بحث

أخبار اليوم

أقترح عمر العبدلات أمينا عاماً!!!

  • 14:39
  • 2017-08-23

هو فنان من مدينة السلط الأردنية، أكثر المدن تشابكا بالجذور بين العائلات الفلسطينية والأردنية، هذا الفنان الشعبي قسم قلبه وحنجرته الى قسمين، قسم للأردن بلده ومسقط رأسه، وقسم لفلسطين مسقط وجدانه وقلبه.

جاءنا قبل أيام لإحياء حفل في مدينة روابي، كان قد أجلّ حفلا إكراما لمعركة الأقصى المجيدة، وحين توجت المعركة بنصر مبين جاء ليغني.

الملفت للنظر ان الفلسطينيين المتعطشين للفرح جاءوه من كل مكان، ففاض المدرج الكبير، وتزاحم الناس داخله وحوله، وافرغ المكبوتون كل ما في داخلهم من قهر وحزن واحباط على هيئة غناء صاخب وتفاعل حميم.

وبموازاة هذه الليلة المشهودة، كانت الأيام القليلة الماضية هي أيام فرح وحدت قلوب الفلسطينيين على نبض واحد، أفراح الناجحين في الثانوية العامة، وأفراح العرسان الجدد فرادى وجماعات، وأفراح الخريجين من جامعاتنا ومن الجامعات الأخرى، انه التوق الجماعي الدفين للحياة والفرح، وكما قال شاعرنا الخالد محمود درويش " على هذه الأرض ما يستحق الحياة" وفي إبداعات الشعب الفلسطيني ما يستحق الفرح.

الفلسطينيون سريعو اليأس من الوهم والعبث، وعميقو الإيمان بأنفسهم وقدراتهم، فما أن ينفض مأتم لعزيز، حتى يقام عرس بتأسيس عائلة جديدة، وبهذا التداول الخلاق للحياة وللآمال والتطلعات، تفوق الفلسطينيون في الصمود الأسطوري على أرضهم، وتميزوا عن كل خصومهم بقهر المأساة بتحديها وتحييد الموت بتعظيم أسباب الحياة.

حين غابت الطبقة السياسية المدمنة الظهور على الشاشات، نهض الناس من تلقاء انفسهم، ومثلما أطفئوا حريق الأقصى المشؤوم قبل خمسين سنة، أرغموا الاحتلال الغاشم عن الارتداد عن بوابات المسجد وإزالة الكاميرات الخبيثة والتراجع المذل عن احتلال إضافي للمسجد الكبير.

وفي السباق الحضاري مع المحتلين والمستوطنين الهمج، بنى الفلسطينيون مدنهم وقراهم، وزرعوا حتى الصخور كي لا يعرفوا الجوع، واعتصروا الثرى لشرب الماء، وبهذا ذهب التفوق الشامل للاحتلال أدراج الرياح، وبقي على الأرض من هو جدير بها ليس بفعل الجذور العميقة فحسب، وانما بفعل القدرة العبقرية على مواصلة الحياة.

أعود الى عنوان هذه المقالة واستذكر كيف كان الحال في دوار المنارة قلب عاصمتنا المؤقتة والانتقالية باذن الله، يوم دعت الطبقة السياسية المستهلكة على الشاشات وعبر التصريحات، الى يوم غضب شامل، جندت من أجل هذه الدعوة كل ما لديها من إمكانيات وكانت النتيجة.. أن لا احد استجاب.

كان لابدّ من مقارنة بين صورة يوم الغضب الفارغ من الناس، وصورة المصلين البسطاء الذين وبدون أي سلاح مادي، هزموا نتنياهو امام العالم كله، وبين ازدحام الأعراس في كل مكان على أرض فلسطين، وبين ذلك الاحتشاد في روابي للغناء والرقص والفرح، مع عمر العبدلات.

الشعب الذي يفعل كل هذا، ويخلق توازنا لصالحه على المدى الطويل، بين روحه وأدوات القتل فائقة القدرة عند محتليه، هو وحده القادر ليس فقط على مواصلة الصمود والبقاء، وانما على الانتصار أخيراً.

 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين