بحث

أخبار اليوم

الهباش: أنصح دحلان بالعودة لفريق أبومازن ..والعلاقة بين الأب والابن لا تحتاج لوساطة

  • 01:45
  • 2015-09-10

فند الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الأديان، الاتهامات التى وجهت لأبومازن فى أنه تسرع فى دعوة المجلس الوطنى الفلسطينى للانعقاد، منفردًا بهذا القرار، كما فند أيضًا اتهامه بإقصاء بعض الأعضاء فى اللجنة التنفيذية.

وأكد «الهباش» فى ندوة «اليوم السابع» المصرية، أن الحكم فى منظمة التحرير هو الصندوق وحده، أما بالنسبة للانتقادات فهى أمر طبيعى وصحى، فلا توجد نسخ كربونية للمواقف السياسية داخل منظمة التحرير، ولا داخل اللجنة التنفيذية، داعيًا عضو المجلس التشريعى الفلسطينى محمد دحلان للعودة إلى البيت الفلسطينى مرة أخرى، لكون الرئيس عباس بمثابة الأب، متهمًا فى الوقت ذاته حركة حماس بالسعى لانهيار منظمة التحرير، وفيما يلى نص الندوة..

*حدثنا عن التطورات السياسية الأخيرة التى شهدتها الساحة الفلسطينية بدءًا من استقالة عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية حتى الدعوة لانعقاد المجلس الوطنى؟

الأساس الذى تتحرك القيادة الفلسطينية على أساسه هو أن منظمة التحرير هى المرجع لأى تحرك فلسطينى، فالحفاظ على منظمة التحرير وقدرتها على العمل والقيادة يمثل حجر الزاوية فى المشروع الوطنى الفلسطينى، فهى أهم من السلطة والحكومة وأى مشروع آخر قد يتم طرحه.

منظمة التحرير الفلسطينية هى من حافظت على زخم البيت الفلسطينى لأنها بمثابة البيت المعنوى للفلسطينيين، والرئيس أبومازن يركز على الحفاظ على منظمة التحرير التى هى الممثل الوحيد والشرعى للشعب الفلسطينى، فهى أهم من الفصائل لأنها تمثل كل الشعب الفلسطينى، كما أن كل التحركات التى يقوم بها الرئيس أبومازن الهدف منها فقط الحفاظ على قوة منظمة التحرير ووجودها، فالسلطة الفلسطينية يمكن أن تنتهى لسبب أو لآخر، ويمكن أن يعود الاحتلال الإسرائيلى لسابق عهده قبل أوسلو، لكن ستبقى منظمة التحرير موجودة حتى لو انتهت السلطة والحكومة والمؤسسات.

 أما اللجنة التنفيذية فقد مضى على انتخابها لبعض الأعضاء 6 سنوات، فقد كانت آخر مرة تجرى فيها انتخابات تكميلية عام 2009، وهو نفس العام الذى تم فيه آخر اجتماع للمجلس الوطنى الذى يعد برلمان الشعب الفلسطينى فى الداخل والخارج، لذلك فهو يحتاج لتجديد دمائه وتفعيله، بحيث يأخذ دوره، وهو ما يسعى إليه الرئيس أبومازن. اللجنة التنفيذية بحاجة لتجديد دمائها بعناصر جديدة، لأن القضية الفلسطينية بحاجة لمزيد من الجهود الشابة التى تواكب التطورات والتحديدات، لذلك قررت القيادة الفلسطينية ضخ دماء جديدة فى عروق هذه القيادة العليا.

*ما صحة ما تردد حول عدم رغبة أبومازن فى الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية، والدفع بالدكتور صائب عريقات بدلًا منه؟

عندما استشهد الرئيس ياسر عرفات عام 2004، لم يكن فى تخطيط أبومازن أن يكون رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولم يكن راغبًا فى ذلك، فالأمر فى القيادة الفلسطينية لا يتوقف على رغبة القائد من عدمها، بل يتوقف على مدى الحاجة له، فالرئيس محمود عباس أجبر على أن يكون رئيسًا للسلطة، وأن يكون رئيسًا للجنة التنفيذية، فالظروف أجبرت الجميع، وهو قبلها، بإملاء الشعب الفلسطينى ورغبته. منذ سنوات والرئيس محمود عباس أبومازن أعلن أنه لا يرغب فى أن يرشح نفسه، وهى قمة المسؤولية الوطنية والديمقراطية، وهو شىء غريب فى ثقافتنا العربية حين يعلن رئيس عدم رغبته فى تولى المنصب.. أبومازن قال إنه يريد أن يجدد دماء القيادة، وإعطاء الفرصة للأجيال الأخرى كى تتسلم القيادة، وهذه قمة الممارسة الديمقراطية.

وعندما توفى الرئيس أبوعمار اجتمعت اللجنة التنفيذية، واختارت الرئيس أبومازن لرئاسة اللجنة التنفيذية بالإجماع وليس بالأغلبية.

 وهناك أمر مهم يجب أن يفهمه الجميع، أننا مازلنا ثوارًا ولسنا دولة بعد، إضافة إلى أن أهداف منظمة التحرير لم تتحقق بعد، فنحن ثوار بالمعنى الحقيقى، فنحن نكابد الاحتلال يوميًا، ونتعرض لقسوة الاحتلال، وإلى أن تتحرر فلسطين سنظل ثوارًا.

حديثكم بأنكم مازلتم ثوارًا ولا توجد دولة بعد يعيد إلى الأذهان ما كانت تردده حماس بأنها حركة مقاومة بالدرجة الأولى.. هل هذا ارتداد للمربع صفر أم أنه نمط لديكم؟

هذا نمط.. حماس تأسست عام 1988، والقضية الفلسطينية بدأت منذ 1917، وشهد الشعب الفلسطينى عدة ثورات بدءًا من ثورة 1922، مرورًا بثورة البراق 1929، وحتى حرب أكتوبر عام 1973 التى شاركت فيها كتيبة فلسطينية بطلب من الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى أعرب عن رغبته فى أن تشارك فلسطين فى هذه الحرب ولو بشكل رمزى، وقررت القيادة الفلسطينية المشاركة، وأرسلت فرقة شاركت فى الحرب وسقط منها شهداء.

 فالذى يريد أن يختزل الثورة والمقاومة الفلسطينية فى نفسه فهو واهم، ويرغب فى طمس التاريخ الفلسطينى، لأن منظمة التحرير هى من بدأت الثورة، وما زالت، ولم تتحول لدولة أو سلطة كاملة. القيادة العليا للشعب الفلسطينى ما زالت فى دائرة الثورة والعمل النضالى، أما العمل الإدارى للحكومة التى لا يمكن أن تنتزع صلاحية منظمة التحرير، فمرجعية السلطة هى منظمة التحرير، ونحن لم نرتد للمربع صفر، نحن ثوار، والشعب الفلسطينى ثائر على الاحتلال، ويمارس المقاومة باختلاف الوسائل، فتحركنا يتم وفقًا لظروفنا وقدراتنا والظروف المحيطة بنا، والشعب الفلسطينى يقاوم بشكل مستمر يومًا بعد يوم، فهناك 11 ألف اعتداء من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلى فى الضفة الغربية منذ العام 2004 حتى الآن.

كيف تنظرون للتحديات التى تواجه القيادة الفلسطينية بإعادة ترتيب البيت الداخلى، والهجوم الذى تتعرض له القيادة من بعض أبنائها؟

عندما تكون الهموم كبيرة وكثيرة فالقائد الكبير والمحنك يعطى الأولويات للأهم ثم المهم، أشخاصًا أو مجموعات، فترتيب البيت الفلسطينى أولوية قصوى للرئيس أبومازن، ومن دون ترتيبه سنبقى ضعفاء. وبالنسبة لإعادة ترتيب البيت الفلسطينى فهذا أمر مهم، لكن المؤكد لدينا أن منظمة التحرير لن تتغير من أجل حماس أو غيرها، فمن يرد أن يغير فى البرامج الداخلية فعليه أن يصبح عضوًا فى منظمة التحرير، ثم يعمل على التغيير، فحركة حماس تتشرف بأن تكون عضوًا فى منظمة التحرير، ومن يرد الخروج من البيت المعنوى للفلسطينيين فهو حر، لكن هذا بيت كل الفلسطينيين.

وللعلم فإن حماس لا ترغب فى إجراء الانتخابات، وأبرقت للرئيس أبومازن عبر أحد الوسطاء بأن يظل رئيسًا، وأن تتولى حماس رئاسة الحكومة، بمعنى توزيع «الكعكة»، لكن الرئيس عباس رفض طلب حماس وأصر على الرجوع لصناديق الانتخابات.

هل تعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية بذات القوة التى تمتعت بها قبل الدولة الفلسطينية، وتحديدًا فى السنوات الأخيرة فى ظل الانقسامات؟

 نحن نريد إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير من جديد، وتقويتها أكثر فأكثر، فالمنظمة لم تنهر، بل حققت إنجازات سياسية، منها نيل اعتراف الأمم المتحدة، والانضمام لليونسكو، والجنائية الدولية، فالرئيس أبومازن وقع صكوك الانضمام للمنظمات الدولية باسم منظمة التحرير.

 ومنذ العام 2012 تحولنا لدولة ولم نعد نتعامل كسلطة، صحيح دولة تحت الاحتلال الإسرائيلى لكن يظل الأساس منظمة التحرير التى تعد مرجعيتنا، فالمنظمة باقية حتى تحرر فلسطين. تل أبيب تريدنا سلطة بلا سلطة، وهذا غير ممكن، ولن نوافق على ذلك، وبعد أن تغيرت الصفة القانونية لفلسطين فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، أصبح لزامًا علينا تغيير أدبياتنا، ونحن نسير فى خطين متوازيين، خط يعمل على التخلص من الاحتلال الإسرائيلى، ويمارس العمل السياسى، وخط يعزز صمود المواطن على أرضه، ويقدم الدعم للمواطن الفلسطينى.

كيف ترى المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل، والهدف من وراء هذا الاتفاق؟

 حلم الدولة الإخوانية لم يغب عن ذهن الإخوان، لا فى الماضى ولا فى الحاضر، ولا أعتقد أنه سيغيب فى المستقبل، وعندما وصل الإخوان للحكم فى مصر فى غفلة من الزمن أصبح الحلم الإخوانى أقرب إلى الواقعية، وكان هناك مخطط لإنشاء منطقة حرة للربط بين مصر وغزة، إضافة للتنازل عن جزء من أراضى سيناء لإخوان غزة لتمدد الهلال الإخوانى، وبعد أن أسقط الشعب المصرى تنظيم الإخوان، أصبح الحلم بعيد المنال، وبقيت جزئية غزة، لذلك فإن هناك محاولة لاستنساخ نواة جديدة لهذا المشروع الإخوانى فى غزة، وهو ما أكده القيادى فى حركة حماس محمود الزهار.

 فالإخوان كانوا يرون أن مركز الثقل فى الدولة الإخوانية يكون فى مصر، لأنها بلد منشأ التنظيم، وعندما استولى الإخوان على الحكم فى مصر بقى الحلم قاب قوسين أو أدنى، وكان حلم الإخوان بالسيطرة على الحكم فى الإمارات والسعودية كى يكون لهم ظهير اقتصادى قوى، وكانوا يحاولون الترويج بأنه هلال السنة مقابل الشيعة.

 وعقب سقوط الإخوان فى مصر، ظل التنظيم مسيطرًا على غزة بنفس العقول التى كانت تحكم مصر من قيادات الإخوان، فحماس تتفاوض مع إسرائيل عبر الجنرال المتقاعد ليؤور لوتان الذى كان يخدم فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ويقود المفاوضات السرية العلنية مع قيادات الحركة، ونقطة الانطلاق لتلك المفاوضات ستكون صفقة تبادل الأسرى كى تعشى أبصار الشعب الفلسطينى، لكن الأسرى لن يقبلوا أن تكون حريتهم تصفية للقضية الفلسطينية.

هناك اتهام للسلطة الفلسطينية بأنها تكرس مخطط حماس بعدم تطبيق المصالحة؟ نحن نريد المصالحة وإنهاء الانفسام مع حماس منذ فترة، وأنا أؤكد لك أنه إذا كانت حماس على استعداد أن تدخل حكومة وطنية وليس حكومة توافق، فنحن على استعداد لذلك، فى سبيل الوصول للمصالحة وإنهاء الانقسام، ونحن موافقون على تولى وزراء حماس حقائب وزارية، وأن تكون الحركة شريكة فى الحكومة الفلسطينية، وأن يتم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى، وأن تشارك حماس فى الانتخابات، وفى حال فوزها سنقبل بالنتيجة وسنؤيدها وسندعمها.

فى رأيك من يعرقل المصالحة بين حركتى فتح وحماس؟

 الذى يعرقل المصالحة هى حركة حماس لأنها ترفض إجراء الانتخابات، وترفض تمكين حكومة التوافق التى وافقت عليها، فلا يوجد أى وزير يحكم فى قطاع غزة، وأنا شخصيًا مسؤول عن القضاء، ولكن لا سلطة لى على القضاء فى قطاع غزة، فمصالح الفلسطينيين مهدرة لأن حماس لا تريد أن تنهى هذا الفصل من الانقسام، رغم أن باقى الفصائل تريد إنهاء الانقسام.

ما رأيك فى مجهودات حركة الجهاد لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس؟

 أؤيد أى جهد لتقريب وجهات النظر، فلا نغلق الباب أمام أى مجهودات كهذه، لكن على قاعدة واضحة فى أن منظمة التحرير هى الممثل الشرعى للفلسطينيين، فلقد اقترب الموعد لانعقاد المجلس الوطنى، ونطالب حركتى حماس والجهاد بحضور المجلس، والمشاركة الإيجابية، بينما المعارضة عن بعد لم تعد تجدى، فلابد من المشاركة، والديمقراطية تأخذ مجراها.

 هناك من يقول إن هناك تسرعًا من قبل الرئيس أبومازن فى دعوة المجلس الوطنى للانعقاد، وأنه قرار منفرد من قبل الرئيس.. فما رأيك؟

الرئيس أبومازن لا يملك دعوة عقد المجلس الوطنى الفلسطينى، والذى يدعو المجلس للانعقاد هو رئيسه، وبطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأبومازن عضو من 18 عضوًا باللجنة التنفيذية، والقرار صدر بكامل هيئتها بموافقة اللجنة التنفيذية، وربما يكون بطلب من أبومازن، لكن اللجنة التنفيذية وافقت على هذا الطلب، ولو كانت رفضت ما كان سيتم انعقاد المجلس الوطنى، نحن نمتلك مؤسسات، ولدينا إرث ديمقراطى فى منظمة التحرير.

فى رأيك، ما سبب الهجوم على هذه الدعوة لانعقاد المجلس الوطنى؟

 حركة حماس تريد لمنظمة التحرير أن تنهار، وهى ضد أى محاولة لتقوية منظمة التحرير، بل إنها تريد أن تتشكل وفقًا لرغبات حركة حماس وهذا مستحيل، ونحن نريد رد الاعتبار لمنظمة التحرير، لكى تأخذ دورها كقيادة عليا للشعب الفلسطينى.

هناك اتهامات لأبومازن بأنه يريد إقصاء بعض الأشخاص من اللجنة التنفيذية الذين يختلفون معه، واستبدال أشخاص بهم لا يعارضون الرئيس؟

من الطبيعى أن يكون لأعضاء اللجنة التنفيذية رأى مختلف، فبالتأكيد هناك تباينات فى الآراء، فالذى يحكم هو الأغلبية، ولو هناك 5 أعضاء أو أكثر من المعارضين مقابل موافقة الأغلبية النسبية «النصف + واحد»، فهذا يعد أمرًا صحيًا لكوننا لسنا نسخًا من بعضنا البعض، أما مسألة الإقصاء، فأبومازن لا يستطيع إقصاء أحد، إنما الفيصل هو الصندوق، وأكبر مثال هو أن المجلس الوطنى يتكون من 700 عضو، ولا يستطيع محمود عباس إقصاءهم، بل إنه أمر مستحيل، كما أنه فى عام 2009 أجريت انتخابات تكميلية للمجلس الوطنى، وكنت شاهد عيان، ولم تأت الأمور بالضبط كما تمنى الرئيس أبومازن، لكنه قبلها، وتمت إضافة 4 أعضاء لم يكونوا على مرادنا، ورغم الخسارة قبل الرئيس عباس، ومرت الأمور، ورغم مرور 6 سنوات تنعقد اللجنة المركزية بهيئتها التى انتخبت، وهذا دليل آخر على أن محمود عباس لا يتدخل فى فرض أحد أو إقصاء أحد، بل نتائج الديمقراطية هى التى تفرض نفسها من خلال صندوق الاقتراع.

فى رأيكم هل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى توقفت؟

 المقاومة لم تتوقف، إنما أساليبها هى التى اختلفت، فقد تكون باليد أو باللسان أو بالفن، فقد قاوم المصريون الإخوان بطرق سلمية، وتم إسقاطهم بالفعل، بالكلمة وليس بالسلاح، كذلك الفلسطينيون يقاومون بمختلف أدوات ووسائل المقاومة، وربما الظروف تفرض عليك شكلًا من أشكال المقاومة، لكن المبدأ ثابت لا يتغير، فكل يوم تتم عملية مقاومة فى أنحاء الضفة الغربية من خلال التصدى للمستوطنين فى جنين ونابلس وغيرهما من المناطق، وكفر قدوم بقلقيلية، وفى بلعين، وأهمها الإصرار على الوجود فى المسجد الأقصى، ولولا المقاومة لضاع الأقصى، كذلك العمل السياسى هو مقاومة، ففى عام 2012 ذهب أبومازن إلى الأمم المتحدة وانتزع اعتراف 138 دولة بالدولة الفلسطينية، وهو ما رفضته إسرائيل، وكذلك محاكمته أمام مجلس حقوق الإنسان واليونسكو، وفرض مقاطعة على منتجات المستوطنات، وأمام المحكمة الجنائية الدولية.

إذًا، متى بدأت حماس المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلى؟

 بدأت المقاومة المسلحة فى 1 يناير 1991 فى حين بدأت حركة فتح المقاومة المسلحة فى يناير عام 1965، أى أن فتح سبقت حماس فى المقاومة المسلحة بـ 26 عامًا، ولم تقتل حماس من الجيش الإسرائيلى سوى القليل جدًا، بينما تمكنت حركة فتح من قتل المئات من الجنود الإسرائيليين، ففى عام 1982 فى أول أسبوع من الاجتياح خسرت إسرائيل 500 جندى.

هناك اتهامات للسلطة الفلسطينية بأنها تتقاعس فى الإفراج عن القيادى مروان البرغوثى؟

 الرئيس أبومازن لم يترك لقاء استطاع من خلاله أن يطرح مسألة «البرغوثى» إلا وقد طرحها، لكن الرئيس أبومازن لا يحب «الشو الإعلامى» فيما يتعلق بمسألة الإفراج عن مروان البرغوثى، ولا زال يدير مناقشات من أجل تلك القضية، بل وكل الأسرى الفلسطينيين المسجونين فى سجون الاحتلال، وفيما يتعلق بغضب فدوى البرغوثى، زوجة مروان، من السلطة فهذا أمر طبيعى بحكم كونها زوجة، فشعورها بالألم أكبر من قناعتها بما تراه من مجهودات السلطة للإفراج عن البرغوثى، فجميع أقارب الأسرى يرون هذه المجهودات وكأنها لا شىء بحكم شعورهم الإنسانى تجاه أسرهم.

هل نحن بصدد مشروعين متناقضين داخل حركة فتح يمثلهما الرئيس أبومازن ومحمد دحلان؟

فى البداية لابد من الإشارة إلى أننى لا أتحدث بالنيابة عن حركة فتح، لأننى تنظيميًا لا أنتمى لحركة فتح، ولكن أمثل موقف القيادة الرسمى، لكن أيًا كان الشخص أو الجهة التى تختلف مع أبومازن فالخلاف هنا له شكلان، الخلاف الديمقراطى الطبيعى داخل البيت، وهذا أمر حيوى وصحى، أو الخلاف الذى يؤدى للقطيعة وللخروج، وسبق أن تعرضت منظمة التحرير لهزات كثيرة فى عام 1983 حينما وقع الانشقاق المعروف والذى قامت به قيادات تاريخية، سواء فى فتح أو فى المنظمة، لكنه انتهى وبقيت الشرعية الفلسطينية، ونحن الآن أمام قيادة شرعية وجهات أخرى تختلف أو تتفق معها، وكل من يخرج عن الشرعية فليس له شرعية، فالاختلاف مع الرئيس أبومازن أمر مقبول، أما الخروج عليه فيعد خروجًا على الشرعية والإطارين القانونى والوطنى، ونحن لا نعرف سوى مشروع واحد، هو مشروع منظمة التحرير الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطينى ملتف حول هذا المشروع، وأى مشروعات أخرى لا تمثل إلا أصحابها، وتنتهى كغيرها عبر التاريخ، وبشكل عام مسموح أن تعارض، لكن الممنوع أن تخون.

 بمَ تنصح عضو المجلس التشريعى محمد دحلان؟

أنصحه بأن يعود إلى أبومازن كرأس للشرعية، لأن من يخرج من البيت عليه أن يعود إليه، ففلسطين لا تنتظر أحدًا، والعودة هذه لا تحتاج لأطراف إقليمية للوساطة بينهما.. وهل تحتاج العلاقة بين الأب والابن لوساطة بينهما، أو بين البلد وابنه.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين