بحث

أخبار اليوم

ألا يعلم اليهود في إسرائيل؟!

  • 10:14
  • 2019-12-31
بقلم موفق مطر

سيدرك اليهود في اسرائيل ان السلام مع الشعب الفلسطيني سبيلهم للخلاص والتحرر من قيود الصهيونية العنصرية التي ربطَت مصائرهم بعجلة الامبراطوريات والدول الاستعمارية ؟! .

نعتقد بصحوتهم قبل أن يزجهم ترامب كأحدث صورة للامبراطور الاستعماري  في اتون مشاريعه وخططه للسيطرة على العالم،  فهو لن يوفر واحدا ايا كان عرقه او دينه او جنسه يمكنه  اخذه كحطب لتسعير نيران حروبه وللتمكن من استعباد العالم  وقد لا نغالي اذا قلنا ان يهود اسرائيل سيكونون ضحاياه كغيرهم رغم الغزل والعشق الذي يبديه لهم. وسخاؤه عليهم بقرارات ليست مخالفة للقانون الدولي وحسب، بل تعيد اشعال جذوة الكراهية لليهود لأنه يغتصب من حق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي ويقدمه كمنحة لحكومة دولة احتلال عنصرية استعمارية احتلالية متمردة على الشرعية الدولية والمجتمع الانساني لا تمثل إلا يهودا متطرفين،  لا يمنعهم قانون  ولا ضمير ولا شريعة اخلاقية او دينية من زج اليهود في صراعات ومعارك تسفك فيها الدماء ما دام الامر يوفر لهم ديمومة مصالحهم مع منظومة الاستعمار الحديث بوجوهه كافة  .

يجب ان يعرف يهود اسرائيل واللوبيات اليهودية المساندة لاسرائيل ان لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية مبادئ وأهدافا انسانية، وأن الشعب الفلسطيني حضاري،  وأن فلسطين هذه الأرض المقدسة لم تكن كذلك إلا لأن انسانها قد عمرها واحياها وطبعها بقدسية افكاره ومعتقداته ومبادئ السلام والعدل والكرامة التي كانت مرجعيته...فالفلسطينيون شعب اصيل ساهم في بناء المنطقة الحضارية العربية والمتوسطية، يناضلون لانتزاع حريتهم وحقوقهم الانسانية الطبيعية والسياسية، والعودة الى بيوتهم، وأراضيهم، والعيش بسلام مع الجميع..لكن ليس بأقل من استقلال وسيادة على حدود دولة فلسطين في الرابع من حزيران من العام 1967 وعموما،  وعلى عاصمتهم القدس الشرقية المحتلة منذ الخامس من حزيران من ذات العام.

سيدرك اليهود في اسرائيل  والمساندون لها،  ومقدمو الدعم بلا حدود لحكومتها  المعادية للسلام أن الاحتلال والاستيطان كانا سبيل الظالمين لاستعباد واذلال وقهر الشعوب، وبهذه الأسلحة تحاول منظومة ترامب ونتنياهو الاستعمارية فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، كما سيعرفون أن الاستيطان الاحلالي القائم على تهجير  السكان الاصليين من اراضيهم  واحلال سكان تابعين للدولة القائمة بالاحتلال جريمة حرب،  ناهيك عن كونه فعلا يتنافى اصلا مع الأخلاق الانسانية، ومدمرا لقيم الحرية والديمقراطية، وخيانة للقانون الدولي وشرائعه ومواثيقه.

ألا يعلم يهود اسرائيل ان الرئيس محمود عباس ابو مازن يقود الشعب الفلسطيني للتحرر من ارهاب الاحتلال الاستيطاني،  ويواصل نضاله في المحافل الدولية والأممية لتأمين الحرية لشعبه عبر انجاز الاستقلال لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بعد اقرار العالم بهذه الدولة، 140 دولة في الأمم المتحدة،  جسدت ارادتها في القرار 67/ 19 للعام 2012 عندما  اعترفت بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967  وقررت ان الضفة الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية عاصمة فلسطين وقطاع غزة اراض محتلة وان القوة القائمة بالاحتلال هي اسرائيل .

يعلم كثير من اليهود محبي السلام في اسرائيل ان الرئيس ابو مازن يناضل لتثبيت سلام على أسس قرارات الشرعية الدولية، ويدركون أن الرئيس الانسان محمود عباس،  قائد حركة التحرر الوطنية للشعب الفلسطيني  رسول سلام، يستقوي بالحق المؤرخ بالزمان والمكان لشعبه والمتراكم نصوصا وشواهد وبينات في قاموس الشرعية الدولية، وثقافة الانسانية  وانه الى جانب المؤمنين بالسلام من يهود اسرائيل، سيكون سببا في خلاصهم وتحريرهم من صناع الموت وتجارة، ومستثمري الفتن والحروب الدينية.

بات على يهود اسرائيل المؤمنين بالسلام دفع المناهضين للسلام الذين مازالوا متمسكين بعقلية الاستكبار والتمييز نحو قراءة عقلانية، لواقع الصراع،  لعلهم يتبصرون، وينتصرون على خوف ورعب اتقن قادة أحزاب وجيوش ورؤساء حكومات ادخاله في نفوسهم قسرا, فالسلام سيعينهم على استعادة انسانيتهم ويرجعها الى سياقها الطبيعي, ويضع حدا لاستخدامهم كطلقات في مخزن آلة الحرب .

عليهم جمع قواهم، وتنظيم صفوفهم وراء مثقفين يهود وقادة سياسيين، أقروا وآمنوا بحق الفلسطينيين في وطنهم وأرضهم الطبيعية والتاريخية، ورؤية واقع المنطقة واستشراف مستقبلها بعيون المنقذ لذاته ولانسانيته، وليس امامهم إلا نبذ الحروب والارهاب والصراعات الدموية، وملامسة الحقائق  المتجسدة والمتنامية كحقيقة لا يمكن لي كان مهما بلغ استكباره تجاهلها، وهي أن السلام لن يسود الأرض المقدسة وما حولها، ما لم ينجز الشعب الفلسطيني استقلاله ويستكمل تحرير ارض دولته،  وأن الوقوف بوجه طغيان وبغي حكومتهم، وتغول المستوطنين على مؤسسات دولتهم،  ورفض مقولات الحاخامات وقادة الأحزاب العنصرية، سيفتح كل الشوارع التي اغلقها المتطرفون والارهابيون باتجاه الاستقرار والسلام،  وعليهم ان يعوا أن للعالم الحر الديمقراطي عيونا وآذانا، ويبني مواقفه بناء على التجربة العقلانية،  وأن هذا العالم لن يقبل بوضع المنطقة على حافة الهاوية،  أو دفعها نحو صراعات دينية جربها وخرج خاسرا منها قبل قرون .

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين