بحث

أخبار اليوم

«التبريد العميق» طريقك إلى الحياة الأبديَّة

أمل لمرضى " الموت الدماغي"
  • 15:00
  • 2016-06-12

صوت الحرية- رام الله

لا بد أنك سمعت من قبل مصطلح «ضع أعصابك في ثلاجة» أو كما يقولون في التعبير الإنجليزي الدارج «!Stay Cool» كي تحافظ على صحتك وهدوئك. لكن يبدو أن هذا التعبير المجازي يحمل من الحقيقة أكثر مما نعتقد!

ففي السنوات الأخيرة ظهرت تقنية تَعِد الراغبين بحياة أبدية؛ وذلك عن طريق تجميد أجسادهم. ومع أن أمر البقاء في سبات قارس البرودة لأمد غير معلوم لا يبدو مثيرًا للحماسة؛ إلا أن بعض الأشخاص قد يلجئون لهذه التقنية خوفًا من الموت ورغبةً في الخلود، وحبًا للحياة، أو أملًا في أن يسفر المستقبل عن علاج لأمراضهم، ولا سيما تلك التي عجز الطب عن إيجاد علاج لها. وربما فضولًا تجاه المستقبل، وما يحمله من تقدم وازدهار.

مشاهير جمدوا أجسادهم أملًا في الخلود

خضع العديد من المشاهير بعد وفاتهم لتجميد جثامينهم بواسطة ذويهم، أو بناء على رغبتهم ووصيتهم أثناء حياتهم. ومن أبرزهم
»هال فيني» المتوفى عام 2014؛ وهو رائد صفقات عملة البيتكوين Bitcoin»»، فبعد صراعه مع (مرض التصلب الجانبي الضموري) لمدة 5 سنوات؛ طلب قبل وفاته حفظ جثته لدى (مؤسسة ألكور لتمديد الحياة) «Alcor Life Extension Foundation».

بالإضافة إلى أسطورة البيسبول «تيد وليامز» الذي حُفظ كلٌ من رأسه وبقية جسده بشكل منفصل في خزان أسطواني من الصلب مملوء بالنيتروجين السائل.

لم يقتصر الأمر على المشاهير، فقد انضمت «كيم سوازي» إلى القافلة التي تضم بضع مئات ممن جرى تجميد أجسامهم على أمل أن يتم «إحياؤهم» في المستقبل. فبعدما اكتشفت كيم إصابتها بسرطان الدماغ؛ كتبت في عيد ميلادها 23 تسأل متابعي موقع «ريديت» عما ينبغي عليها فعله في الأشهر القليلة المتوقعة حتى وفاتها.

تلقت كيم آلاف التعليقات التي كان منها أن تقوم بحفظ جسمانها بتقنية التبريد أو التجميد العميق«Cryonics» . فنظمت حملة لجمع التبرعات، وبمساعدة بعض رواد الموقع لها ماديًا بجانب المساهمات السخية من الجمعيات الخيرية؛ تمكنت من تأمين المبلغ الكافي لتجميد جثتها، أملًا في أن يجد العلم علاجًا لمرضها في المستقبل.

رائد تقنية التبريد يجمد والدته كأول «مريضة» له

رائد هذه التقنية؛ ففي عام 1964، كتب إيتنغر كتابًا بعنوان «آفاق الخلود»، والذي قدم لأول مرة فكرة ممارسة أو تقنية التجميد العميق. وفي عام 1976 أسس معهد تقنية الحفظ بالتبريد. لتصبح والدة إيتنغر أول «مريضة» بهذا المعهد.

وهذه التقنية هي وسيلة أو ممارسة لتبريد الكائنات الحية في أقرب وقت ممكن بعد الوفاة. ويُجرى خلالها تبريد الجسم سريعًا لدرجات حرارة أقل من -130 درجة مئوية؛ للحد من ضرر الأنسجة وعمليات التحلل. ومن ثم وضع الجسم في النيتروجين السائل؛ ويبقى الجسد مجمدًا لوقت طويل غير معروف مدته على وجه التحديد!

جمد نفسك من أجل حياتك الأبدية

 

تستخدم هذه التقنية بالفعل على نحو متزايد لحفظ عينات من الخلايا والأعضاء والأنسجة البيولوجية. شملت هذه العينات «حشرات كاملة، وأسماك الأنقليس، وأنواع عديدة من الأنسجة البشرية» بما في ذلك أنسجة المخ والأجنة البشرية التي نمت في وقت لاحق إلى أطفال أصحاء، بالإضافة لعدد من الأعضاء الثديية.

 

وتُحفظ كل من هذه العينات في درجة حرارة النيتروجين السائل؛ من أجل إيقاف تحلل الأنسجة، ومن ثم إنعاشها مجددًا.

جثث متجمدة بانتظار إحيائها في المستقبل

تشوب هذه التقنية الكثير من المخاطر فمن المعروف أن معظم مكونات خلايانا من الماء، وبالتالي عند تجميدها؛ يزداد حجم الماء وتفجر كريستالاته أغشية الخلايا. لذا تستبدل سوائل الجسم بمادة أخرى يُحقن بها «المريض» لمنع الجليد من التشكل في عملية تسمى التزجيج «vitrification».

إلا أنه حتى باستخدام أفضل أساليب الحفظ بالتبريد cryopreservation» » لكامل الجسم أو المخ؛ تتسبب هذه التقنية في تلف لا يمكن عكسه باستخدام التكنولوجيا الحالية. لذا يعقد العلماء آمالهم على تكنولوجيا المستقبل لإصلاح أو تجديد الأنسجة التالفة أو المفقودة.

علاوة على ذلك، لا يعرف العلماء كيف سيتم إيقاظ تلك الأجساد بعد تجميدها، فهو متروك لما ستحمله تقنيات المستقبل القريب أو البعيد.

أمل جديد لضحايا الموت الدماغي

على الجانب الآخر يرى علماء التجميد أنه ليس من الضروري أن يكون الدماغ نشطًا بشكل مستمر من أجل البقاء والحفاظ على الذاكرة. فوفقًا لتقنية التبريد العميق؛ لا يعتبر الخاضعون للتجميد أمواتًا، وأنه بواسطة قواعد الفيزياء يمكن استعادة معلومات الدماغ مرة أخرى.

مفهومٌ جديد للموت

وبناء على ذلك يشيرون إلى أنه يجب إعادة تعريف الموت بوصفه «فقدان الدماغ لمعلوماته بشكل لا يمكن عكسه، وليس عجز التكنولوجيا الحالية عن إحيائه».

إلا أن هذه الأقوال التي تخالف الإجماع السائد بين أوساط العلماء تثير جدلًا طبيًا وأخلاقيًا حول مفهوم الموت الدماغي والتبرع بالأعضاء، وما يمكن أن يسمى بإعادة إحياء الموتى.

المؤيدون: «نرى ذلك امتدادًا لطب الطوارئ؛ فنتدخل عندما يعجز الطب التقليدي عن علاج المريض».

إلا أن مؤيدي هذه التقنية يقولون أن الطب يتطور على نحو أفضل باستمرار. فأولئك الذين يموتون اليوم يمكن إيجاد علاجهم غدًا .

على سبيل المثال، تصور أنك كنت تسير في أحد الطرقات، وإذا بشخص ما يفقد وعيه وينطرح أرضًا متوقفًا عن التنفس. ما يمكن تقديمه للمريض في هذه الحالة هو إعطاؤه إنعاشًا قلبيًّا رئويًّا؛ إلا أنه قبل50 عامًا كان الناس سيظنونه ميتًا وحسب.

فلم نكن نعرف حينها ما نعرفه الآن. لذا يرى داعمو هذه الممارسة ضرورة السماح لهذه التكنولوجيا التقدمية بإصلاح هذه المشكلة. وأنه يمكن لهذه التقنية ردم الفجوة بين طب اليوم والغد.

 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين