بحث

أخبار اليوم

زيارة حماس لمصر .. إما العناق أو الطلاق..!

  • 14:25
  • 2016-03-14

من المبكر الحديث عن نتائج زيارة وفد حركة حماس للقاهرة فحتى اليوم الثاني لوصول الوفد لم يتحدث أي من أعضاءه لوسائل الإعلام ربما بطلب مصري فالغموض حتى اللحظة هو الحقيقة الوحيدة ولا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن تصل إليه مفاوضات، ربما هي الأكثر تعقيدا في تاريخ الحركة والتي تمتلك تجربة عسكرية كبيرة لكنها تفتقر لتجارب التفاوض.

كلنا يتمنى أن تنجح هذه الزيارة، والتوق كبير بعودة الوفد من العاصمة المصرية حاملا البشرى، كلنا ينتظر نجاحا يحدث اختراقا في ملف المعبر الذي أدى إلى اعتقال مليونين من البشر في هذه القطعة الصغيرة، فالمعبر هو نافذة الحياة الوحيدة التي انعدمت خلال السنوات الماضية بل وأدخل اغلاقه سكان القطاع في حالة من الموت السريري في العام ونصف الأخيرين منذ تصاعد استهداف الجيش المصري في سيناء وما رافقها من اتهامات لحركة حماس بالمشاركة فيها.

لكن فتح المعبر مرتبط بنتائج ذلك اللقاء الهام والذي يصفه البعض بالمحطة التاريخية لحركة حماس ستحدد شكل العلاقة مع مصر إما بالمصالحة وطي صفحة الخلاف وإما تسعيره إلى الحد الذي يمكن أن تذهب القاهرة بتحريض المحيط العربي لاعتبار حماس حركة إرهابية أسوة بحزب الله.. هذه الزيارة ليست تتويجا لمفاوضات سبقتها بل هي بداية استكشافية تعني بحث القاهرة عن إجابات لأسئلة ستقدمها حركة حماس.

اتهامات كثيرة ساقها الإعلام المصري في السنوات الماضية ضد الحركة الفلسطينية كانت حماس تراقبها باندهاش ونفي كبيرين  إلى أن وصل الأمر باتهامها بالمشاركة في اغتيال النائب العام وهو اتهام خطير وخصوصا بعد ما حدث لحزب الله وقد قرأت الحركة ذلك بما يعينه من تداعيات لتعجل في طلب الوصول للقاهرة لنقاش الأمر وتوضيح الموقف والاستماع للأدلة إن وجدت حسب مؤتمر وزير الداخلية المصري.

هل لدى مصر أدلة حقيقة ؟ وكيف ستتعامل بها حركة حماس ؟ تلك ستكون عقدة المفاوضات الدائرة، الجميع يتمنى أن تجيب الحركة ببراعة تمكنها من إثبات براءتها لأن في تلك البراءة ما يفك أسرنا ولكن ماذا لو لم تستطع الحركة تقديم إجابات مقنعة ؟ وبكل الظروف لا أحد يعتقد أن هذا اللقاء قادر على حسم خلاف كبير بين الحركة والدولة المصرية وقد يستمع كل منهم للآخر ويحتاج إلى مشاورات.

أوساط صحيفة وازنة في مصر تعتبر أن هذه الزيارة هي محطة مفصلية إما للعناق أو الطلاق ولكن يتحدد ذلك وفقا للإجابات التي ستقدمها حركة حماس للقاهرة التي لم تتوقف عن كيل الاتهامات وتخوض صراعا مع حركة الأخوان المسلمين وتعتبر أن حركة حماس جزء منها حتى اللحظة وتعتبر تلك الأوساط أن هناك أدلة لدى مصر عن بعض المغامرين الذين لا تعرف عنهم حركة حماس ولا قيادة كتائب القسام وفي تلك الإشارة التي تبرئ قيادة الحركة وكتائب القسام ما يحلق أجواء إيجابية في الحوار ولكن إذا ثبت ذلك كيف ستتعامل حركة حماس؟ هذا هو السؤال..

إذن من المبكر الحديث عن انفراجات مع بداية الجولة التي تصفها الأوساط الصحافية في مصر بالجولة الاستكشافية لكن المبشر أن اللقاء قد تم وأن الحوار قد بدأ بعد كل هذه القطيعة وما تبعها من تعذيب لأهل غزة وأن لوائح الاتهام التي ألقيت تباعا أصبحت على الطاولة يتم نقاش بنودها وأن كل الضوضاء التي أثيرت في الرأي العام المصري انحسرت في غرفة صغيرة لا أحد يقبل التدخل في شئون مصر ولا الاعتداء على مصر إذا تمكنت حماس من التعاطي مع هذه الجملة بحكمة فهناك ما يمكننا من التفاؤل.

الحوار في بدايته وهو حوار ملفات لا حوار معاتبات حوار تساؤلات لا حوار مجاملات .. إنها فرصة المرافعة التي يأمل الغزيون أن يتمكن الوفد الذي يمثل دور المحامي من التعاطي بذكاء  ..اذن هذا اللقاء يمكن ان يحمل ثلاثة سيناريوهات :

الأول أن يتمكن الوفد من اقناع القاهرة بنفي كل الاتهامات ويتبع ذلك انفراجة مهمة

الثاني اذا ثبت أن هناك غزيون متورطون بعمليات ضد الامن المصري أن تتعهد حركة حماس أن تحاكمهم كما يقتضي القانون وفي ذلك انفراجة جزئية

الثالث أن يثبت أن هناك متورطون وتتجاهل الحركة وتدير ظهرها وفي هذا خطر كبير عليها  ربما يدفع بمصر الى الذهاب للجامعة العربية لتكرار ما حصل لحزب الله

على حركة حماس أن تكون حذرة وتتعاطى بمسؤولية كبيرة لأن اللقاء مصيري وفرصة اما لانقاذها أو لاغراقها والجامعة العربية جاهزة للذهاب بعيدا لأن المعايير القديمة لم تعد قائمة .

[email protected]


فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين