بحث

أخبار اليوم

أخطأ المفتي

  • 14:35
  • 2014-11-04

اقتراح، أو زلة لسان أدخلت "المفتي" في نابلس إلى دوامة التأزم والتعنت. فهو ببساطة ألقى في تُراب القارئين والمتابعين والمُهتمين بقال المفتي بذرة التشكيك والنفور تجاه أهل الداخل أو جزء منهم، مُعتبرا أن لذلك آثارا سلبية تنعكس في مناطقنا -الحديث عن "الضفة" -بسببهم داعيا لتقييد دخول حملة الهوية الزرقاء إلى المحافظات.

خطاب مُقترح، أثار عليه حديث الصحافة الفلسطينية، دون أن يستغل ذلك لتوضيح وتفسير موقفه الملتبس، ذاهبا لاستعداء وسائل الإعلام والإعلاميين الذين تواصلوا معه هاربا للأمام مُأزما الموقف، مُبررا أن ما قاله مجرد "اقتراح".

لعل مُفتي نابلس، في محاولته تلك يتجاهل – قصدا أو دونه – أنه شخصية عامة إن صرّحت بشيء يُحتسب عليها، وتكتيك التراجع – بهذا الشكل -لتقمص شخصية المواطن العادي الذي اقترح ما لا يُلْزِم، إخفاق آخر يضع "الشيخ" موضع المُساءلة في الأذهان  حول جديته، ومصداقية قوله وأسلوبه.

الرأي حين يُطرح في القضايا الحساسة من شخصية عامة لا يُباح بمنشور على صفحة تواصل اجتماعي في بضعة عبارات غير مُوضّحة ومخصصة ومُدققة نتائجها وانعكاساتها، وإن حصل عكس ذلك، يكون صاحب الرأي أما قاصداً أو جاهلا لا يليق بمنصبه، إلا من يتدارك تقديرا للناس الواثقين به بالاعتذار الواضح الصريح لا أن تأخذه العزة نحو التمادي والتناكف.

أخطأ المُفتي – دون الخوض في النية – إذ خصص الخطأ والصواب في مناطق دون بعضها، ومايز بين الجغرافيا الواحدة، واعتبر نفسه مُدافعا عن فئة مُختصما مع فئة أخرى ! أخطأ حين جرّد محافظات الضفة من طبيعتها حين يخطئ أهلها ويصيبون، يفسد بعضهم ويصلحون، وأن الآخرين فقط هم مصدر السوء كلهم أو بعضهم، بأسلوب غير مباشر لاستجلاب التأييد لموقفه.

أخطأ المفتي حين تجاوز المُشكلات التي يمارسها كثيرون من حملة الهوية الزرقاء في مناطق الضفة بحجة أن لا وصاية قانونية عليهم، إلى مثل هذا الاقتراح بدل أن يُطالب القانون والقائمين عليه لا غيرهم بترقيته، واستحداث نصوصه، جنبا إلى جنبٍ مع حملات التوعية في مواجهة السلوكيات السيئة.
أخطأ المفتي لما اعتذر لنفسه مُعتبرا أنه الصوابُ بحمله اللقب ذو الهالة المقدسة، وأن الآخرين إما ذوي أهواء مُنزّه هو عنها، أو أنهم المُغرضون متجاهلاً فتحه باب العنصرية منذ البداية ربما دون أن يُدرك، وإن كان كذلك فهذه مُشكلة أخرى.

مداراة ما حصل بالتبرير والالتفاف حول "آثاره" والتعنت برفع وتيرة العناد والمكابرة، تؤشر على تعالٍ مذموم، وعِزّة نفس – نتفهمها – دون قبول، وقصور لا يُبيح استمرار المُفتي في مكانه ومنصبه، وحبذا لو أدرك ذلك هو أو من "هم" أعلى مسؤولية منه

- See more at: http://zadnews.com/ar_page.php?id=1738adcy24349404Y1738adc&cat_id=4#sthash.ODCXSqXZ.dpuf

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين