بحث

أخبار اليوم

عمال مصانع يبصقون في الشوكولاتة

صراصير وحشرات تسكن وجبات مطاعم شهيرة في غزة!

  • 17:25
  • 2014-02-28

غزة - صوت الحرية - وسام المقوسي - انتشرت في الآونةِ الأخيرةِ العديد من المطاعمِ الشعبيةِ والمطابخِ ومحالِ الوجباتِ السريعة، وبدأَ رواجُها يتعاظمُ بين الناس، وباتت العائلاتُ تعتمدُ عليها بشكلٍ كبيرٍ في إعدادِ وتجهيزِ الأكلاتِ والولائمِ للمناسباتِ الخاصة لِما تُوَفِرُ عليهم من وقتٍ وجهد.

 

وبالرُغمِ من تلكَ الإيجابيات كانَ الاستغرابُ الشديدُ هو الثقةُ الزائدةُ والعمياءُ بالمطاعمِ والمنشآتِ الغذائيةِ كونُها وصلت لمرحلةِ الشهرةِ وأصبحَ الاعتقادُ السائدُ بين الناسِ بأنَها الأكثرُ التزاماً بالقواعدِ الصحية، لكن الحقيقةَ منافيةٌ لذلك في كثيرٍ من الأحيان.

 

شكا العديدُ من المواطنين الذين يقبلون على مطاعم الوجبات السريعة من تدني النظافةِ وعدمَ توفرِ شروطِ السلامةِ الصحيةِ لبعض المنشآت الغذائية والعاملين فيها لان الهدفَ الأساسيَ لهم بات تحقيقُ الكسبِ السريعِ على حسابِ صحةِ الناسِ، مطالبين بفرضِ عقوباتٍ صارمةٍ بحقِ المخالفين.

 

وجبةُ صراصيرٍ دسمة "هو آخرُ يومٍ أتناولُ فيهِ طعاماً من خارجِ البيت"، بهذه العبارةُ ابتدأ أحمد نهمان في العشرين من عمرِه حديثَه راوياً ما حدثَ معهُ لنا قائلاً:" تجمعنا أنا وأصدقائي كالمعتادِ في نهايةِ الأسبوعِ لنتفقَ على طبيعةِ وجبةِ الطعامِ لهذا اليومِ والتي نتناولُها بين فترةٍ وأخرى بمنزلِ أحدِ الأصدقاء".

 

وأضاف " توافقنا على أن تكونَ الوجبةُ هذه المرةُ دَسِمَة، ما دفعنا للاتصالِ بأحدِ المطاعمِ الشهيرة وطلبنا وجبةً لخمسةِ أشخاصٍ بالرزِ والدجاجِ المندِىِ، وهذا ما تمَ بالفعل، متابعا" اعتدتُ على شراءِ وجباتِ الطعامِ من المطبخِ المعروف جداً في مدينةِ غزةَ".

 

وواصل نهمان وهو يصورُ المشهدَ: "ما إن بدأنا بتناولِ الطعامِ وبعد خمسِ دقائقَ تقريباً، وإذا بأحدِ الأصدقاءِ يصرخُ ويُلقى ما تناولَه من طعامٍ على الأرضِ ويقول "صرصورٌ ما تأكلوا "، وتركَ الطعامَ وخرجَ بحالةٍ هستيريةٍ" مشيراً إلى أنهم لم يكترثوا في بدايةِ الأمرِ لما قاله صديقهم، وتابعوا تناولِ الطعامِ لاعتقادهم بأن يكونَ ذلكَ من بابِ المِزاح.

 

ويسردُ المواطنُ قائلاً " عادَ صديقُنا مرةً أخرى ومنعنا من الاستمرار بالأكلِ وقامَ بإخراجِ " صرصور ميت " من داخلِ طبق الأرزِ والدجاجِ، ما خلقَ لنا حالةً من الذهولِ والصدمةِ، ولم نكن لنصدقَ ما شاهدناهُ وبعضُنا تقيأَ عَقِبَ ذلك.

 

اعتذار شديد

وبين أنهم ألقوا بالطعامِ داخلَ كيسٍ كبيرٍ ثم توجهوا بهِ نحوَ المطعمِ، الذي قدمَ لهمُ الاعتذار الشديدَ، وقامَ بتوبيخِ العاملينَ أمامَهُم، وحاولَ الحصول على رضائه وزملائه بتقديمِ وجبةٍ أخرى مجانيةً، إلا أنهم رفضوا ذلكَ بشكلٍ قاطع.

 

وعبر نهمان عن استيائَه من الإهمالِ الواضحِ لبعضِ المطاعمِ والمطابخِ متسائلا عن سببِ تدني مستوى النظافةِ والاهتمامِ رُغمَ تدفقِ الأموالِ عليهِ والشهرةِ الكبيرةِ التي حظيَ بها، مطالباً المواطنينَ بتوخِي الحذرَ وعدمِ الانسياقِ وراءَ المطاعمِ والمطابخِ والمنشآتِ الشهيرةِ والتسليمِ بشهرتِها دونَ التأكدِ من سلامةِ ما تقدمُه.

 

بَصقٌ في الشوكولاتة

بدورهِ، بين الشبابِ العشريني الذي فضل عدمَ ذِكرَ اسمِه الذي سبق له العملَ بأحدِ المصانعِ التي تُنتِجُ الأسكيمو والشرابَ أن حالةِ من الإهمالِ والتردِي واضحة داخلَ أروقةِ المصانعِ الكبيرةِ، لافتاً بأن أصحابَها لا يكترثونَ لصحةِ الناسِ ولا يلتزمونَ بوسائلِ النظافةِ، حيثُ كانَ يلاحظُ بعضَ العاملينَ لا يلبسونَ القُفَازاتِ وغطاءِ الرأسِ، ولا يهتمونَ بنظافَتِهِم الشخصية.

 

وأوضح الشاب في حديثه لـنا "أنه في حالَ حدوثِ أي مشكلة مع صاحب العمل كان العاملونَ يقومونَ بالانتقامِ منهُ من خلالِ "البصقِ" داخلَ الشوكولاتةِ المُخَصَصَةِ لطِلاءِ الاسكيمو والبسكويت، ووضعِ أيديهِم الملوثةِ واللَعِبِ بالحليبِ والماءِ المُخَصصِ لإنتاجِ الاسكيمو وهذا ما كان يراه بعينه. عقوبات رادعة من ناحِيَتِهِ لفت المواطنُ الأربعيني محمود حسين الذي تعرض لأكثر من موقف مشابه جراء إقباله على تناول الطعام داخل مطاعم الوجبات السريعة، لافتا إلى أن شهرةَ تِلكَ المطاعمِ وكَثرَةِ الإقبالِ ينعكِسُ سلباً على الاهتمامِ بالنظافةِ ما يُعِرُضُ الزبائنَ للتسممِ والضررِ في كثيرٍ من الأحيانِ ويكونون ضحيةً لتقاعسِ العاملينَ بها.

 

وطالبَ حسين في حديثه لـ"الاستقلال" بسَنِ عقوباتٍ رادعةٍ للتصدي لكلِ من تسولُ له نفسُهُ بالتهاونِ والاستهتارِ، داعياً للتشهيرِ وفضحِ كلَ المخالفينَ والتصدي لهم لأن حياةَ الناسِ ليست لعبةً بأيدي العابثينَ بصحتِهِم من أجلِ الكسبِ المادي.؟

 

مساءلة قانونية

بدوره، أكد المهندس سهيل أبو عبدو مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة "أن عملية الرقابة على المصانع والمطاعم تعتمد على الفحص الظاهري من خلال الإتلاف الفوري للأطعمة الفاسدة، وإذا لم نستطع التأكد بالعين المجردة ولوحظ ظهور علامات تشير لوجود فساد يتم التنسيق على الفور مع وزارة الصحة لإخضاعه لعملية فحص مخبري وأخذ عينات بصورة عشوائية للتأكد من صلاحيتها وخضوعها للشروط المتبعة، لافتا إلى أن تاريخ المنتج ليس مقياساً للجودة حتى وإن كانت صلاحيته لازالت مستمرة.

 

وأوضح أبو عبدو في حديثه لـنا " أن دائرة الصحة تقوم بالتفتيش اليومي على عشرات المنشآت الغذائية والمصانع المختلفة دون تنسيق مسبق معها حيث تقوم بوضع تعليمات وإرشادات صحية لأصحابها، مشدداً على أن كل من يخالف يضع نفسه تحت طائلة المساءلة القانونية وربما يصل لإغلاق المنشأة التي لا تستوفي الشروط والمعايير.

 

ولفت إلى أن الصحة بالبلديات تُخضع بعض العاملين في المنشآت الغذائية للفحص الطبي من فترة لأخرى وذلك من أجل التأكد من خلوها من الأمراض وإذا تبين إصابة أحد بأي مرض يتم توقيفه عن العمل فوراً، دعا الجمهور لتفعيل دوره وممارسة صلاحياته بالتبليغ عن المخالفين وأن يكون على تواصل دائم مع الجهات الرسمية لتعقب المخالفين لشروط السلامة الصحية حفاظا على حياتهم.

 

إثم كبير

بدوره قال الداعية الإسلامي حسن حمدان " إن طبيعةَ النفسِ البشريةِ لا تطمئنُ إلا للطعامِ الطيبِ والنظيفِ، وليس هناكَ أفضلُ من أن يأكلَ الإنسانُ من عملِ وصنعِ يدِهِ،حيثُ يُؤَمِنُ بذلك صحةَ ونظافةَ طعامِه".

 

وأضاف" لا يجوزُ الاستهتارُ والتقاعسُ من قِبَلِ أصحابِ المطاعمِ الشعبيةِ وغيرِها في اتخاذِ سُبُلِ الوقايةِ والسلامةِ للحفاظِ على صحةِ الناسِ"، داعياً إياهم لضرورةِ اتخاذِ الإجراءاتِ الوقائيةِ لأنَ التقصيرَ في ذلك إثمٌ كبير.

 

وحولَ سؤالِنا إن كان التشهيرُ يجوزُ أم لا في مثلِ هذهِ الحالات، أوضح الداعيةُ حمدان أنه لو كان صاحبَ المطعمِ والمنشأةِ الغذائيةِ قصدَ الاستهتارِ بصحةِ الناسِ وعدمَ الالتزامِ بشروطِ الصحةِ وتكررَ منهُ الأذى للآخرينَ فيجبُ التحذيرَ منه وِفقَ قاعدةِ " درءِ المفاسدِ يُقَدَمُ على جلبِ المصالِح"، أما إذا كانت الأخطاءُ غيرُ مقصودةٍ وغيرُ مكررةٍ فلا داعيَ للتشهيرِ حفاظاً على رزقِ العمالِ وصاحبِ المطعمِ لأن في التشهيرِ نكايةٌ كبيرةٌ وقد يستغلُها المنافسونَ للكيدِ والحَيف.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين