بحث

أخبار اليوم

من المؤمنين رجال... (إلى روح المناضل البطل اللواء صائب العاجز)

  • 10:12
  • 2019-12-31
بقلم يحيى رباح

لا أعرف بالضبط متى التقيت صائب العاجز الذي غادر دنيانا قبل يومين، ربما أكون التقيته عندما لا ازال طفلا، أسير على قدمي وسط الآلاف الهاربين من الموت بأقصى درجات الحديد والنار من قبل العصابات الإسرائيلية التي اصبح اسمها اسرائيل، والتي بعد اكثر من سبعة عقود على وجودها، لم تزد عن أمس إلا إصبعا، ولم تزل لا تملك الا عقل العصابة، ولا تملك من الإرث الا العدوان والعداء المطلق لكل القوانين والشرائع.

ولكن على طريق هذه القضية المقدسة، قضية فلسطين، التي راهن كل انواع الاعداء على انطفائها فخابت ظنونهم، وفشلت امانيهم الهابطة، عرفت صائب العاجز في وقت الشباب، حين تخرج من الكلية الحربية في القاهرة ثم سرعان ما اصبح بطلا عندما شارك في معركة الكرامة في اذار عام 1961، وكان وقتها برتبة ملازم اول يقود سرية من قوات جيش التحرير الشعبية في جيش التحرير الفلسطيني، ثم اصبح قائدا لقوات جيش التحرير الشعبية، ثم تدرج في المهام والمواقع والرتب، فقد كان قائدا للقاطع الشمالي في قطاع غزة من قوات الامن الوطني عندما عدنا الى ارض الوطن عام 1974، وكان قبلها قائدا لقوات الثورة الفلسطينية في السودان، ثم تعددت المهمات، وكان صائب العاجز الضابط المؤهل بكفاءة لكل المهمات مهما تعددت وتنوعت.

واذكر انه كان دائما يصر على اعلى درجات اللياقة البدنية ،وكل من كان يراه، يظنه لايمشي على ارض بل يسير فوق الهواء من شدة لياقته واعتداده بنفسه وعمق انتمائه وشدة انضباطه العسكري.

وهذه الصفات من الشهامة والرجولة الفائقة والشجاعة التي تتفوق على المألوف، كنا قد تربينا عليها منذ قامت فتح في مطلع عام 1965 بإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي تفاجأ حشد كبير من الاعداء بانطلاقها، عاصرته في مغدوشة جنوب الزهراني في لبنان، وقبل ذلك تعرفت على ابداعاته في معركة الكرامة التي ادت الى خروج موشيه دايان من شرنقته المصطنعة وذهابه الى النسيان، وكان سؤال الصغار والحاقدين وفاقدي الثقة بالقيامة الفلسطينية يرددون الاسئلة نفسها، هل هؤلاء الفدائيون مجانين ؟؟؟؟ دول كبرى هزمت، فما الذي سيفعلونه هم، الاسئلة تلاحقت، واجوبة الحقائق ترسخت، بان هؤلاء على حق، والحق قوة خارقة مهما كانت قوة الاعداء، والحق رسالة، والحق هو اسم من اسماء الله الحسنى.

رحل اللواء صائب العاجز، ولكن إرثه لايرحل، ارثه باق ومتجدد في كل شهيد، وفي كل من يتصدى، وفي كل ذئب وحيد يأخذ القتال والنضال والصبر عهدا دائما حتى لوكان وحيدا، ((يا اخي اللواء صائب، الا يكفيك كل هذا، ناضلت فصدقت، ووعدت فأوفيت، وهاهي ثورتك التي آمنت بها،" ارض انبتت سبع سنابل ،في كل سنبلة مئة حبة)) لك الخلود ولروحك السلام..

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين