بحث

أخبار اليوم

يوم الأرض ويوم الأثير

  • 18:32
  • 2014-04-01
ليست صدفة أن تهدر الأرض وتقذف بالحمم في وجه الغاصب المحتل في لواء الجليل، وقرى، عرابة وسختين الماجدة وأن تتوحد كل القوى والفعاليات وأن تعلن يوم الثلاثين من مارس عام 1976 يوماً للتضامن مع الأرض الفلسطينية التي يغتصبها المجرمون ظلماً وعدواناً وبدعم مباشر من بريطانيا العظمى المنتدبة على فلسطين منذ اتفاق سايكس بيكو عام 1916.
ليس صدفة أن يكون هذا النضال الأصيل في ذات اليوم الثلاثين من مارس عام 1936 الذي تنطلق فيه إذاعة "هنا القدس" ليتعانق الأثير مع الأرض حباً وكرامة وإعلاناً لا يخالجه شك في وحدة الأرض والهواء والماء والشجر والحجر والإنسان والطير والحيوان.
إنها فلسطين أرض الكرامات والمكرمات، أرض المحشر والمنشر أرض الأنبياء والأولياء والصالحين، أرض ميلاد المسيح عليه السلام، ومسرى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بوابة الأرض إلى السماء، وبوابة السماء إلى الأرض، الأرض المقدسة حاضنة كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى، محراب مريم العذراء الطاهرة الطهور، أرض إبراهيم الخليل، المستعصية على الطامعين والمتحدية أبداً للغاصبين.
في الثلاثين من مارس عام 1936، استطاع إبراهيم طوقان أول مدير لإذاعة هنا القدس أن يجعل من هذه الإذاعة ناراً تحرق عصابات الصهاينة وأسيادهم من المستعمرين، تماما كما كان يوم الأرض من بعد أربعين عاماً يفسد عليهم مؤامراتهم ليبقى الجليل المحتل صامداً شامخاً رغم العنصرية الصهيونية والممارسات غير الإنسانية.
في الثلاثين من مارس هذا العام مثل كل الأعوام تتفجر الأرض غضباً وتشتعل لهباً، وتتوقد شوقاً، وتصطف تضامناً وتفاعلاً، وتقذف في وجه الغاصب قذائف الرفض والإصرار والتحدي لمشروع "برافر" ولكل مشاريع العزل والعنصرية والحقد والكراهية التي يطلقها هذا العدو المجرم في بثر السبع وفي القدس وفي بيت لحم والناصرة والجليل ويافا وحيفا وكل المدن والقرى الفلسطينية، أرض فلسطين، ارض الأجداد والآباء والأحفاد، التي ستظل وحتى قيام الساعة لأهلها وأصلها وفصلها، إنهم الكنعانيون واليبوسيون والعرب وعبر التاريخ، إنهم الفلسطينيون ولن تكون لغير الفلسطينيين.
إذن..
ليس صدفة أن يتعانق يوم الأرض مع يوم الأثير "هنا القدس" دار الإذاعة الفلسطينية، هذا العناق الأبدي الشامخ يصدع بالحق قولاً وفعلاً...الأرض لأهلها العرب والمسلمين والمسيحيين ومن يؤمن صادقاً من اليهود غير الصهاينة وغير المتطرفين، هكذا كانت فلسطين داراً للوحدة الوطنية لكل الأطياف والأديان وكل المستويات، الأغنياء والفقراء والمستعضفين، لكل الإرادات الوطنية الصادقة المتعاونة على البّر والتقوى، لكل ألسنة الحق في مواجهة ألسنة الباطل، لكل الفاعلين في دروب الخير والنجاح والتقدم، للرافعين راية الحرية والاستقلال في مواجهة العبودية والاستعمار والعنصرية.
إنها فلسطين، أرض الإسراء والمعراج، هذا التلاقي الباسم بين مكة والقدس، بين المساجد الثلاثة، الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، لقاء يتجدد في كل يوم، يحكى المحبة والمساواة والعدالة، ويبعث الأمل في النفوس التي طال اشتياقها لذلك اليوم الذي ينطق فيه الشجر والحجر، وتتعانق فيها الأرواح وتأتلف القلوب وتصفو النفوس، وتتشابك الأيدي وحدة وتضامناً.
واليوم...في ذكرى يوم الأرض ويوم الأثير يتجدد العهد والقسم مع الله وفي سبيل الأرض والشعب والحق والعودة الكريمة وإلغاء للعدوان والاغتصاب ودحضاً لخرافات "نتنياهو" وأساطير الحالمين من المتطرفين أعداء الحق والإنسانية.
وفي يوم الأرض ويوم الأثير نجدد العهد للأسرى الصامدين في تحدياتهم للظلم والظلام في سجون العدو الصهيوني، هؤلاء الأبطال الذين يدفعون ثمن الحرية من أجل فلسطين، رافضين بشموخ الألاعيب للمساومة والمقايضة، لأن فلسطين لأهلها العرب، مسلمين ومسيحيين وليست للغاصبين القادمين من أنحاء العالم جسوراً للغرب الظالم، وقواعد للظلم والعدوان على الأمة العربية والإسلامية، ومنابر للفجور والعدوان ومصادرة الحق والأرض.
وفي يوم الأرض ويوم الأثير نطرح سؤالاً كبيراً يحتاج إلى قراءة وتأمل واستعداد قبل الانطلاق.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين