بحث

أخبار اليوم

أين اختفت 150 كغم من الحشيش بـ15 مليون شيكل؟

  • 17:19
  • 2014-04-12

رام الله - صوت الحرية - معاً 

استثمرت شرطة لواء الجنوب والجيش الإسرائيلي مبلغ 2 مليون شيكل من أجل القبض على شقيقين (29 و-30) من إحدى القرى العربية غير المعترف بها، واللذان أطلق عليهما "أكبر تاجري مخدرات في الجنوب". وحسب المعلومات الواردة عنهما، فقد كانا مسؤولين عن تهريب أكبر كميات من المخدرات في منطقة النقب، في العام الماضي.

وبهدف جمع الأدلة ضدهما تمّ توظيف وحدة الكلاب "عوكتس"، وقصاصي اثر، وطائرات مروحية تابعة لسلاح الجو، وحتى كتيبة من جنود الجيش، إضافة إلى وحدة المستعربين التابعة لشرطة حرس الحدود، ووحدة "ماغين" الناشطة على الحدود الإسرائيلية مع مصر والأردن وهدفها إفشال محاولات تهريب المخدرات. كل ذلك من أجل القبض على الشقيقين اللذين سجّل تحت ملفهما "مسجلان خطر".

مراقبة لعدة أسابيع

استمرت مراقبة الأخوين لمدة عدة أسابيع وانتهت في أكتوبر/تشرين الثاني 2013، في ساعة ليل متأخرة، حين قررت القوات الناشطة الدخول في مواجهة معهما والقبض عليهما متلبسان بالجرم المشهود.
 
ووصل الأخوان إلى مفرق "كتسيعوت" في تندر "ميتسوبيشي بيجارو" ونقلا من هناك 1394 قالب من الحشيش في ستة أكياس زنتها 150 كلغم. وقدرت الشرطة سعر هذه الكمية الهائلة من المخدرات بنحو 15 مليون شيكل.

وقامت القوات بتعقب التندر الذي سافر أمامها، في حين قامت طائرتان مروحيتان بإنارة المنطقة المظلمة. وأمر الجنود ورجال الشرطة الأخوين بالتوقف، إلا أنهما نزلا عن الشارع إلى أرض صحراوية وبدآ بالهرب من المكان.

وخلال هربهما بسرعة هائلة، قام الاخوان بقذف خمسة من أكياس الحشيش من المركبة، وحين اضطرا للتوقف في أحد الأودية، حاولا إضرام النار في كيس المخدرات السادس والسيارة، من أجل إزالة أية بصمات لهما على عملية التهريب هذه.

ونجحت قوات الجيش الاسرائيلي بإخماد النيران وطاردوا الأخوين على الأقدام حتى تمّ القبض على أحدهما، في حين نجح الآخر بالفرار، إلا أن كلبا انقض عليه وأمسك ببنطاله حتى قدوم رجال الشرطة والقبض عليه.
 
وقالت مصادر في الشرطة الاسرائيلية إنّه تم استثمار مبلغ 2 مليون شيكل في حملة القبض على الأخوين - وهو من أغلى الحملات التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية في عملية قبض على مهربي مخدرات.

الحشيش أصبح سجائر

وقدمت نيابة الجنوب في اسرائيل ضد الأخوين المهربين لائحة اتهام خطيرة جدا في المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع، حيث وجهت لهما تهريب المخدرات والتشويش على التحقيق وتدمير أدلة واستعمال مركبة من أجل القيام بجريمة. ولو تم إدانتهما لحكم على كل واحد منهما بالحبس لمدة تتراوح بين 9 إلى 15 عاما. وقد طالبت النيابة أيضا بمصادرة التندر الذي استعملاه حسب التهم الموجهة إليهما في عملية التهريب هذه.

وخلال سير المحكمة طالب محاميا الدفاع شالوم فينياه وإيال هدار أن يتم سماع شهادة الجنود و"المستعربين" ومصادر الاستخبارات التي أدت إلى اعتقال الشقيقين. وأدى ذلك إلى معضلة، حيث كشف النقاب عن الجنود ومصادر الاستخبارات سيؤدي إلى "ضرر كبير للجيش الإسرائيلي ووحدات الشرطة العاملة على طول الحدود الإسرائيلية مع مصر"، حسب المصادر.

وبعد تردد مستمر وفي خطوة نادرة تم اتخاذ قرار "بإخفاء" 150 كلغم حشيش، وتحويله إلى "150 كلغم سجائر". وقد وقع الشقيقان على اتفاق مع النيابة، التي طالبت بالحكم عليهم بالسجن لمدة سنتين على الأقل.

إلا أنّ قاضية المحكمة المركزية في بئر السبع، طالي حايموفيتش، رأت غير ذلك وقررت الحكم عليهما بالسجن لمدة عام واحد فقط وتغريمهما بمبلغ 4235 شيكل. وامرت بإعادة مركبتهما لهما، إلى جانب الهواتف الخلوية وملابسهما.
 
وسيتم إطلاق سراح الأخوين بعد أقل من شهرين بعد خفض ثلث من مدة حبسهما بسبب التصرف الحسن في السجن.

زيادة وتيرة التهريب عبر الأردن

ويقول ضابط في الشرطة الإسرائيلية، إنّه "يلاحظ تغيير وجهة مهربي المخدرات في الأشهر الأخير إلى الحدود الأردنية، بسبب عدم وجود سياج وإمكانية تنقلهما بين الحدود بصورة أكثر سهولة من الحدود مع مصر، حيث يتم بناء سياج أمني هناك".

وكان مخبرو شرطة اللواء الشمالي ألقوا القبض مؤخرا على شاب عربي (25 عاما) من قرية بالشمال، بعد محاولته تهريب 18 كلغم حشيش من الأردن إلى إسرائيل. ويردف الضابط قائلا: "التهريب من الأردن إلى إسرائيل سيستمر بقوة مع زيادة صعوبة عمليات التهريب عبر الحدود مع مصر. سعر الحشيش – 100 ألف دولار للكيلوغرام الواحد – حوّله إلى منتوج من المربح تهريبه بكل ثمن".
 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين