بحث

أخبار اليوم

المتشائلون .. والمصالحة

  • 17:14
  • 2014-04-26

«المتشائل» رواية للأديب الفلسطيني المبدع إميل حبيبي، وفيها يقع الفلسطيني متقلباً بين التشاؤم والتفاؤل، لا أحد يعرف كيف يلتف الفلسطيني منذ النكبة بعباءة التشاؤم أو عكس ذلك، هل هي الظروف، هل هي الأفكار والعقائد، هل هي طبائع الناس، هل هو الاحتلال، أم سقوط الأنا في ظلمات الاحتلال النفسي الداخلي. قصة المصالحة فعلاً قصة «تشاؤلية» إن جاز لنا التعبير... تصعد بك فجأة إلى أعلى قمم التفاؤل... ثم فجأة تجد نفسك في حفرة عميقة مظلمة تثير فيك تشاؤماً شبه مطلق... . منذ الانقلاب في العام 2006 وماراثون المصالحة لم يتوقف، مرّ في محطات عدة، في اليمن، والسنغال، والدوحة، ومكة المكرمة، والقاهرة... وفي كل محطة من هذه المحطات كانت العملية تبدأ بتفاؤل كبير وتنتهي بتشاؤم أكبر، لماذا؟ وكيف؟ ومن يقف وراء ذلك؟ وأسئلة كثيرة أخرى توصلك إلى التشاؤل، بمعنى انتظار المحطة القادمة. ثلاثة تصريحات توقفت عندها، وهي ربما بقدر ما فيها من التفاؤل الجاد فإنها تحمل بذور التشاؤم أيضاً، وبناء على ذلك نقول لنكن متشائلين فربما وصلنا إلى نهاية التيه المتمثل بالانقسام... . التصريحات الثلاثة هي أولاً تصريح رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي ومايسترو المصالحة منذ انطلاقتها الأستاذ عزام الأحمد... والذي ناشد الإعلام الفلسطيني أن يدافع بكل مقدراته عن هذا الإنجاز التاريخي وألا يضع العراقيل أمامه... والمتابع للإعلام الفلسطيني خلال الأيام الماضية يرى فيه قمة التفاؤل، سواء في الأخبار أو التقارير المنشورة عن اتفاق غزة أو المقالات الصحافية التي سادتها روح التفاؤل، وإن كان بعضها حذراً من النتائج... وهنا نقول إن الإعلام لم يكن هو السبب في يوم ما في عدم تحقيق هذه المصالحة... لكن التطورات الداخلية والإقليمية كان لها الدور الأساسي في التقدم أو التجميد أو التراجع، ولعل الأحمد أعلم بذلك... . إذن الإعلام مرآة الواقع، أما اللاعبون الأساسيون فهم أطراف المصالحة... المتمثلة بالقوى الفلسطينية الفاعلة وعلى رأسها حركتا فتح وحماس. التصريح الثاني كان لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي قاله فيه إن المصالحة لن تتم لأن الشيطان يكمن في التفاصيل؟! إذن إسرائيل وكعادتها ترى أن الفشل دائماً يكون في التفاصيل ولهذا سقطنا في امتحان أوسلو عندما تركنا التفاصيل للعموميات فأصبحت الضفة الغربية كقطعة الجبن السويسري. واليوم هل نترك اتفاق المصالحة ضمن إطاره العمومي... أم أن القضايا الصعبة والمعقدة ستحتاج إلى محطات أخرى عديدة من أجل إيجاد حلول لها.. هذا جزء من مشهد التشاؤم. لكن هناك جزء يظهر فيه التفاؤل واضحاً من خلال ما أطلق عليه «خارطة الطريق»، بمعنى وجود آليات وتواريخ محددة لإنجاز كل مرحلة.. نتمنى ألا نصل قريباً إلى التشاؤل في هذا الموضوع. التصريح الثالث للشيخ إسماعيل رضوان وزير الأوقاف في الحكومة المقالة، وربما هي المرة الأخيرة التي يستخدم فيها هذا المصطلح إذا ما تم تشكيل الحكومة الموعودة حسب الاتفاق.. الشيخ رضوان قال في خطبة الجمعة أمس، المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية.. كلام يغمرك بموجة من التفاؤل.. فما دام فريضة شرعية فلماذا لم تؤدها حركة حماس سابقاً ووضعت كل العراقيل أمامها، وهي بذلك كانت قد خسرت ثواب الدنيا والآخرة؟! أم أنها فريضة لا تجوز إلاّ بتوافق الطرفين، وبالتالي لحقت بالطرفين الأساسيين كثير من الخطايا والآثام، أي أنهما سارا في طريق جهنم مثلاً... والآن عادت العقول إلى العمل من جديد... إذن هو تفاؤل نتمنى أن يستمر وأن نتمكن من ردع الشيطان الكامن في التفاصيل، فهل نعيد نحت تساؤل الكاتب حبيبي إلى تفاؤل واقعي... أمامنا ستة أسابيع لا ستة أشهر؟!.

 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين