بحث

أخبار اليوم

مؤتمر فتح ..حضور حماس وغياب المصالحة ..!

  • 18:10
  • 2016-12-01

 

قدر من التفاؤل بدأ يتسرب للحالمين بمصالحة أصبحت صديقة المستحيلات الثلاثة في الحالة الفلسطينية التي بات واضحا أنها استقرت عند هذا الانقسام ، هذا التفاؤل مرده مشاركة حركة حماس لأول مرة في مؤتمر حركة فتح والقائها خطاب أمام هذا التجمع الفتحاوي الذي ضم أصحاب القرار في الحركة فبات السؤال المنطقي أمام هذا القدر مما يبدو أنه تقارب هل نحن أمام مصالحة ؟.

الحقيقة أننا اعتدنا على غزل بين الفصيلين ذهب منذ سنوات أبعد من تلك الطقوس البروتوكولية فقبل شهر كان هناك اجتماعاً على مستوى القمة بين الفصيلين في قطر وهو اجتماع أكثر جدية ، كان يمكن أن يناقش بهدوء قضايا لا يتم نقاشها في المجاملات وعلى العلن،  ومن تابع سيل اللقاءات التي كانت تسبق جولات الحوارات العبثية بين الجانبين على امتداد السنوات الماضية كيف كانت مفعمة بالعواطف الجياشة والعناق الأخوي والقبلات يدرك أن ما يظهر من مجاملات لا يعكس حقيقة العلاقة القائمة بل يعكس حقيقة المصالح القائمة ليس مصالح الناس بل الفصائل.

لا ينبغي المبالغة في حضور حركة حماس مؤتمر فتح أو الاعتقاد أن هذا الحضور سيشكل مقدمة لتوافقاً  وطنياً غاب لسنوات بفعل صراعاً مريراً على السلطة بات واضحاً أنه لم ينته بعد فما لدينا مجرد سلطة صغيرة يقتطع الاحتلال معظم صلاحياتها وما يتبقى ليس كافياً لارضاء الجميع.

وبغض النظر عن الخلاف القائم بين السلطة وعمودها الفقري حركة فتح ومن جهة وبين حركة حماس من جهة أخرى الا أن الأخيرة  ذهبت لحضور مؤتمر فتح دون تردد فهي فرصة لأن تنفي عن نفسها صفة الانقلاب التي ألصقت بها منذ عام 2007 فهل تتم دعوة انقلابي لمؤتمر سلطة شرعية مثلاً؟ بالقطع لا..، وبالفعل تلقت تلك المكافأة عندما اعتبر الرئيس أبو مازن أن ما قامت به آنذاك هو مجرد أحداث ...ولكنها أية أحداث؟؟

الجانب الآخر في حضور حركة حماس للمؤتمر هو أنها وفرت لها فرصة لمخاطبة هذا التجمع الفتحاوي الكبير وعرض رؤيتها للمصالحة بل والقاء الكرة في ملعب حركة فتح عندما جاءت كلمة رئيس المكتب السياسي لتظهر الاستعداد العالي من قبل حركته للمصالحة والشراكة الوطنية في المؤسسة وفي القرار.

لكن الأهم من ذلك أيضاً أن حضورها وفر لها فرصة لعرض نفسها أمام هذا القدر من الوفود العربية والدولية التي لا تقيم علاقات مع الحركة بل أن بعضها من الدول العربية يضع حركة حماس في خانة معادية كامتداد لحركة الاخوان المسلمين،  انها فرصة لتقول أمامهم "أننا جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية بل  ونسعى الى شراكة مع الكل الوطني وأننا حركة تحرر وطني"،  وهي فرصة للحديث أمام ممثل الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وتقديم الحركة بالصورة التي تريدها.

المصالحة أكثر تعقيداً مما نعتقد ويبدو أن الفصائل أدركت ذلك وفهمت أن ليس بامكانها تحقيق تلك المصالحة،  ويبدو أنها رأت أن من الأفضل أن يتوقف البحث في هذا الملف الذي استنزف عقداً من العمل بلا أي نتيجة لكننا أمام نتيجة جديدة وهي أن حركتي فتح وحماس توقفتا عن الاشتباك الاعلامي وهذا تقدم على الأقل مع بقاء الوضع كما هو عليه،  غزة في واد والضفة في واد آخر،  الانقسام يتعزز والوضع يصبح أكثر استقراراً فليكن ذلك ولتكن بينهما علاقات طبيعية في ظل هذا الاستقرار،  لا شيء مهم ، هذا الشهر سنحتفل بانطلاقة حركة حماس وبالتأكيد سنستمع ربما كلمة لحركة فتح بمجاملة رقيقة وابداء استعداد عالي للشراكة هذا اصبح جزء من السيناريو العبثي ،سيقال كلاما جميلا فكل شيء وارد شريطة بقاء الانقسام.

منطق الأشياء يقول أن المصالحة هي أول الضرورات بعد انتهاء مؤتمر حركة فتح للذهاب نحو انتخابات وطنية عامة فلا يجوز للفصائل أن تجدد نفسها دون تجديد للسلطة واستمرار مؤسساتها التي  انتهت فيها كل الشرعيات،  فتلك تؤكد تهمة أن الفصائل تستطيع أن تقيم ديمقراطية ان كانت في مصلحتها لكن عندما تتعلق المسألة بمصالح الناس يختلف الأمر وعلى الفصائل أن تنفي تلك التهمة..!!!

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين