بحث

أخبار اليوم

المخطط الاستيطاني فوق مطار قلنديا.. المشروع الأضخم بعد "معاليه أدوميم"

  • 12:39
  • 2020-02-19

صوت الحرية - 

 قدمت وزارة الإسكان الإسرائيلية، قبل عدة أسابيع، مخططاً لبلدية الاحتلال بالقدس لإقامة حي استيطاني ضخم على أراضي مطار القدس الدولي ومحيطه في قلنديا شماليّ القدس، رغم أن خطة الإملاءات الأميركية – الإسرائيلية المعروفة بـ"صفقة القرن" صنفت هذه المنطقة على أنها منطقة سياحية للفلسطينيين!

وقال المهندس المتابع للمشاريع الاستيطانية ناصر أبو الليل: إن المشروع الاستيطاني المخطط له يحمل الرقم 101-0764936 ويعتبر الأضخم بعد مستوطنة "معالية ادوميم" في القدس الشرقية المحتلة".

وبين أبو الليل:"قبل أيام من إعلان ما تعرف بـ"صفقة القرن" وضعت الجهات الإسرائيلية كافة المخططات الاستيطانية لهذا المشروع وبشكل تفصيلي وحصل على أولوية، والتوجه نحو التنفيذ السريع أيضاً، حيث سيتم تخصيص هذه المستوطنة للمتدينين بنسبة بناء عالية جداً، فالموافقة تشمل إقامة مبان سكنية بارتفاع ٢١ طابقا بالإضافة لمبان تجارية ومجمع صناعي".

ويبتلع المشروع الاستيطاني كامل مطار القدس وأراضي قرية قلنديا المحيطة به الواقعة داخل الجدار، في مشروع سبق وتم تجميده أكثر من مرة سابقا بسبب حساسيته لوقوعه في قلب الأحياء الفلسطينية، ولأنه في حال تنفيذه ينسف إمكانية قيام دولة فلسطينية، حيث يعزل مدينة القدس عن مدينتي رام الله والبيرة بشكل كامل.

وكشف المهندس أبو الليل أن "المخطط تضمن وضع إشارات حمراء على ٢١ منزلاً فلسطينياً قائما منذ سنوات طويلة سيجري هدمها تمهيداً لإقامة أجزاء من المشروع الاستيطاني فوقها، كما أنه سيتم انتزاع ملكية الأراضي المقامة عليها تلك المنازل ليشملها المشروع الاستيطاني الضخم".

وقال ان إسرائيل ستسرع عملية البناء في هذا الحي الاستيطاني إن لم يجابه هذا المخطط بردود فعل فلسطينية ودولية فاعل، فهذا المشروع سيكرس وجود كتلة اسمنتية يهودية ويعيق أي تواصل فلسطيني بين القدس ومدينتي رام الله والبيرة ويرسخ الفصل الجغرافي والديمغرافي في وسط الضفة الغربية ويقطع تواصلها مع القدس المحتلة ويهدف للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف أبو الليل ان المشروع المقدم يشمل ٩ آلاف وحدة استيطانية، ولكن الخطة التطويرية له للعام ٢٠٣٠ ووفق المخططات التكميلية سترتفع إلى ١١ ألف وحدة استيطانية في غضون سنوات قليلة، حيث ان هذه المستوطنة ستشكل تكتلا استيطانيا ضخما على غرار "معاليه ادوميم" شرق المدينة والتجمع الاستيطاني "كفار عتصيون" جنوبا.

وأشار إلى أن هذه الكتلة الاستيطانية ستضم أيضاً منطقة صناعية وأخرى تجارية ترتبط بشبكة طرق سريعة في مقدمتها الشارع رقم "٤٤٣" تل أبيب - القدس، والشارع الذي يجري شقه من مستوطنة "رمات شلومو" على أراضي شعفاط وبيت حنينا والمتفرع منه الشارع الالتفافي رقم ٤ الذي يرتبط هذه الكتلة الاستيطانية بمستوطنتي "ادم" و"شاعر بنيامين" على أراضي جبع وحزما ومخماس عبر النفق اسفل "مخيم قلنديا وكفر عقب عبر استغلال منطقة الكسارات، لربطها بمستوطنات الغور والشارع رقم ٩٠.

وأوضح المهندس أبو الليل أن المساحة المخصصة للمشروع 1243 دونما، لبناء 9000 وحدة استيطانية بالإضافة لفندق ضخم سيتخذ مركزه من قاعة الاستقبال والمغادرة في "مطار القدس" التاريخي، فالمخطط الأولي نص على الحفاظ على المباني القديمة في المطار الذي كان يعمل بكفاءة في العهد الأردني إلى أن توقف عشية الاحتلال الإسرائيلي عام ١٩٦٧.

وأكد أن مقر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية الذي أقيم نهاية الثمانينات على أراض زراعية خصبة صودرت من أهالي قرية قلنديا سيقام في موقعه مجمعات تجارية وصناعية خفيفة ومشاغل، وذلك بمساحة تبلغ 300,000 متر مربع.

وقال إن المخطط يكرس 45,000 متر مربع كمناطق تجارية، وأبراج بارتفاعات تصل الى ٢٠ طابقاً، في حين تم التأشير على نحو ٢١ بناية فلسطينية للهدم.

ومن المفارقات العنصرية، قال أبو الليل:"في قلب المنطقة التي تم تخصيصها للمشروع الاستيطاني يقع حي مسجد المطار "الجامع الكويتي" والذي تم استثناؤه من من التنظيم ما يحاصر الحي ويحظر أي تراخيص بناء فيه مستقبلا".

ويذكر أن سلطات الاحتلال قامت بمصادرة أجزاء واسعة من أراضي قرية قلنديا المحيطة بالمطار في مطلع السبعينات على يد حكومة حزب العمل آنذاك.

وقررت سلطات الاحتلال إغلاق مطار القدس - قلنديا - الذي تطلق عليه المسمى التلمودي "عطروت" مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، خوفاً من استهدافه.

وقال أبو الليل إن من بين القضايا التي أثير جدل إسرائيلي بخصوصها المبنى الأثري الرئيسي للمطار الذي مازال يحمل لافتة كبيرة مكتوب عليها "مطار القدس"، إذ كان هناك رأي يدعو لهدمه بالكامل وبناء الفندق بواجهة حديثة، أما الرأي الثاني الذي تم اعتماده في المشروع فتضمن بقاء المباني الاثرية والتاريخية، كما حدث في مقر المجلس الإسلامي الأعلى في القدس الغربية مقابل مقبرة مأمن الله، حيث سيحافظ على الواجهات التاريخية ويتحول الداخل الى بناء حديث لفندق من ٥ نجوم بارتفاع ٢٠ طابقاً يضم مرافق سياحية وترفيهية لخدمة سكان المستوطنة.

وتشير الصفحة الـ ١٨ من خطة الإملاءات الأميركية المسماة "صفقة القرن" إلى أن منطقة المطار ستخصص كمنطقة سياحية ومنطقة تطوير وتشغيل للفلسطينيين ولإنشاء مشاريع سياحية بعد قيام الدولة الفلسطينية، بهدف "دعم سياحة المسلمين للقدس وللأماكن المقدسة"؛ ما يجعل هذه الخطة تتعارض حتى مع مساعي الإدارة الأميركية الحليفة للاحتلال!

وذكر باحث في جمعية "عير عاميم" الإسرائيلية التي ترصد الاستيطان في القدس، أنه "كلما اقترب موعد الانتخابات، يدفع نتنياهو بمزيد من الخطوات غير المسؤولة. إن بناء حي ضخم خلف الخط الأخضر في الجانب المحتل عام ١٩٦٧ هو محاولة لفرض حقائق ثابتة على الأرض".

بدورها، ذكرت منظمة "السلام الآن" أن "نتنياهو يسعى لتوجيه ضربة قاضية لفرص حل الدولتين لشعبين"، وأكدت أن الحي الاستيطاني الذي يخطط له سيقطع التواصل العمراني الممتد ما بين رام الله والقدس الشرقية، ولمنع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وأوضحت أن وزير الإسكان السابق، يوآف غالانت، أصدر أوامر باستئناف العمل على المشروع الاستيطاني، بعد انتخاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولفتت إلى أن المخطط الاستيطاني يحظى بدعم كبير من رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليئون، ورئيس كتلة المعارضة في البلدية، بالإضافة إلى وزير شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكين.

فن ومنوعات


حالة الطقس

فلسطين