بحث

أخبار اليوم

مركزية فتح بين الترهل التنظيمي والفشل القيادي

مركزية فتح بين الترهل التنظيمي والفشل القيادي

  • 14:34
  • 2016-06-04

صوت الحرية - رام الله

بقلم المحامي زيد الأيوبي

لعل سبر غور مثل هذا الموضوع الحساس يدخل في سياق المحرمات والكبائر التي قد تودي بالمتحدث في غياهب الجب خصوصا وأنت تتحدث أو تنتقد قيادات لها تاريخها وعرفت بنضالاتها التي لا ننكرها عليهم رغم انها أوصلتهم لمرحة النرجسية العمياء والأداء القيادي الشللي والاقصائي وعدم الاقتناع بان هناك من هم غيرهم في جماهير العاصفة بالمئات لهم تاريخهم وقادرون على قيادة الحركة وربما يمتلكون مهارات قيادية ومعرفية وشخصيات كرزماتية قد لا تقل عن ما يتمتعون به أعضاء المركزية الحاليين وربما يتفوقون عليهم، وهنا لا أعمم لكنه وللأسف التعميم يفرض نفسه بقوة الواقع ولن أقول إلا من رحم ربي ولن اعتذر عن إبداء رأيي لان ذلك حقي.

باعتباري جندي من جنود هذه الحركة العزيزة على قلبي ووجداني وكوني حريصا وغيورا على حركتي التي انتميت لها وآمنت بها واقتنعت بعرفاتيتها نهجا وسبيلا للنصر سأطرق باب واقع مركزية فتح العملاقة (والعملاقة هنا تعود على فتح فقط) من باب النقد البناء المفعم بالإيمان بالعاصفة ومبادئها وأدبياتها ودون خوف أو وجل من عتب أو غضب أي من أعضاء المركزية علينا ودون محاباة وبكل موضوعية , وفي هذا السياق وانأ لا أجيد هز الذنب احمد الله العلي القدير أن رزقي ودخلي الشخصي مرتبط بمشيئة الله وغير معلق على شرط رضا أي من منهم، سأخوض غمار التعبير عن رأيي وأنا مقتنع بأنه لا يقطع الرأس إلا من ركبه وما سينزل من السماء ستتلقاه الأرض ولست آبها بأي تهمة جاهزة قد يتهموني بها فهم ليسو فتحاويون أكثر مني حتى وان كانوا أصحاب قرار.

ومن باب التركيز أكثر على الفكرة التي تدور حولها مقالتي لا أريد أن استحضر تاريخ أعضاء المركزيات السابقة وقدرتهم على التأثير الوطني والحركي والثوري في وجدان الجماهير فهؤلاء لن يتكررون ولن يعودون ، لان كل شيء تغير فلا المرحلة التي عاشها ابو اياد هي ذاتها اليوم ولا التحالفات الإقليمية والوطنية والحركية التي عاصرها الكمالين هي ذات التحالفات ويافا التي كانت هدف ابو جهاد لم تعد الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه أي من أعضاء المركزية الحاليين مع الاحترام ولم يعد الكفاح المسلح هو لغة الحوار مع المحتل فكل شيء تغير وامسينا وامست فتح ومركزيتها أمام واقع حركي وجيو سياسي جديدين سواء بالفرض أو بالسنة .

للاسف مقتل حركة فتح في نرجسية اعضاء مركزيتها الذين يؤمنون بان الله خلقهم وكسر القالب بعدهم وليس هناك في فتح غيرهم قادر على القيادة والريادة فوصفهم مقطوع والعاصفة عاقر وغير قادرة على إنجاب أمثالهم أو حتى أشباههم وهم دائما على حق ويمتلكون الحقيقة والخميرة وغيرهم إما لا يفقهون أو محسوبين على أشخاص أو تيارات مناوئة وأحيانا طابور خامس حسب واقع الحال وملابسات الخلاف وجرأة النقد وواجب علينا أن نستوعب ذلك ونؤمن به ولا نحاول الاعتراض عليه او النقاش فيه لان ذلك يجافي المنطق ومبادئ الديمقراطية ويمثل انتهاك لثوابت تاريخهم النضالي المجيد واعتداء على الحركة ومخالفة لمبدأ نفذ ثم ناقش فالقول الفصل ما يقوله عضو المركزية المفدى ودونه العدم والمسوخ .

فقط ولتحقيق الغاية من المقال ولنفض الغبار عن الفكرة المحورية التي حولها يدور الحديث ، يمكنني ان اطرح السؤال التالي : هل كنا سنخسر انتخابات بيرزيت مثلا لو ان ابا جهاد لا زال حيا ولم يستشهد؟؟؟ ....... قطعا لا. لماذا؟؟ لا شك ان حركة فتح الآن على مفترق مصيري خطير ، إما أن تبقى هذه العملاقة وإما تتراجع وتندثر ، ومن يعتقد في قرارة نفسه ان العاصفة غير مستهدفة بكل أنواع المؤامرات الإسرائيلية و المحلية والإقليمية والدولية يكون أمي في علم السياسة وغير قادر على فهم رأسه من قدميه ، إن المتربصين بالعاصفة وتطلعاتها موجودين في كل مكان وهم أقوياء ويستغلون كل هفوة لأي فتحاوي من الجندي أمثالي إلى القيادي في الصف الأول والتجارب التي تؤكد قولي كثيرة ولا تخفى على احد. وفي هذا المقام لا بد من التذكير بان العاصفة لم تعد هي الفصيل الاوحد والوحيد الذي يقود ويرود ويؤثر في توجهات الجماهير الفلسطينية خصوصا وان خصما سياسيا قادرا ومقتدرا على منافسة فتح في كل المواقع هو حماس المسيطرة على القطاع بقوة الامر الواقع وخزعبلات استخدام النص الديني المسيس والذي يجد من يطربون له وهم ليسوا بالعدد القليل وغير جائز الاستهانة أو الاستهتار بهم .

كما اننا لا نستطيع تجاهل تأثير أداء بعض الجهات والشخصيات في السلطة الوطنية والتي تنعكس سلبا على سمعة حركة فتح وتأثر في القناعات الفكرية والسياسية عند الجماهير وخصوصا في ما يتعلق في تقرير التأييد لفتح أو غيرها ، أنا مقتنع بان أداء السلطة وأجهزها وشخصياتها وموظفيها ينعكس على العاصفة سلبا أو إيجابا باعتبارها هي الفصيل الحاكم وصاحب النفوذ في هذه السلطة ولكم أن تختلفوا معي إن شئتم في هذه الحيثية لكني مع احترامي لرأيكم مصر على رأيي ومؤمن به.

إن الظروف الموضوعية التي تعيشها الحركة وحجم العبء الضخم الذي تتحمله نتيجة لانسداد الافق السياسي واستمرار الانقسام والوضع العربي الازماتي ونرجسية أعضاء مركزية أم المشروع الوطني وفشلهم الذريع في توحيد صفوف الحركة وتصليب عود الاطر التنظيمية لاخراجها من حالة الترهل العميق والمتزامنة مع حالة الإحباط واليأس وخيبة الأمل التي تسكن نفوس أبناء الحركة على امتدادها في الوطن والخارج وانتشار ظاهرة الحردانين والغاضبين والمغضوب عليهم وتكريس واقع الشللية والمناطقية والمحسوبيات واستمرار صراعات مراكز القوة الحركية والخلافات الشخصية بين اعضاء المركزية وقيادات مؤثرة في حركة فتح والنفس البطريركي الذي يسيطر على أعضاء المركزية وقيادات الصف الأول كونهم الافهم والأكبر منا جميعا ودونهم المسوخ ، ولا أريد أن انزلق لمستوى ذكر الاسماء والمسميات والصفات لأنني لا أتحدث عن شخص محدد أو أمور مخفية وخافية على احد ولا أبوح بسر غير معلن فالقاصي والداني والكبير والمقمط في السرير يعرف جيدا عن أي واقع نتحدث . 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين