسلاح والإعلام، لا يمكن أن يكون ذلك إلا لأعداء الأردن ولأعداء فلسطين. هناك من يريد أن يمزق الأردن بين أردني وفلسطيني، وبين أردني شمالي وأردني جنوبي، وبين أردني عشائري وأردني مدني، وأردني ارهابي وأردني ليبرالي. وخيار حزب الليكود لإقامة دولة فلسطينية في الأردن ماثلة أمام عيوننا.

ولهذا كله، نقول إن أمن الأردن من أمن فلسطين حقاً، والأردن والحمد لله لديه مؤسسة أمنية محترفة، وراسخة، ولديه شعب راشد وواعٍ لا ينساق أمام الاغراءات أو الشعارات الكاذبة أو المقولات الهابطة.

احترافية المؤسسة الأمنية الأردنية جعلتها تحبط المحاولة في مهدها، وهي ليست محاولة انقلاب بقدر ما هي محاولة لإيذاء الأمن الأردني أو للأضرار به أو لمحاولة خلخلة الأمن الاجتماعي والاقتصادي في البلد.

نهاية أقول، اننا في فلسطين نضع كل امكانياتنا الرسمية والشعبية من أجل أمن ووحدة واستقرار الأردن، ممثلة بالقصر الملكي الذي يشكل نقطة اجماع شعبي ووطني، قادر على أن يوحد الأردن بكل أطيافه ومنابعه وأن يضفي تلك الهوية العربية والوطنية الثابتة، وقد أثبت الأردن بذلك أنه حجر الزاوية في أمن المنطقة والاقليم، ولهذا، فإن الأردن له أن يفخر بهذه الثقة، وأن يعيد الآن حساباته وتحالفاته، وأن ينطلق من جديد، حيث أن اعتقالات أمس جرفت أسماء ومراكز وشخصيات لعبت ادواراً سيئة في السياسة والاقتصاد الأردني وأرادت أن تلحق الضرر بالنسيج الاجتماعي والوطني الأردني.

هنيئاً للأردن أن أرسل رسالة واضحة وقوية للعالم كله أن نظامه وشعبه يتمتعان بأقصى حالات الوعي والرشد.