بحث

أخبار اليوم

"ملكات الحرير":معرض يوثق التراث الفلسطيني

  • 16:10
  • 2014-02-23

رام الله - صوت الحرية

يفتتح عند السادسة من مساء الأربعاء المقبل، معرض التصوير الفتوغرافي للفنان الفلسطيني أسامة سلوادي بعنوان "ملكات الحرير"، وذلك في غاليري بنك القاهرة عمان.


ويقدم المعرض مجموعة مختارة من الصور لنساء بالزي الفلسطيني التقليدي، حيث الألوان والتصاميم الفطرية الرائعة، ويأتي هذا المعرض حصيلة تعاون مثمر مع المعهد الثقافي الفرنسي ودارة التصوير الأردنية وحول الثيمة الرئيسية (معا)، ويستمر المعرض لغاية الحادي والثلاثين من آذار (مارس) المقبل.


وجاء في كلمة غاليري بنك القاهرة عن "ملكات الحرير"، "أنه يحتدم بالمعاني، ويشرع أبوابه على صورة المرأة وذاكرة الوطن، وهو ذات الحرير الذي طرز الحكايات الأولى، وتغنى به المنشدون وصاغته القوافي، وهو ذائقة الناس الشعبية، تلك المدهشة والحارسة لعبقرية المكان والزمان، يتجلى فيها الغناء ويحلق فيها زريف الطول بالميجنا والعتابا، يرصد الحياة، بإيقاعها ومواسمها ورموزها، منذ كنعان الجد حتى الآن".


وجاء في التقديم أيضا، "وهو ذات الحرير الذي حفر في وجدان الطفل أسامة السلوادي، أبجدية الجمال الأول، وهو يراقب خفة الأصابع وانسجام الألوان، وكيف عبرت الأمهات عن أفراح القرى بأيقونة محفورة ومنتقاة من الشجن والحنين، على أن هذا الزي الفلسطيني القديم، قدم الأرض وأهلها، ظل صامدا رغم تيارات الحداثة، بعشق الصبايا والأمهات حارسات الذاكرة".


والسلوادي عبر المعرض يحمل من رام الله ومن بلاد أحزنها الاحتلال وزينتها أصابع الأمهات والصبايا، رسومات، هي ذاكرة باقية ودفتر للتاريخ، يقدمه بعين ماهرة ومحبة، وعاطفة أوصلتنا معه إلى حافة الدمع، ويرصد التنوع المدهش لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني على اختلاف دياناتهم.


ويقدم سلوادي مجموعة مكونة من خمس وأربعين صورة من الحجم المتوسط، وقد أعد الغاليري كتيبا ملونا يشمل كامل الأعمال المعروضة سيقدم للجمهور مجانا.


ويقول سلوادي "سحرتني القصص التراثية والحكايات الشعبية واعطيت وقتا طويلا لقراءة التاريخ ومشاهدة الأعمال الدرامية التاريخية. وانشغلت في بداياتي الأولى مع الكاميرا في مشروع توثيق الموروث الثقافي الفلسطيني والتراث الشعبي في كتب مصورة حتى يتسنى لأولادنا معرفة ورؤية ولو القليل من تاريخهم.

وكانت تجتاحني موجات خوف من اندثار كل ما هو جميل أو تزويره لصالح من لا يستحق ولا يملك ألا وهو اسرائيل بكل تجلياتها من جنود ومستوطنين ودوريات عسكرية كانت هاجس طفولتي وأبناء جيلي أيضا.


ويضيف "قررت استخدام أسلوب العصر والسلاح الأكثر فتكا وجمالا وسحرا في الإعلام الحديث وهو سلاح الصورة لترسيخ صورة الجمال الفلسطيني الأصيل بكل تفاصيله وألوانه الجذابة ورسوماته التي ترتبط بالمكان وبالشعب، وتعود بنا إلى أجدادنا الأوائل".


وأشار إلى أن من يمعن النظر في هذه اللوحات الفنية المطرزة بالحرير سيجد لها عمقا وبعدا تاريخيا وارتباطات وثيقة، فمنها ما يرتبط بالتاريخ كرسومات الكنعانيين ومعابدهم وملابس ملكاتهم ومعبوداتهم وتجارتهم ومنها ما يرتبط بالجغرافيا كأشكال الطيور والزهور التي تنمو وتعيش في تلك المناطق منوها إلى الإنسان الفلسطيني برع منذ العصور القديمة في تخليد سيرته على شكل رسومات حيكت بشكل رائع على أثواب النساء ظلت الجدات الفلسطينيات تتناقلها حتى وصلت إلى الحفيدات. ويؤكد قائلا "ويأتي المعرض الذي يرصد الأزياء الفلسطينية النسائية عبر عصور طويلة تعود إلى حوالي ثلاثة آلاف سنة منذ عهد الفلسطينيين الأوائل والكنعانيين، فكثير من الرسومات والأشكال المطرزة على هذه الملابس تعود لملكات الكنعانيين، كما ثبت في عدة مراجع تاريخية وخاصة ثوب منطقة بيت لحم"..


ويردف "صورت كثيرا لسبب خوفي من أن يحصل "ترانسفير" وتهجير للملابس كما حصل للشعب الفلسطيني، كانت التدخلات الإسرائيلية في حياة شعبي صادمة، وكانت إجراءات التهويد والعبرنة والسلخ الثقافي تطل برأسها من كل شيء، وتسرق من شعبي ثقافته وحضارته وملابسة ومأكولاته الشعبية وأغانيه وأهازيجه، وما تزال تسرق.


ويذهب إلى أنه لكل هذه الأسباب ارتأى أن ينتج هذا العمل الذي كلفه عاما كاملا من التصوير وعاما من البحث والتحضير، منوها إلى أنه باكورة مشروع كبير للتوثيق بالصورة للموروث الثقافي الفلسطيني في سلسلة كتب تصدر سنويا إذا توفرت الإمكانات المادية واللوجستية لذلك.

 

عن الغد الاردنية

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين