ثورة بيتا في العقلية الصهيونية
تاريخ النشر : 2021-09-06 13:26

نعم هي ثورة ضد الاحتلال ومستوطنيه ومعاونيه كباقي الثورات الفلسطينية والعربية ضد المحتل، على مدار اكثر من سبعين عام ثار الفلسطيني في مراحل مختلفة وخاض الحروب، وانتفض بكل ما اوتي من قوة ضد المحتل وصنع المستحيل، ونحن كجيل لثمانينات القرن الماضي نشأنا على الانتفاضة الاولى، ولم يلبث ان هدا الامر قليلا وليس كليا حتى اتت الانتفاضة الثانية وكان خلالها هبات كثيرة ومنهى هبة الاسرى والقدس والنفق وغيرها، لكن في بيتا استمر النضال ورشق الاحتلال بالحجارة واستمرت مسيرة الشهداء والجرحى والاسرى، واستمر قتال الصهاينة فوق ارض بيتا كل تلك الفترات حتى في ظل ما كان يسمى مرحلة السلام وأوسلو كنا نرشقهم بالحجارة كما اول مرة في بيتا كما في بعض المناطق وكثير منها في فلسطين، وطوال فترة الاحتلال لم ندعهم يهنئون وهذا قسم فلسطين وعهد الشهداء ان لا يهنؤوا الا برحيلهم عن فلسطين مهما طال الزمن او قصر.

بيتا في العقلية الصهيونية هي بلاد وعرة محرضة مقاتلة، يهابونها ويخافون منها، لان فيها قوم لا يرضون الاحتلال بل يقسمون ليل نهار ان يستمروا في النضال ضد الاحتلال، لذلك عرفها الصهاينة مبكرا من الباب الواسع، وكما قال المناضل الشهيد نزار بنات (في الثمانينات خفنا ان يطفئوا بيتا، لكنها خرجت من حادثتها اقوى من قبل)، وهي الحادثة التي نسميها كذلك، وكان التحدي فيها ان يدخل المستوطنين بيتا وتحداهم اهل بيتا ورفضوا ذلك فقتل عدد منهم وسقط ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى، والاف المعتقلين وابعد عددا من مناضلي بيتا وقتها الى خارج فلسطين، فخاطبهم الشهيد ابا جهاد ان ازرعوا لهم بدل كل شجرة جنديا لن يهابوكم ولن يخافوا، وتصدى الاهالي للجنود والمستوطنين واستمر الاستفزاز لأشهر ولكن عادت بيتا لتحرق الارض تحت اقدامهم فحرمت عليهم كما حرم الدم علينا.

في العقلية الصهيونية تم انتاج اتفاق اوسلو وغيرها من الاتفاقات عبر البلدان العربية وكان الهدف منهم ان يبقوا يسيطرون على الارض وعلى الانسان معا، لكن في كل مرة يفاجأوا انهم ما يزالون في البدايات ولن يأتي يوم ليقولوا اننا سيطرنا على الارض والانسان. ذلك ان هل فلسطين عموما وخاصة اهالي بيتا لن يقبلوا ان يتوازى العقل الصهيوني في احتلال الارض والانسان مع الخمول والجلوس دون قتال، وهنا نقول ان هناك مجموعة هنا وهناك من المتخاذلين الذين يقايضون مقاومة الاحتلال بخدمات قليلة او حركة مرورية هنا او هناك، او حياة خادعة تحت الاحتلال والتي تم تأجيل الانتخابات كجزء من هذا الوهم الذي اختلقه البعض، وفي المحصلة لن يكون هناك الا القوة التي تقلعهم من ارضنا مهما استمر الوقت او كان الرهان.

في معركة العرمة قبل سنوات، كنا دائما نتابع ما يصدر عن الاحتلال كما الان لقد كانت النية منعقدة على حب الاستيلاء لديهم وعلى الاستمرار في احتلال الارض ولكن مقاومة الاهالي لهم ادت الى غض الطرف منهم عن الارض، وهم يعلمون ان لا ارض لهم ولا مكان ولكن ان استطاعوا ان يسيطروا على الارض هنا او هناك فهم لا يتأخرون ولديهم موازنات بالملايين، ولكن ان وجدوا مقاومة وكانت تكلفة الامن كبيرة فان قوات الاحتلال يحاولون منعها بالقوة.

في المعركة الان الجارية على جبل صبيح، انها المعركة الاقوى والاصعب والممتدة، انتهت المرحلة الاولى من رحيل المستوطنين ولكن المعركة الاهم هو اعادت السيطرة البيتاوية كاملة على ارض الجبل وقمته، بغض النظر ان كانت منطقة عسكرية او غيرها كما يقولون وهو امر فاجا قوات الاحتلال ولم يتوقعوا ان تكون الروح النضالية لدى الفلسطينيين في بيتا وبدعم من كل المناطق هكذا، فمحاولة قلع المستوطنين بالقوة وهددوهم حتى اخلوها برضاهم في موعد محدد، وحتى اليوم لم يستطيعوا ان يقدموا أي مبرر للعودة، والرهان على الاستمرار وعدم السماح لهم بالعودة.

هي ثورات تحصل في كل الاوقات وهنا وهناك من ارض فلسطين تلتقي بها غزة مع بيتا، ويستمر النضال، ولن يهدا الامر الا برحيل الاحتلال عن ارض فلسطين، وسنستمر في هذا الحراك والانتفاضة والثورة حتى رحيلهم مهما كلف الامر، وان جميع اهالي فلسطين مدعون لإنهاء اتفاقات اوسلو والتنسيق الامني والعودة الى روح الانتفاضة الاولى حتى تحرير فلسطين، وانه نصر او استشهاد.