بحث

أخبار اليوم

شرارة الحرب الأهلية في إسرائيل

  • 09:29
  • 2019-11-25
بقلم موفق مطر

هل سيكون بنيامين نتنياهو بطل المشهد الأول من مسلسل تفكك السلطة المركزية في دولة الاحتلال الناقصة (اسرائيل) وبداية ظهور دويلة المستوطنين؟! أم أن جنرالات الجيش المتقاعدين في حزب (كاحول- لافان) سيسارعون للإمساك بزمام الأمور قبل دخول المجتمع السياسي الاسرائيلي حلبة الصراع العنفي على السلطة؟!
تصادق تصريحات بيني غانتس على رؤيتنا حول مستقبل دولة الاحتلال وتحديدا دخولها حيز العد العكسي لعمر الدولة الذي تمنى نتنياهو وصوله الى رقم قياسي مئة عام!!! فأي دولة في العالم ستنزلق حتما الى ميدان الحرب الأهلية عندما يعتبر الحاكم نفسه الدولة ذاتها، ويظهر الاستعداد للتضحية بالدولة من اجل الحفاظ على مصلحته الشخصية، والتشكيك بالمؤسسات عموما والقضاء خصوصا عندما يفشل في السيطرة عليها وتوظيفها لخدمته، وهذا ما حدث مع بنيامين نتنياهو الذي بدأ المجتمع السياسي الاسرائيلي بقراءة ملامح شخصية الدكتاتور في سلوكه وأعماله وكلامه.
"قادة الليكود، هذا هو الوقت لسماع صوتكم، فالأيام والأسابيع القليلة الماضية لم تترك مجالًا للشك – بأن نتنياهو يخاطر بإشعال حرب أهلية بيننا"!!. هذه قراءة بيني غانتس الذي كان حتى يوم الأربعاء الماضي يحظى بفرصة لن يكون رئيسا لحكومة اسرائيل ، ونعتقد في هذا السياق ان الجنرال غانتس رئيس الأركان الأسبق لم يخاطب قادة حزب الليكود لاستدرار عواطفهم، وسحبهم نحو موقف سياسي منسجم مع مصالح حزبه ازرق ابيض، وإنما لقناعته بأن نتنياهو الذي يصارع الغرق يمسك بعنق الدولة مفضلا اعاقة حركتها وإضعاف طاقتها حتى النقطة صفر وسحبها معه الى القاع مالم تنجه!
بدأ الاسرائيليون يستشعرون الخطر الداهم الذي سيلي لحظة سقوط هيبة مؤسسات دولتهم القضائية والتنفيذية والتشريعية بسبب تحدي نتنياهو لهذه المؤسسات، فهو قد رد بعبارة: "لن استقيل إنه انقلاب ضدي" ضاربا عرض الحائط بقرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، الذي وجه اتهاما رسميا له بتلقي الرشوة في الملف (4000)، والخداع وخيانة الأمانة في الملفيْن (1000) و(2000).. ما دعا غانتس لتذكير نتنياهو بحملة التحريض على رئيس حكومة اسرائيل الأسبق اسحق رابين والدعوة لاستقالته التي نتج عنها مقتل رابين، الامر الذي وصفه غانتس بـ( الكارثة).
قد يشكك واحد ما بقراءة غانتس باعتباره منافسا وخصما لنتنياهو على حلبة السباق لرئاسة الحكومة الاسرائيلية، لكن ألا تشابه قراءة عضو الكنيست جدعون ساعر عن حزب الليكود قراءة غانتس عندما قال: "تصرفات نتنياهو ليست لإصلاح الأنظمة، بل لسحق الأنظمة فمن المستحيل التحدث عن قرار المستشار القانوني للحكومة باعتباره انقلابًا، نحن نخلق جوًا من الفوضى في البلاد، وأنا أعارضه ".
قد تكون الصراعات والخصومات السياسية في دولة الاحتلال عوامل رئيسة لتكوين صورة الخوف على مستقبل اسرائيل وهذا صحيح جزئيا، لكن الشعور المتنامي لدى معارضي نتنياهو بان سياسته تدحرج الدولة نحو الهاوية، مع تنامي (دويلة المستوطنين) أو على الأقل بروز ميليشيا مسلحة لأحزاب اليمين المتطرف المدعومة من نتنياهو ستؤثر مستقبلا على القرار الاسرائيلي الرسمي في كل القضايا وأولها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والتعامل مع قرارات المؤسسات الدولية، وكذلك مع دول عربية عقدت اسرائيل معها اتفاقيات سلام، أما مسألة بقاء الرئيس الأميركي من عزله، أو على الأقل خسارته المتوقعة في المنافسة على الرئاسة لفترة ثانية، وما سينتج عنه من سقوط مظلة الحماية الاميركية التي كان يوفرها ترامب لنتنياهو في فترة هيجانهما وخروج الاثنين معا على القانون الدولي وخرقهما المواثيق وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، فإنها كما يبدو حاضرة في اذهان ساسة اسرائيل وفي حساباتهم، وهذا يستوجب – حسب تقديراتهم – دعم القضاء الاسرائيلي لمحاكمة نتنياهو كسبيل لإزاحته ليس لأن ترامب معزول او ساقط في الفترة الثانية وحسب بل لأنه وترامب قد فشلا وسقطا في امتحان المواجهة الفعلية مع رئيس دولة فلسطين وقائد الشعب الفلسطيني محمود عباس، إذ لم يستطيعا اخضاعه كما توعدا، ولا اضعافه كما حاولا فعليا، ولا نيل أي تراجع منه عن الثوابت الفلسطينية ولو بمقدار خطوة رغم التهديدات والضغوط المالية والاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية، وتهديده بالقتل ، فهذا الأمر لا يجاهر به أي واحد من ساسة اسرائيل، لادراكه العجز عن فعل مالم يستطعه نتنياهو وترامب ... وهاكم ماكتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اول امس حيث وجهت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التوقف عن محاولة إنقاذ بنيامين نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد والغش وخيانة الأمانة ".. علما ان ذات الصحيفة.
قد أكدت الحقيقة وهي أن المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية هي لاشرعية حسب القانون الدولي، وعقبة أمام عملية السلام " وان مايك بومبيو حاول انقاذ نتنياهو عبر اعلان شرعية الاستيطان في الضفة الغربية ، لكن بومبيو فشل " .

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين