بحث

أخبار اليوم

حكومة الحمد الله .. النقد وليس النقض

  • 16:59
  • 2018-12-03

حكومة الدكتور رامي الحمد الله، حكومة الرئيس محمود عباس، حكومة الوفاق الوطني، وهي الحكومة التي تحمّلت وتتحمل كل هذه الأعباء المتلاحقة، عبء شراسة الاحتلال، وعبء انعدام التسوية، وعبء التنمية المجتمعية التي تتم في أضيق الظروف، وعبء تهديديات من الأصدقاء والإخوة والأعداء، وعبء الهجوم من الأقربين والأبعدين، هي الحكومة التي يطالبونها بفعل المعجزات دون أن يُقدّم لها أي شيء.

حكومة الدكتور رامي الحمد الله، ورغم كل التحديات والعقبات والخصوم والأعداء، تحاول أن تجعل من المؤسسة الفلسطينية مؤسسة مرنة، ناجعة، عصرية، شفّافة، قادرة، وتتعامل مع معظم التحديات، وتحاول هذه الحكومة أن تؤسس للدولة وتقاليدها وطقوسها ورمزها، وتحاول أن تحسّن من حياة الإنسان الفلسطيني، لتجعله أكثر قدرة على الصمود.

حكومة الحمد الله، وبأمر وإشراف كامل ودقيق من سيادة الرئيس محمود عباس، تدير قطاعاً فيه مليوني إنسان فلسطيني محاصر وخائف، ويكاد ينفجر بأزماته، هذه الحكومة تدعمه وترعاه وتحميه وتقدم له كل ما باستطاعتها، رغم تشابك المصالح وتعقيد المشهد وتداخل الدول ومطالبها، حكومة الحمد الله لم تتخلى ولن تتخلى عن دورها ووظيفتها والتزامها بأن تقدم لهذا القطاع كل ما تستطيع، رغم اختطافه ورغم سلطة الأمر الواقع، التي تقوم عملياً بالضغط على هذا القطاع إلى درجة الخنق.

وإذا كانت حكومة الحمد الله تقوم بكل ذلك، بأمانة ودقة واقتدار، فإن حديث بعض المتعجلين أو الذين لا يقرأون الواقع جيداً، تبدو أشبه بالمطالبات الصبيانية.

يجب القول بكثير من الصراحة أن عمل حكومة الحمد الله عمل صعب، على المستوى السياسي واللوجستي، فالانقسام والحصار والضغط والتهديد وكثرة الجبهات، يجعل من عمل هذه الحكومة أشبه بالمعجزة.

فما بال بعض المتعجلين يريدون تغيير أو هدم أو تشويه هذه الحكومة، ليس لسبب سوى أنهم ليسوا فيها أو لا يشاركون بها، أو لأن الدكتور رامي الحمد الله لا يخضع للابتزاز.

وبعيداً عن هؤلاء، فإن هجوم متحدثي حركة حماس وناطقيها وشخوصها ورموزها الذين يفتحون النيران على هذه الحكومة، يبدو جنوناً مطبقاً أو غباءً مطلقاً أو كلا الأمرين.

فهؤلاء – يعرفون أو لا يعرفون – أن المخاطر كبيرة وكثيرة، وأن صفقة القرن لن تطبق إلا إذا ظلّ الانقسام قائماً، ولن تُفرض إلا إذا ظلّ أمثالهم يهاجمون هذه الحكومة، إن متحدثي حركة حماس وناطقيها وشخوصها ورموزها الذي يتهمون هذه الحكومة بما يتهمونها به، إنما يقدمون خدمة لأولئك الذين يريدون أن يقيموا دولة في غزة وحدها، وليعرف متحدثو حركة حماس أن كثيرين في المنطقة العربية وغيرها لن يمنعوا ولن يواجهوا صفقة القرن، إن لم يدعموها بالصمت أو بالدعم العلني والسري، لذلك فإن مهاجمة هذه الحكومة هو نزع للشرعية الفلسطينية وإضعاف للموقف الفلسطيني وتعزيز للانقسام الذي لن يؤدي سوى للانفصال.

وليس هذا فقط، فهناك جبهة أخرى تهاجم حكومة الحمد الله، وهي تتألف من بعض منظمات العمل الأهلي، وأنصح أمثال هؤلاء أن يلتفتوا إلى ساحاتهم الداخلية وأوضاعهم الشخصية، وأن يفحصوا أدوت عملهم وأساليب مقارباتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أنصح هؤلاء بأن يعيدوا النظر في مواقعهم أيضاً.

إن هذا البعض من مؤسسات العمل الأهلي يحاول أن يُبيض وجهه بأن يُسوّد وجه الحكومة، وأن يرفع من أسهمه بخفض أسهم الحكومة، وأنصح أن ينتبه هذا البعض لهذه السياسة الفاشلة التي لن تؤدي إلا إلى فضح التوجهات وحتى الأساليب.

نحن نفهم المؤسسة الأهلية بأنها تتكامل مع المؤسسة الرسمية والمؤسسة الاجتماعية وصولاً إلى مجتمع متقدم وحر وعصري، لا أن تتحول المؤسسة الأهلية إلى بوق أو عصا أو كلا الأمرين.

أخيراً، حكومة الحمد الله ليست الحكومة المثالية في الوضع المثالي في المكان المثالي، ولكنها الوزارة التي عملت وتعمل في أسوأ وأضيق الظروف من أـجل واقع أفضل.

مسموح أن ننتقد الحكومة – فهذا من مميزات المجتمع الديمقراطي – ولكن ممنوع أن ننقض هذه الحكومة بحجة المعارضة السياسية، نقد الحكومة  بنّاء ونقض الحكومة فناء.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين