بحث

أخبار اليوم

الصفقة انفضحت والتهدئة انكشفت، فهل تنهض الوحدة؟

  • 15:05
  • 2019-05-07
بقلم يحيى رباح

تتزايد الدلائل يوما بعد يوم، أن الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بالرئيس ترامب وحليفه بنيامين نتنياهو ليست سهلة، وليست طوع امرهما كما يدعيان، وكلا الرجلين ترامب ونتنياهو يريدان الافلات من تهديدات السقوط، وانفتاح المساءلات القضائية، والخوف من السجن الذي ينتظرهما إذا فقد احدهما موقعه، نتنياهو يريد أن يبقى مختبئا في مكتب رئيس وزراء اسرائيل، وحليفه ترامب يريد أن يبقى لفترة رئاسية ثانية في المكتب البيضاوي داخل البيت الابيض، واعتمادهما المطلق يقع على عاتق صفقة القرن، فهذه الصفقة الملعونة الشيطانية تعطي نتنياهو أكبر هدايا سوداء لم يكن يحلم بها، القدس، المستوطنات المشرعنة، هوس ضم الضفة الغربية، توطين اللاجئين واغلاق ملفهم التطبيع المجاني المفتوح في الفكر العربي، وترامب يحلم بأكثر من ذلك، إلغاء النظام الدولي، وإلغاء القانون الدولي، وإطلاق اسم الشرعية الدولية على الأفعال الشاذة التي يقوم بها ترامب في أميركا نفسها وفي العالم اجمع، ولكن ليس كل ما يحلم به المرء يدركه فالعالم يتغير، ببطء احيانا وبسرعة دراماتيكية احيانا أخرى، وكل الذين ادعوا انهم قادرون على كل شيء واجهوا الهزيمة في نهاية المطاف.
نتنياهو الذي يتلقى الهدايا المجانية، وبالغ في احتفالات الفوز في الانتخابات قبل ايام يكتشف ان شياطين الصهيونية الذين ايقظهم ويلعب بهم، تحت اسم تحالف اليمين الديني والعلماني ليسوا طوع بنانه، وليس في قدرته ان يشبع جوعهم الشاذ، لأنهم يريدون التهام كل شيء كل ما ادعوه في الخرافة اليهودية يريدونه مع انهم جميعا يعلمون انهم ليسوا اكثر من نتيجة للعبة الامم والقوى التي تستخدمهم منذ عام 1905 حين انعقد مؤتمر لندن، مؤتمر كامبل ليبرمان الذي دعا اليه حزب المحافظين البريطاني الذي يعاني هذه الايام من ورطة وجودية !!!! فقد أكد ذلك المؤتمر الذي انتهى في عام 1907 الى الاتفاق على تصورات للمنطقة العربية كيف تكون، وكيف التحكم في مصيرها، وثم الشروع بسرعة بتنفيذ ما اتفق عليه، فقامت الحرب العالمية الاولى، وظهر الى الوجود سايكس بيكو لتقسيم املاك الرجل المريض والامبراطوريه العثمانية، وصدر وعد بلفور بزرع الجسم الصهيوني في قلب المنطقة وعلى حافة قناة السويس اهم شريان يخدم التجارة الدولية، ومن ثم حصلت بريطانيا على تكليف بالانتداب بصفتها الدولة التي انيط فيها تنفيذ المشروع الصهيوني، ومازالت العجلة مستمرة، بريطانيا حل بدلا منها اميركا والصراع مفتوح الى ما لا نهاية وصفقة القرن هي احدى حلقات ذلك المخطط الاسود الرهيب.
وهنا يأتي الاعتراض الأسطوري الضخم الذي لم يكن يتوقعه احد، وهو الشعب الفلسطيني رغم اعتراض المعسكر المعادي في التنفيذ الى درجة هائلة فإن تشبث هذا الشعب بحقه فاق كل التوقعات رغم المرارة والألم وأنواع التراجيديا الباهظة، لكن شعبنا الفلسطيني ظل هو السر الذي لا ينتهي، والانبثاق العظيم.
في الأيام الأخيرة بلغ التصعيد ذروته اسرائيل استعرضت قوتها، وأميركا استعرضت تأييدها لإسرائيل، عينة من عينات التهديد اذا لم تقبلوا بصفقة القرن فها انتم تعرفون ماذا سيحدث لكم!!! سقط المشهد المسرحي الهزلي، التهدئة، فالتهدئة بالمفهوم الاسرائيلي معناها القبول النهائي بالاحتلال وكما يريد هذا الاحتلال ليس شيئا اخر، فهل التهدئة ممكنة؟؟؟ حتى و لو عزف نشيدها في الصباح والمساء هل هي ممكنة؟ رغم الخسائر الفادحة لكن شعبنا قال كلمته، دون الحق الفلسطيني لا سلام لأحد، دون الموافقة الفلسطينية لا مرور لأي صفقة، دون رضا وموافقة الطرف الفلسطيني الشريك الفلسطيني الاجباري فلن يمر أي شيء!!! و لكن كل هذه الصعوبات وهذه الحتميات، وهذه البديهيات تذهب بنا الى حيث الحقيقة الكبرى نحن شعب واحد لنا قضية واحدة، ولنا هدف واحد هو زوال الاحتلال، الباب مفتوح لتحقيق الوحدة من الطبيعي ان نحقق الوحدة، وما عدا ذلك، فهو كله هراء في هراء.     

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين