صوت الحرية- رام الله

بقلم: المحامي زيد الأيوبي

طالعتنا وسائل الاعلام قبل ايام معدودة بالحديث عن ضبط خمسة عشر طنا من الدجاج الفاسد في مدينة طولكرم، والتي استوردها بعض التجار الفلسطينيين من دولة الاحتلال ( اسرائيل)، حيث تبين لجهاز الضابطة الجمركية وبعد عملية بحث وتحري وتعقب عسيرة ودقيقة ان كميات الدجاج هذه فاسدة وغير مطابقة للمواصفات الفلسطينية .

لقد تحدث الجميع في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه الواقعة الكارثية التي تستهدف المواطن والمستهلك الفلسطيني مقابل حفنة شواكل قد يجنيها تجارا يفتقدون لابسط معاني الضمير، ويستحقون عقوبات رادعة لهم ولغيرهم حتى لا يتكرر فعلهم الاجرامي،هذا انصافا للمستهلك والاقتصاد الفلسطيني المستهدف من قبل دولة الاحتلال لغايات ابقائه ضعيفا هشا لا يقوى على منافسة البضائع الاسرائيلية.

لقد كانت اهم حالة فساد للدجاج والمواد الغذائية بشكل عام في الايام الاخيرة، لكن انصافا للدجاج ولكل الطيور الفسادة التي تم ضبها او لو لم يتم فانني اجد ان سؤالا مهما يطرح نفسه بقوة ونحن نتحدث عن فساد الدجاج الملعون ، هل الفساد يتوقف عند دجاج طولكرم فقط ؟؟، ام ان الفساد ابعد من الدجاج وكل انواع الطيور وما فساد الدجاج الا نقطة في بحر فساد الحيتان الواسع؟؟.

لاشك ان طرح قضية فساد الحيتان والخوض فيها قد يجابه بشيء من انتقادات الذين يعملون مع الحيتان التي تكرشت بطونها واستباحت حقنا في توفير كل الضمانات لحماية المستهلك من الحيتان والتي وان كنا نعلم من استورد دجاج طولكرم الفاسد الا اننا لا نعلم كيف وصلت الحيتان الفاسدة الى الاسواق الفلسطينية .

وفي اعتقادي ان فساد الحوت اخطر من فساد الدجاج وان هذا الحوت ورغم وجود قوانين فلسطينية حديثة ورادعة لمعاقبة الحوت على فساده وحماية ضحايا الحوت الا ان هذه الحيتان لا زالت تصول وتجول في الميدان الفلسطيني، فالحوت هو ملك المائدة الفلسطينية حتى ولو احضرت مليون طن من الدجاج الفاسد يبقى الحوت هو الافسد لكنه الاقوى والاقدر على الاستمرار في ظل التركيز على ملاحقة فساد الدجاج .

وفساد الحيتان متنوع وهو اشكال والوان وقد يكون له من يحميه ويستفيد منه لكنه للحقيقة تراجع وانحسر، الا انه يبقى موجودا بشكل او باخر ومن يحارب الحيتان وفسادهم قد تربطه بهم مصالح وقرابة تبقي الحوت بفساده موجود وقادر على الافلات من العقاب لابل قد يكون الحوت هو صاحب القدرة على العقاب والثواب وستجد الجميع يتملق للحوت لكسب وده ويبقى هو يتغنى ببطولاته في اعماق بحر العرب فهو صاحب التاريخ ومحقق الانجاز ومالك الاعجاز وغيره مسوخ .

و أنشأ الفلسطنييين هيئة لمكافحة فساد الحيتان ونصبوا على راسها شخصية فلسطينية وازنة لها احترامها وتتمتع بالمصداقية وجندت نفسها لمحاربة الحيتان حتى قبل توليها منصبها ، هذه الهيئة الهامة وان كانت انجازا كبيرا فقد عملت وتعمل كثيرا على محاربة ومعاقبة اطنان من الحيتان الفاسدة اذا ثبت فسادها في المختبر، واستطاعت استحضار متهمين من الخارج لديهم شبهة فساد قد يودي بالمستهلك واحلامه في غياهب الجب.

ونقول انه وان ساعد انشاء هيئة خاصة لمكافحة فساد الحيتان على تراجع الفساد بنسبة كبيرة نتيجة لارساء اليات الرقابة وانشاء محاكم خاصة بالفساد وهو ما نستجليه من التقارير الفلسطينية والدولية حول هذه القضية لكن في اعتقادي ان عمل هيئة مكافحة فساد الحيتان لازال غير كافيا مع الاحترام ومحبتي لهذه الهيئة وكادرها لان نشاطها وعلى ما يبدو لازال يقتصر على محاربة فساد الطيور فقط. اما الحيتان فالواضح اننا بحاجة لقدرة الاهية للتخص منهم ومن فسادهم لذلك اقول ان الفساد لا يتوقف على فساد دجاج طولكرم ولنا الله يا حيتان.