بحث

أخبار اليوم

الفشل يلاحق ورشة البحرين

  • 10:38
  • 2019-06-23
بقلم يحيى رباح

المنطقة الشرق أوسطية مهيئة للانفجار الذي قد يصل إلى مرحلة الحرب، وكل يوم منذ الاعتداءات على المنشآت النفطية في السعودية، واستهداف ناقلات النفط في الإمارات بالقرب من ميناء الفجيرة، وحتى هذا اليوم الذي أسقطت فيه إيران طائرة عسكرية مسيرة، "أي بدون طيار" قالت عنها إيران ان الطائرة اخترقت أجواءها، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ان الطائرة كانت في الأجواء الدولية وما تلى ذلك من قرار بالرد اتخذه ترامب ثم تم إلغاؤه في آخر لحظة، في كل لحظة متوقع أن ينفجر الوضع وأن تبدأ الحرب، وكما قيل منذ البدايات، فإن الحرب يمكن أن تقع نتيجة التداعيات وليس نتيجة قرار متعمد، وهذه أسوأ أنواع الحروب، لا قرار ولكن التداعيات كثيرة.

يقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد الحرب، فقد تزداد أوضاعه تعقيدا، فكل ما فعله منذ وصوله إلى البيت الأبيض انعكس عليه سلبا، "صفقة القرن" التي كتب كل سطر فيها حليفه نتنياهو الذي يقود حكومة مؤقتة حتى أيلول القادم، بحاجة إلى دفعة جديدة، وإلا فإن أبواب السقوط في انتظاره، وفي حالته فإن السقوط لن يكتفي به، بل المحاكمات والسجون على قضايا فساد ولصوصية ورشوات، بل أكثر من ذلك، فليس هو وحده بل زوجته التي سبقته باعتراف بأخطائها وممارساتها، أما هو فلا يكفيه الاعتراف فقط، بل العقوبات، وخاصة أن حكومته الحالية التي فشل في تشكيل بديل عنها في انتخابات التاسع من إبريل الماضي، أبقته مع الحكومة التي يكرهها جدا، لأن التنافس على الجلوس مكانه وصل إلى الذروة، وكل واحد من المتنافسين حتى التافهين جدا مثل وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، يحرجونه جدا بتصرفاتهم الهابطة، أردان هو حليف المستوطنين، مدمن مداهمات المسجد الأفصى يقود عمليات الهدم والتهويد في القدس، وحين يتحدث ويصرح فإنه ينطق بالتفاهات، مثلما حدث قبل أيام حيث شن هجوما وتحريضا لا يصدر إلا عن أولاد الشوارع الساقطين ضد رأس الشرعية الفلسطينية رئيسنا أبو مازن، وطبعا الرئيس أبو مازن ليس في وارده هذه التفاهة، فقد نجح في إسقاط "صفقة القرن"، وجعلها تموت في رحم من راهنوا عليها، تموت قبل أن تحصل على شهادة ميلاد.

الحقيقة أن ترامب ونتنياهو- الحليفين اللذين يريد كل واحد منهما الهرب من شبح السقوط الذي يلاحقه- ينطبق عليهم المثل الشائع "وانقلب السحر على الساحر"، نتنياهو لم يبق أحد في الليكود إلا ويرى نفسه أحق منه في رئاسة الوزراء! وترامب اكتشف أن الذين جاء بهم حتى لا يصدعوا رأسه أمثال بومبيو وجون بولتون، وصهره وجيسون غرينبلات وسفيره في إسرائيل ديفيد فريدمان هم الذين أصبحوا عبئا عليه، أقل ألف مرة من المهمات المكلفين بها، أصغر شأنا، انسخط شأنهم أمام الوعي الشامل لرأس شرعيتنا الفلسطينية، أصبحوا كالأطفال الذين ضاعوا من أمهاتهم في زحام السوق، وكلما حاولوا أكثر، فشلوا أكثر، "صفقة القرن" فشلت، وماتت قبل أن تعلن وتحصل على شهادة ميلاد، و"ورشة البحرين" مجرد تهريج.

[email protected]

 

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين