بحث

أخبار اليوم

حماس أداة للتخريب

  • 10:01
  • 2020-01-12
بقلم باسم برهوم

قد يستغرب البعض ويتساءل كيف يصح أن تعمل حماس على إبرام صفقة مع نتنياهو وترامب لفصل قطاع غزة وتأهيله اقتصاديا ليكون دويلة فلسطينية، وفي الوقت نفسه يقف اسماعيل هنية في طهران وينصب نفسه ممثلا للشعب الفلسطيني ويعلن أن سليماني شهيد القدس، وأن يبدو كأنه أحد رموز مقاومة أميركا واسرائيل. بالفعل قد يبدو الأمر غريبا فإما أن ما نسمعه عن الصفقة مع نتنياهو مجرد دخان بلا نار، أو أن أصحاب صفقة القرن منحوا حماس هامش التحرك لتغطية تورطها معهم في تخريب المشروع الوطني الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.. ما هو الأقرب للصحة؟.
قبل عدة أشهر أعلن نتنياهو في تصريحات علنية أنه لن يسمح بعودة قطاع غزة لأبي مازن، ولن يسمح بقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وبالطبع مع القدس الشرقية. نتنياهو وفي التصريحات ذاتها قال إن مصر ترفض أن تستعيد قطاع غزة ليكون تحت إدارتها كما كان عليه الوضع قبل حرب عام 1967، وبالتالي فإن بقاء غزة مفصولة عن الضفة هو مصلحة استراتيجية لإسرائيل. من جهتها حماس لا تخفي رغبتها ونيتها بإبرام هدنة طويلة الأمد مع اسرائيل والتوصل مع نتنياهو إلى تفاهمات ببناء مطار وميناء في البحر، وبناء مناطق صناعية على الحدود بين القطاع وإسرائيل لإنعاش الاقتصاد في القطاع.. ما الذي يعنيه ذلك؟ هذا يعني بالضبط أن حماس جزء لا يتجزأ من صفقة القرن وأنها إحدى أدواتها الرئيسية، لأن الرد على كل محاولات نتنياهو لفصل القطاع هو أن تقوم حماس فورا بإنهاء الانقسام، لأن مفتاح إعادة توحيد الضفة والقطاع بيدها هي، فهي من قام بالانقلاب وهي من يسيطر على القطاع منذ ما يقارب الـ 13 عاما.
لماذا لا تقوم حماس بهذه الخطوة بدل البحث عن هدنة طويلة منفردة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتفاهمات من شأنها أن تديم الانقسام بل وتحقق هدف نتنياهو في الفصل؟
أولا: حماس منذ تأسيسها، وحتى قبل تأسيسها، كانت وبدعم وتواطؤ مع أجهزة الأمن الاسرائيلية تريد ويريدون لها أن تكون بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك فإن العدو رقم واحد لحماس المنظمة ومشروعها الوطني.
ثانيا: حماس تنظيم اخواني، أي أنها جزء أصيل من تنظيم جماعة الاخوان الدولية، هذه الجماعة كانت أداة المخابرات المركزية الأميركية في محاربة الشيوعية العالمية وحركات التحرر الوطني والقومي، ودورها انكشف بالكامل في أفغانستان فهي أو من تحت عباءتها خرج المجاهدون المدعومون من واشنطن لمحاربة السوفييت والنظام الافغاني الوطني المتحالف مع موسكو، ومن هؤلاء جاءت القاعدة ومن ثم النصرة وداعش. وعندما انفجر ما اطلق عليه ثورات الربيع العربي، كانت الجماعة أداة التخريب الأساسية لهدم الدولة العربية الوطنية وتدمير الأمة العربية، والنتيجة أن الوطن العربي تحول إلى ساحة للصراع وطموحات مد النفوذ للقوى الاقليمية والدولية.
ثالثا: باعتبارها جزءا من جماعة الاخوان فإن أحد أهم أهداف حماس هو المال. وأذكر هنا بالامبراطورية المالية للاخوان، وهي اليوم شبكة تتألف من مئات البنوك والشركات ومكاتب الصيرفة المنتشرة في العالم. حماس ومعها الجماعة جنوا مليارات الدولارات من وراء سيطرة حماس على القطاع ومن معاناة شعبنا في القطاع، فأموال الزكاة والتبرعات كانت تصب في جيب الاخوان من كل دول العالم.
أما بالنسبة لعلاقات حماس بإيران فهي علاقة مصلحة، فحماس تدرك أن طهران بحاجة لغطاء لمشروعها وبالتالي هي توفر هذا الغطاء مقابل المال والدعم.
إن من يراقب الجماعة منذ تأسيسها في نهاية عشرينيات القرن الماضي وحتى اللحظة يكتشف ببساطة أنها أداة لمن يدفع حتى لو كان الدور تخريب وتدمير الأمة العربية، وحماس هي جزء اصيل من اللعبة القذرة، فالكل يرفع الصوت والشعارات لتدمير اسرائيل، ومن يدمر هو النظام العربي، فماذا نصدق الكلام أم الواقع؟.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين