بحث

أخبار اليوم

أكاذيب حماس تعريها

  • 10:14
  • 2019-12-31
بقلم عمر حلمي الغول

خلص كل اساتذة علم النفس وخبراء اجهزة الأمن الجنائية إلى إستنتاج علمي يؤكد مقولة مفادها: ان المجرم يبقى يحوم حول مكان وتفاصيل جريمته، ولا يبتعد كثيرا عن ميدانها، حتى لو حاول تجده نتيجة هواجسه ومركبات نقصه، يعود للنبش عنها في محاولات سطحية للتغطية على ما إرتكبه من جرم. ويقول علماء النفس "لا جريمة مكتملة".

ما تقدم له علاقة عميقة بما فبركته ودبلجته ومنتجته حركة حماس قبل يومين، حينما إدعت أحدى ميليشياتها، بأن المسؤول عن تقديم معلومات للإسرائيليين عن قائد الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة شمال غزة، هو جهاز المخابرات العامة ممثل بمسؤوله عن محافظات الجنوب شعبان الغرباوي. وبعد ذلك وزعوا تسجيلا مزيفا عن الموضوع. ودون الدخول في التفاصيل، علينا العودة دائما للجذور، لقراءة خلفية التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وفروعه في بلدان العالم، ومنها فرعه في فلسطين، التي تدعى حركة حماس. وهذا الفرع منذ أن قررت الجماعة تفعيل دوره التخريبي في فلسطين مطلع عام 1988، رغم انهم يدعون، انه تأسس في 14/12/1987، لم يكن وليد الصدفة، او جاء نتيجة صحوة إسلاموية، وانما جاء بقرار وترتيب مسبق مع اولي الأمر في أجهزة أمن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل الاستعمارية وبعض دول الإقليم العربية والإسلامية لتحقيق أكثر من هدف، منها: اولا سحب البساط من تحت أقدام منظمة التحرير الفلسطينية؛ ثانيا تمزيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني، ومن يعود منكم لتجربة الانتفاضة الكبرى 1987/1993 يدرك ويقتنع، ان حماس لم تشارك في إصدار نداء واحد من نداءات الإنتفاضة الكبرى، لا بل أصرت على الانفصال الكامل بفعالياتها وبسياساتها عن القيادة الوطنية الموحدة؛ ثالثا سعت في أكثر من مناسبة لحرف بوصلة النضال الشعبي، وسعت لفرض خطابها الإسلاموي التكفيري منذ اللحظة الأولى ضد القوى الوطنية؛ رابعا تساوقت مع اهداف دولة الاستعمار الإسرائيلية في خلق الفتنة داخل الصف الفلسطيني، وأذكركم بحرق مكتبة الهلال الأحمر في غزة، استخدام البلطات والجنازير الحديدية في ملاحقة ممثلي فصائل العمل الوطني في الجامعات والمنابر العامة، وشكلت مافيات عصابية لمطاردة الوطنيين وحتى انصار القوى الدينية الأخرى؛ خامسا لم تستسلم، رغم فشلها في الاستحواذ على الساحة الوطنية، وبقيت تمارس التحريض على قيادة منظمة التحرير وفصائل العمل، وتجلى دورها التخريبي بعد نشوء السلطة الوطنية عام 1994، حيث كانت وباتفاق مع الموساد والشين بيت تنفذ عمليات ضد المدنيين الإسرائيليين ليس بدافع وطني، بل لإغلاق الطريق على تنفيذ مرحلة إعادة الانتشار في الضفة والقطاع، وقامت في 18/11/1994 إنطلاقا من مسجد فلسطين في الرمال الشمالي بمدينة غزة بمحاولة إنقلابية، ولم تنجح فسعت لخلق إزدواجية السلطة، وحرقت سينما النصر وفندق الطاحونة الحمراء ومحلات ابو جورج للمشروبات الروحية، وإطلاق الرصاص على أجهزة الأمن في السرايا ... إلخ من الجرائم، رغم ان الأجهزة الأمنية المختلفة شكلت غطاء للمطلوبين من حركة حماس، وهو ما أعلنت عنه القيادات الإسرائيلية، من ان الأجهزة الأمنية تعلب معهم لعبة "الباب الدوار" بالنسبة للمطلوبين، ثم توجت جرائمها بالإنقلاب الأسود اواسط عام 2007، الذي سقط فيه ما يزيد عن 800 شهيد وجريح من منتسبي الأجهزة الأمنية وحركة فتح؛ سادسا كانت اول من نفذ الخطة الأميركية الإسرائيلية في تمزيق وحدة شعوب ودول المنطقة، وهو ما جسدته بالانقلاب الجاثم حتى اليوم على التراب الوطني في الجناح الجنوبي من الوطن منذ 13 عاما، وقبل ان يحدث اي "ربيع عربي" في الدول العربية؛ سابعا لعبت ميليشيات حركة حماس رأس حربة في حروب جماعة الأخوان المسلمين في الدول العربية: مصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس واليمن ودول الخليج والأردن .. إلخ ولدى كل دولة ملفاتها الخاصة عن الجرائم، التي ارتكبتها حركة حماس تحديدا في بلدانها.

إذًا هذه الحركة الأداة الوظيفية والرديفة لاجهزة الأمن الغربية والإسرائيلية في اوساط الدول العربية والإسلامية ليس مستغربا عليها ان تفبرك اي أكاذيب، وتحاول ان تروج بضاعة فاسدة ومفضوحة وذات رائحة نتنة، تزكم الأنوف، لكنها مكشوفة، ولا يمكن ان تنطلي على احد إلا على البسطاء والسذج، الذين يعومون في مياة آسنة. ومن يعود لتصريحات الشيخ خضر حبيب، قيادة الجهاد الإسلامي وغيره ممن علقوا على عملية اغتيال المجاهد بهاء ابو العطا يستطيع ان يدرك من وقف وراء المعلومات، التي أرسلت لإسرائيل وأجهزتها الأمنية لاغتيال الرجل. وايضا من يعود لقراءة تصريحات الزهار والسراج والسنوار حول دور ابو العطا، يستطيع ان يخلص ايضا للنتيجة العلمية حول من يقف وراء اغتياله، واضيف ايضا عدم إشتراك حركة حماس وأي من ميليشياتها في معركة اغتيال بهاء تشكل دليلا إضافيا، وتعطي البرهان، ثم لقاء ترطيب الأجواء بين القيادتين الحمساوية والجهادية في القاهرة مؤخرا، وبناء على طلب حماس، وطلبها الآن من الجهاد تسويق ما روجته مؤشر آخر على دورها التخريبي والتآمري على كل مناضل بمن في ذلك مناضلو كتائب القسام، التي اغتالت منهم ما يزيد على 650 مناضلا تحت عناوين مختلفة عنوانها الأبرز "استشهد في مهمة جهادية". إذا إدعاء وأكاذيب حماس تعريها من رأسها لأخمص قدمها. والباقي عندكم.

[email protected]

[email protected]          

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين