بحث

أخبار اليوم

يوم الارض

  • 13:17
  • 2014-03-30

تحل اليوم الذكرى الـ38 ليوم الارض في ظرف يشتد فيه الصراع بين المشروع الوطني والمشروع الكولونيالي الصهيوني، كل يسعى لتكريس خياره. القيادة الاسرائيلية تُّصر على لي عنق الحقيقة، وفرض روايتها الزائفة من خلال انتزاع اعتراف من الشعب والقيادة الفلسطينية بـ"يهودية" الدولة الاسرائيلية، وهو ما يعني نسف وشطب الرواية الفلسطينية من جذورها، وانتزاعها من تربتها التاريخية والوطنية في حين تسعى القيادة الشرعية لعمل مقاربة سياسية بين روايتها وحقها التاريخي في جزء من ارض الآباء والأجداد وبين الحل السياسي الممكن والمقيول وطنيا. 
لكن الاستجابة الفلسطينية لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لم تكن اعتباطية، انما نتاج قراءة موضوعية لطبيعة تعقيدات الصراع الدائرة منذ قرن مضى، ولاخراج شعوب المنطقة من دوامة العنف والحروب، وخلق ركائز للتعايش والسلام بين القوى المتصارعة لتنعم الشعوب بالسلم والتعاون. 
غير ان اسرائيل، التي قامت على أساس الرواية الصهيونية الغريبة والمتناقضة مع الواقع والتاريخ والحقائق، ترفض قيادتها الصهيونية المتطرفة حل الدولتين على حدود 67، رغم موافقة القيادة الفلسطينية على 22% فقط من أرض فلسطين التاريخية، الأمر الذي يعمق من طبيعة الصراع، ويزيد من اشتعال لهيبه، وتفتح بسياساتها الاستعمارية بوابات جهنم من جديد لتعيد قذف حمم الحروب على الشعوب كافة. 
وللأسف الشديد ان القوى الدولية المعنية برعاية عملية السلام منذ عشرين عاما خلت خاصة الولايات المتحدة لم تقم بواجباتها، وما زالت تراوح في مواقع المستجدي لاستحقاقات التسوية من قادة إسرائيل، مع ان الضرورة تملي عليها استخدام نفوذها واوراق القوة، التي تملكها لفرض خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 لانقاذ شعوب المنطقة والسلم الاقليمي والعالمي من الاستهتار واللامبالاة الاسرائيلية ومصالح اميركا وباقي الاقطاب الدولية في المنطقة. 
يوم الأرض يأتي ليعيد فيه الشعب الفلسطيني في كل تجمعاته التأكيدعلى تمسكه الثابت بالأرض والحقوق الوطنية، وعدم الاستعداد لتقديم أية تنازلات جديدة مهما كان حجمها، لا سيما ان ما وافقت القيادة الشرعية عليه تجاوز قرار التقسيم الدولي 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947، ولم يعد هناك اية إمكانية للتخلي عن شبر واحد ولا عن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بيوتهم واراضيهم على اساس القرار الدولي 194، ذلك القرار المقترن تطبيقه باعتراف الأمم المتحدة بدولة إسرائيل. 
يوم الأرض، الذي فجره ابناء الجليل والمثلث والنقب في الثلاثين من آذار 1976 من خلال رفضهم لمشاريع مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية، ودفاعا عن الحقوق الوطنية ومصالح الجماهير العربية في دولة الابرتهايد الاسرائيلية، كان محطة مهمة في معارك المواجهة مع المشروع الكولونيالي الصهيوني، الذي يواصل حتى الآن مخططاته العدوانية عبر مشروع برافر في النقب، ونهب المزيد من الأراضي الفلسطينية في الجليل والمثلث عبر سياسة الترانسفير وما يسمى بالتبادلية للسكان والأراضي، الذي يقوده ليبرمان وغيره من قادة إسرائيل الاستعمارية. 
ستبقى هذه المحطة عاما تلو الآخر عنوانا للدفاع عن المصالح والحقوق الوطنية ليس في الجليل المثلث والنقب، بل في كل الأرض الفلسطينية في القدس وعموم اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 67 في الضفة والقطاع. وما الفعاليات الوطنية المرافقة لاحياء الذكرى الوطنية ليوم الأرض إلا دليل متجدد على تمسك الشعب العربي الفلسطيني بحقوقه واهدافه الوطنية. 
[email protected]

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين