بحث

أخبار اليوم

خطر أميركي داهم ..!!

  • 12:55
  • 2016-12-20

بتعيين اليهودي ديفيد فريدمان رئيس رابطة أصدقاء مستوطنة بيت أيل سفيراً للولايات المتحدة في اسرائيل تتضح الصورة أكثر بعد الحديث الجاد عن نية ادارة ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس صورة العلاقة مع الفلسطيني وعلى الجانب الآخر علاقة ادارة ترامب بالرائحة اليمينية التي تنبعث من اسرائيل فالسفير الجديد لا يعترف بالشعب الفلسطيني وهو داعم كبير للمشروع الاستيطاني و من أشد مؤيدي نقل السفارة التي أحجم كل رؤساء الولايات المتحدة السابقون عن تنفيذه فهل أرسل ميلر لهذه المهمة.

مع كل أسبوع جديد تتضح أكثر معالم ادارة الجمهوريين القادمة ، حتى الآن بات من شبه المؤكد حوالي عشرون اسماً معظمهم من الجنرالات ورجال الأعمال الذين لم يشغل أي منهم أي منصب سياسي سابقاً كما الرئيس نفسه والقاسم المشترك في الجنرالات ورجال الأعمال أن هؤلاء أقرب للحسم والقرارات السريعة في مواقفهم على غير ما تطلبه السياسة من أعصاب باردة ومفاوضات هادئة.

هذا مدعاة للقلق فلسطينياً مع ادارة قومية متطرفة وسريعة الحسم وفقاً لتركيبتها وقريبة من الرواية الاسرائيلية يعتبر أهارون ميلر عينة تمثيلية لها هذا يعني أن الفلسطينين أمام مرحلة ليست سهلة في العلاقة مع اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ففي اللحظة التي فاز فيها ترامب للرئاسة قام المشرفون على موقع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية "أيباك" برفع حل الدولتين من على الموقع ويعتبر أيباك واحداً من الأذرع المؤثرة على السياسة الأميركية وخصوصاً فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

أمام هذا الوضع الذي ينذر بمأزق يضع السياسة الفلسطينية التي راهنت على الحل من خلال المفاوضات في مأزق شديد وليس من المبالغة القول أنه يأخذ بيدها نحو نهاية طبيعية لها مقدماتها التي اتضحت منذ مارس 2014 عندما قلب نتنياهو الطاولة في وجه جون كيري نهاية تجربة مفاوضات الأشهر التسعة وبات واضحاً أن ادارة ترامب أقرب لتأبين المسار منه لاعادة احياؤه أو حتى لو أعادت احياؤه في ظل التعينات التي نشهدها وتفهم الموقف الاسرائيلي فان ذلك يعني نهاية أسوأ بتحميل الفلسطينين مسئولية فشل عندما تقدم لهم موقف ورؤية يمين اسرائيل مغلفاً بثوب أميركي مكشوف.

والسؤال ماذا لدى الفلسطينيين من سياسة أمام هذا المأزق،  أعتقد أن لا أحد يملك الاجابة كالعادة لأن السياسة عندنا تقوم على ردات الفعل وليس الفعل ويتضح المأزق أكثر في ظل انهيار عربي هو الأسوأ منذ عقود وانشغال الدول العربية بمآسيها وغياب أي دور للجامعة العربية ولجان المساندة للفلسطينين ومنها اللجنة التي تشكلت دعماً لعملية التسوية،  يأتي ذلك متزامناً مع وضع فلسطيني هو الأسوأ منذ نكبة 48 حيث يعيش الفلسطينيون حالة من الانقسام الذي عجزوا عن انهاؤه وبات جزء من المشهد الفلسطيني الثابت واستمرار الخلافات وسيطرتها على المشهد الفلسطيني.

ويأتي أيضاً في ظل تآكل تراجع المؤسسات الفلسطينية التي باتت أشبه بهياكل قشرية فالمجلس التشريعي معطل ولا انتخابات تجري في الأراضي الفلسطينية والذين تم انتخابهم منذ سنوات طويلة دخلوا في سبات عميق ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنظمة التحرير تبدو أشبه بجثة هامدة بلا فعل ولا برنامج  عمل لم يتبق منها سوى لجنة تنفيذية تأخذ اجتماعاتها طابعاً رمزياً ليس أكثر وبات التراجع والاحباط هما السمة السائدة في المشهد الفلسطيني في ظل انعدام الأمل في اعادة هيكلة المؤسسة وتجديدها وتجديد شرعيتها.

نحن أمام خطر داهم لا تجدي معه نفعاً كل الأحاديث عن الدبلوماسية والشرعية الدولية والعدالة فقد استهلك هذا عقوداً طويلة من عمرالفلسطيني وانتهى الى ما انتهى اليه من تآكل للمشروع الوطني وتقدم حقيقي للمشروع الاسرائيلي،  تآكل يومي للأرض المفترضة للدولة الفلسطينية وبات حل الدولتين التي أطلقت اسرائيل عليه رصاصة الرحمة بحاجة الى شهادة وفاة رسمية ولا يفترض بالفلسطيني أن ينتظرها خاصة أنه يعيش يومياً تأكيد تجربة هذه الوفاة.

ما العمل اذن؟ ان استمرار المراوحة في المكان والبقاء قيد الانتظار يعني المساهمة في اهدار مزيد من الوقت والأرض والدم دون جدوى فهذه الحالة وقد ثبت بالتجربة أن نتائجها الملموسة على الأرض لم تكن مطلقاً في صالح الفلسطينيين، اذن نحن بحاجة الى تجهيز ما ينبغي من  المصدات السياسية والمضادات الوطنية القادرة على تحصين مشروعنا الذي دفعنا ثمناً يكفي لاقامة الدولة لو كانت ادارة الارادة الفلسطينية مختلفة عما نشهده من اضاعة للوقت في خلافات فلسطينية ليست سوى تعبير عن صراعات السلطة في أكثر الأوقات حرجاً بالنسبة للفلسطينين.

هل يمكن ذلك؟ الشعوب لا تعدم الوسيلة فأمامنا تجارب التاريخ الطويلة التي تمكنت الشعوب البسيطة والفقيرة من نيل حريتها ولكنها وضعت برنامجها الموحد والاستراتيجي وسارت عليه بادارة خالية من النزعات الذاتية والصراعات فالشعوب الحرة دائماً أقوى من الاحتلال ولكن  هناك شروط للتحرر ، الفلسطيني أكثر عبثاً بمصيره وليس هكذا تحرر الأوطان نحن أمام خطر حقيقي،  والتصريحات تقول أننا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين