بحث

أخبار اليوم

حركة فتح"1"

  • 16:05
  • 2019-09-29
بقلم داليا العفيفي

نحن جيل ولد في الانتفاضة الأولى 1987 وعاش طفولته في الانتفاضة الثانية 2000 فكان شبابه زمن الانقلاب الأسود 2007، فلم يرى منذ نعومة أظفاره شيء إيجابي . هذا الجيل التحق بحركة فتح وأصبح جزء منها فطرياً دون الحاجة لتنظير أو تأطير، دون معرفة أبجديات الحركة ومسلكياتها وقواعدها .

وكنت واحدة منهم كبرت بين أزقة المخيمات في بيت فتحاوي، تلك الفتاة التي استيقظت على صورة أحد أقربائها الذي استشهد في الانتفاضة الأولى، ورسخت صورته المعلقة على حائط منزلها، وعندما بدأت تدرك الحياة تقافزت الأسئلة وعلامات التعجب، فبدأت تبحث عن أجوبة لها، لتعرف من الذي خطف هذا القريب الجميل، وما هي فتح؟ ولماذا هو كان ابن هذه الحركة ؟!! لماذا هذا الشاب اختار الشهادة هو ورفاقه ولأجل مَنْ؟!! فانطلقت من حيث الدائرة المقربة للشهيد حتى استطاعت أن تسمع تسجيلاً صوتياً كان قد سجله على إحدى أشرطة الكاسيت القديمة، والتي أرسلها آنذاك إلى ذويه بغرض الاطمئنان عن حاله كنوع من التواصل في حين كانت الاتصالات وقتذاك محدودة، ويطمئن عليهم بعدما اختار الدراسة في جناح الوطن الآخر، وهناك ارتقى شهيداً، كما استطاعت أن تلمس القميص الذي كان يرتديه وغرق بدمائه .

 

لقد أصبحت تبحث عن أصدقائه الذين لازالوا على قيد الحياة، لتعرف تفاصيل من حياته، فكانت تبحث في ذكرى استشهاده لكي ترى شباب الحركة، منهم الملثمين يتوافدون على منزل أهله يقبلون جبين أمه ويحملون صورته، سمعت أحدهم وهو يقول لأم الشهيد : " نحن كلنا أبناءك يا أمي "، كل ذلك جعلها تعشق حركة فتح، وتبحث عنها... فلم تجدها سوى في أحاديث الفتحاويين القدماء وما كانوا يحدثونها عنه .

إن كل ما خلصت إليه أن فتح بحاجة إلى إنسان يطبق الوصايا العشر، بحاجة إلى قائد وفيِّ صادق مخلص أمين، بحاجة إلى أن نكون يد واحدة موحدة ونبذ الفرقة واتباع أدبيات الخلاف واحترام الآخر، أن ننتقد أنفسنا وغيرنا ونستقبل ذلك بكل محبة ونأخذ هذا الانتقاد بروح رياضية حتى إن كان هذا الانتقاد ليس بمحله، بحاجة إلى أن نحتضن بعضنا ونسمع بعضنا، فتح بحاجة إلى قدوة وليس إله، ومن كل إله يخلق إله أصغر، بحاجة إلى أشخاص تصون كرامتها وتمتلك عزة نفس عالية، أن نشعر ونفكر بغيرنا .

أما ما اكتشفته وتوصلت إليه أننا نمتلك قيادة للأسف بحاجة إلى إعادة تربية وتأهيل من جديد، تفتقد كل معايير الإنسانية والأخلاقيات، مما زاد بداخلي حالة صراع بين ما سمعته وبين ما عشته من واقع مؤلم في حركة فتح. فأيقنت جيداً أن جيلنا ليس بحاجة إلى تنظير أو تأطير بقدر ما هو بحاجة إلى قائد إنسان حقيقي...

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين