كريم يونس حر.. إنه صباح جميل تنفسنا به الحرية
تاريخ النشر : 2023-01-07 13:27

الصباح الذي نال فيه كريم يونس الحرية، هو صباح جميل.. صباح الفرح لكل الفلسطينيين وكل أنصار العدل والحرية والمساوة بين أبناء البشر، كل فلسطيني شعر بأنه قد أضيفت له قيمة جديدة، قيمة تحمل الفخر والثقة بالنفس والتحدي للجلاد. الشعب الفلسطيني افتقد هذه الفرحة منذ زمن، لذلك كانت حرية يونس هو شهيق عميق يأخذ فيه الفلسطيني أكبر قدر من أوكسجين الحرية يمنحه القدرة على الحركة والفعل والصمود.
اربعة عقود أمضاها يونس في ظلمة المعتقل الإسرائيلي، كان شابا بعمر 23 عاما عندما اقتحمت قوة من الشرطة والشاباك الإسرائيلي جامعة بن غوريون ليعتقلوه من مقاعد الدراسة، بتهمة انه فدائي فلسطيني أعرب عن غضبه المتراكم من سياسة التمييز العنصري، وعلى شارون الذي حاصر ثورة شعبه في بيروت، في 6 كانون الثاني/ يناير عام 1983 اعتقل كريم يونس، وفجر يوم 5 كانون الثاني 2023 (أمس الأول الخميس) اطلق سراحه ليعود الى فضاء الحرية. أربعون عاما كان يقدم خلالها يونس نموذجا للبطل الفلسطيني، لم يساوم على حريته، كان يقبض على الجمر، يتحدى السجان، واصل تعليمه وأصبح يعطي رفاقه الأسرى من علمه ويشرف على أبحاثهم ودراساتهم.
كل بيت فلسطيني في داخل الخط الأخضر، في الضفة والقدس وقطاع غزة، في الشتات، دخلته فرحة الحرية التي نالها كريم يونس. لقد احتل لسنوات طويلة لقب عميد الأسرى، هو أكثر من ذلك انه ملهم الأسرى على الصبر والصمود وعلى العلم والمعرفة، المعتقل ليس زمنا من فراغ أو عدم، انه زمن للانجاز الفردي، هكذا كان يرد ويقول كريم يونس لرفاقه الأسرى.
تصريحاته الأولى بعد الحرية جاءت قوية صلبة كلها أمل ووعد بالحرية الأكبر لكل الشعب الفلسطيني، لم يفلح السجان الإسرائيلي بكسر ارادته، لقد خرج ليعطي الآخرين شيئا من إراداته المتراكمة في التجربة القاسية، هو لم يلن بل ازداد صلابة، هو لم يرضخ بل خرج للحرية ومرفوع الرأس بعد ان أمضى كل محكوميته حتى آخر ثانية، وعندما خرج جاءت رسالته لشعبه لرفاقه الأسرى وطنية قوية.
ارتدى الكوفية الفلسطينية رمز الثورة الفلسطينية رمز الهوية الوطنية وخرج للناس للصحافة، ووضع نفسه على خارطة النضال الوطني الفلسطيني بحروف من نور. انه بالفعل صباح جميل.. لنترك الكلام ونذهب لنفرح ونحتفل.. اليوم يوم فرح واعتزاز وفخر.. شكرا لكريم يونس البطل الفلسطيني.